«إيلاف» من بيروت: بدأت نتائج زيارة رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري الأخيرة إلى موسكو تتكشف معالمها لتنطلق خلال الأسابيع المقبلة باكورة الترجمات العملية لمحادثاته الرسمية مع المسؤولين الروس، وفي مقدّمهم فلاديمير بوتين، بشكل يصب في صالح تقوية الدولة اللبنانية وتعزيز قدراتها السيادية عسكريًا وأمنيًا، وتستعد الجهات الروسية المختصة لاستقبال وفد أمني لبناني من وزارة الداخلية الأسبوع المقبل يعقبه وفد عسكري آخر من وزارة الدفاع في الأسبوع الذي يليه لبدء التباحث بين الجانبين في ما يحتاجه لبنان من "أسلحة نوعية" تنوي روسيا تزويده بها ضمن إطار الاتفاق المُبرم بهذا الخصوص بين الحريري والقيادة الروسية.
هذا الاتفاق سبق أن أُبرم مع موسكو عام 2010 إبان حكومة الرئيس الحريري بهدف تعزيز قدرات الجيش والقوى الأمنية اللبنانية لكنّ إسقاط تلك الحكومة أعاق تنفيذه، ثم عاد رئيس مجلس الوزراء وأحيا هذا الاتفاق خلال زيارته روسيا في سبتمبر الماضي، وهو ينصّ في مضامينه على تمويل موسكو عملية تسليح القوى العسكرية والأمنية الرسمية اللبنانية بأسلحة نوعية وعتاد وتجهيزات بقيمة مليار دولار تتولى الدولة الروسية سدادها لشركات تصنيع الأسلحة على أن تقوم الدولة اللبنانية بتقسيط هذا المبلغ على مدة مريحة تصل إلى 12 عامًا بفائدة قريبة من الصفر بالمئة.
وتتمحور مهمة الوفود الأمنية والعسكرية إلى موسكو، حول استعراض برامج التسليح الروسية لاختيار ما يحتاجه الجيش والقوى الأمنية منها وتحديد قوائم الأسلحة النوعية المنوي استقدامها إلى لبنان، وهذه المرحلة ستنتهي خلال مدة شهرين على أن يلي ذلك تجهيز الاتفاقيات وتوقيعها بين الجانبين تمهيدًا لإطلاق مفاوضات بين وزارتي المالية اللبنانية والروسية بغية تحديد الجدولة الزمنية لعملية تقسيط كلفة هذه الأسلحة بالتزامن مع إعطاء شركات التسليح الروسية الضوء الأخضر للبدء بتصنيعها.
تطوّر التسليح
ماذا عن تسليح الجيش اللبناني والتعاون العسكري بين روسيا ولبنان، وهل هذا الأمر كافٍ اليوم؟ يقول النائب فادي كرم لـ"إيلاف إن التسليح يتطوّر، وثقة الدول العالميّة بالجيش اللبناني وقدرته على التماسك قوية أيضًا، وهي كلها أمور يكتسبها الجيش اللبناني مع الوقت بناء على إدارته للأمور، وبناء على قيادة الجيش، وبناء على معاركه على الجبهات وقدرته على مجابهة التحديّات العسكريّة.
دور التضامن
أي دور لتضامن اللبنانيين مع الجيش من أجل صدّ كل محاولات "إرهابيّة" ضد لبنان؟ يقول كرم إنها مسألة أساسيّة جدًا وهي المدماك، فالجيش اللبناني يكون مرتاحًا عندما يكون اللبنانيون متضامنين معه ويؤازرونه كلهم بجميع فئاتهم، ومع تعاون كل اللبنانيين واتفاقهم كلهم بدون استثناء على دعمه بالقرار وأيضًا دعمه سياسيًا، حينها يصبح الجيش اللبناني أكثر قوة وبسالة، من خلال اعتباره الجهة الوحيدة والشرعية للدفاع عن اللبنانيين جميعهم، من هذا المنطلق عندما تتوافر هذه الشروط للجيش اللبناني، يصبح قادرًا على القيام بمعاركه وإنجازاته بشكل مريح جدًا، ولا حل للبنان ولا سلام أو أمن للبنانيين إلا بتسليم الجيش اللبناني زمام الأمور.
يمسك الوضع
ما الذي يحتاجه الجيش اللبناني اليوم كي يبقى متمساكًا ويستمر بدفاعه الأمنيّ؟ يقول النائب غازي يوسف لـ"إيلاف":" الجيش اللبناني يمسك الوضع جيدًا على الأرض، ولكن بحاجة أن يملك معدات أكثر للتدخل بصورة أوسع من خلال وحدات متخصصة جديدة.
ويؤكد النائب مروان فارس لـ"إيلاف" أن ليس من مصلحة إسرائيل حصول لبنان والجيش اللبناني على معدّات ثقيلة من روسيا أو من غيرها من الدول، وأميركا تساند إسرائيل في ذلك، إنما مع وجود إرادة دولية بتقوية الجيش لا بد أن تظهر في المرحلة المقبلة، من خلال تحدي الإرهاب، ونتمنى أن تنجح أي مبادرة هدفها تقوية الجيش اللبناني بما فيها المبادرة الروسية.
التعليقات