الرباط: سلم المغرب صباح اليوم في بون رئاسة مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ لجزر فيدجي.

وسلم صلاح الدين مزوار، وزير الخارجية المغربي السابق ورئيس الدورة 22 لمؤتمر المناخ (كوب22)، رمز الرئاسة إلى فرانك بانيماراما، رئيس حكومة فيدجي، في افتتاح الدورة 23 للمؤتمر (كوب23).

وأعرب مزوار بهذه المناسبة عن اعتزاز المغرب برئاسة الدورة 22 لمؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، مشيرا إلى أن الدورة التي ترأسها المغرب دشنت جيلا جديدا من مؤتمرات المناخ كونها هي الأولى التي عقدت منذ دخول الاتفاقية العالمية حول التغيرات المناخية المبرمة في باريس حيز التطبيق، وبالتالي كانت دورة المرور إلى العمل بامتياز.

وذكر مزوار بخطاب العاهل المغربي الملك محمد السادس في افتتاح أشغال كوب 22 بمراكش، والذي نبه فيه إلى الكلفة الباهضة للإنتظارية، ودعا فيه الى ضرورة التعجيل بالمرور إلى طور العمل من أجل تجسيد قيم العدالة والتضامن. 

 

مزوار يتحدث في بون

 

واشار مزوار إلى الأهداف الأربعة التي وضعتها الرئاسة المغربية لمؤتمر المناخ "كوب22"، والتي اختزلها في توفير الدعم المالي والفني للبلدان النامية والجرز بهدف تعزيز قدراتها على مواجهة آثار التغير المناخي، واحترام الدول المتقدمة لالتزاماتها، وتعبئة 100 مليار دولار على الأقل في أفق 2020، وانخراط الجميع في تسهيل نقل التكنولوجيا وتطوير البحث والتنمية والابتكار في مجال المناخ، ومساهمات الفاعلين غير الحكوميين والشركات والجماعات المحلية (البلديات) والمجتمع المدني في تحريك مبادرات "العمل الشامل من أجل المناخ".

كما تحدث مزوار عن نتائج الرئاسة المغربية، مشيرا على الخصوص إلى أنها تمكنت، على مستوى المحور الرسمي المتعدد الأطراف، من إصدار 35 قرارًا، وإطلاق "إعلان مراكش للعمل من أجل المناخ والتنمية المستدامة"، ووضع أجندة العمل من أجل إطلاق "شراكة مراكش من أجل العمل المناخي الشامل"، إضافة إلى إطلاق عدة مبادرات من طرف المجتمع المدني والقطاع الخاص. كما نظم المغرب على هامش "كوب 22" قمة رؤساء الدول الإفريقية والتي تمخضت عن إنشاء ثلاث لجان وظيفية. وتوصل إلى تجسيد شعار "إفريقيا تلتزم وتعمل وتتكلم بصوت واحد".

وأكد مزوار على أن المغرب، بعد نهاية ولايته كرئيس لمؤتمر الأطراف، سيواصل بحزم التزامه من أجل العمل المناخي. 

وقال "من المهم بالنسبة لنا ضمان استمرار وتثمين إرث كوب 22، ليس فقط على المستوى الدولي، وإنما أيضا على الصعيد الوطني، وذلك في استمرار المبادئ الكبرى المعلنة في دستورنا وبتناغم تام مع استراتيجياتنا سياساتنا العمومية". 

وأكد مزوار أنّ المغرب سيواصل الإنخراط في التعاون الدولي، خاصة التعاون جنوب - جنوب، وسيأخذ مكانه وسط أسرته الإفريقية، إضافة إلى الإضطلاع بدوره في مجال التعاون الثلاثي.

وعلى مدى 15 يومًا المقبل ستعرف بون نقاشات ساخنة بين الوفود المفاوضة الممثلة ل169 دولة من أجل تأكيد إلتزامات الدول إزاء مكافحة التغيرات المناخية، وتقييمها والسعي إلى تطويرها.