كابول: اقتحم مسلحون يرتدون لباس الشرطة الثلاثاء محطة للتلفزيون في كابول ما أدى الى مقتل شخصين على الاقل واصابة العديد بجروح، بحسب ما أعلن مسؤولون وموظفون في آخر اعتداء دام يستهدف صحافيين في البلاد وأعلن تنظيم الدولة الاسلامية مسؤوليته عنه.

استمر الهجوم ثلاث ساعات قبل ان تتمكن قوات الامن الافغانية من السيطرة على المهاجمين الذين حملوا اسلحة نارية وقاذفات قنابل صاروخية، وتنقذ الموظفين العالقين داخل المبنى.

وقال التلفزيون "انتهى الهجوم وتم انقاذ كل الموظفين الذين كانوا في المبنى بحسب قائد القوات الخاصة"، وذلك بعيد انتهاء الهجوم.

وصرح مدير الاخبار في تلفزيون شمشاد عبيد احناس لتلفزيون تولو المنافس وهو يرقد على سرير في احد مستشفيات العاصمة بعد نقله مع بعض زملائه المصابين "انه هجوم على حرية الاعلام لكن لن يتمكنوا من اسكاتنا".

وأشار التلفزيون الى ان احد المهاجمين فجر نفسه عند المدخل بينما اقتحم مهاجم مدجج بالسلاح المبنى واطلق انار على الموظفين قبل ان يصعد الى السطح ويطلق النار على قوات الامن.

وأحدثت قوات الامن فجوة في جدار المجمع للتمكن من الدخول الى مبنى القناة الناطقة بلغة الباشتون.

وقال احناس "كنت في مكتبي عندما هاجم مسلحون يرتدون زي الشرطة المبنى"، مضيفا "لقد قتلوا احد الحراس ودخلوا المبنى وراحوا يطلقون النار. معظمنا تمكن من الفرار لكن البعض أصيب بجروح والبعض الاخ قفز من النوافذ".

واضاف ان المحطة لم تتلق اي معلومات بتهديدات قبيل الهجوم.

وسُمعت طلقات نارية في المبنى كل بضع دقائق مع قدوم أعداد متزايدة من قوات الامن والاسعاف الى المكان.

وقال موظف واحد على الاقل لفرانس برس انه شاهد ثلاثة مهاجمين يقتحمون المبنى على كاميرات المراقبة.

وروى فيصل زلاند المراسل لدى التلفزيون وتمكن من الفرار عبر باب خلفي "رأيت ثلاثة مهاجمين على كاميرات المراقبة وهم يدخلون مبنى قناة التلفزيون. أطلقوا النار في البدء على الحارس ثم دخلوا وراحوا بعدها يطلقون النار ويلقون قنابل يدوية"، مضيفا "العديد من زملائي لا يزالون في المبنى".

وتعذر الاتصال بموظفين آخرين في التلفزيون لان هواتفهم النقالة كانت مقفلة.

أشار المتحدث باسم وزارة الداخلية نجيب دانيش الى مقتل اثنين من الحراس واصابة خمسة اشخاص بجروح من بينهم موظف في التلفزيون واربعة من عناصر الاطفاء.

- تبني تنظيم الدولة الاسلامية -

أعلن تنظيم الدولة الاسلامية تبنيه للهجوم في بيان نشرته وكالة اعماق التابعة له، مشيرا الى "هجوم انغماسي لمقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية"، بينما كانت حركة طالبان نفت تورطها في بيان على تويتر.

الباشتونية هي احدى اللغتين الرسميتين في افغانستان وهي مستخدمة خصوصا في جنوب البلاد حيث تتمتع طالبان بوجود قوي.

وشهدت كابول سلسلة من الهجمات الدامية في الاسابيع الاخيرة مع تصعيد حركة طالبان وتنظيم الدولة الاسلامية لهجماتهما ضد مساجد ومنشآت أمنية.

وشهدت أعمال العنف ضد الصحافيين الافغان تصعيدا في النصف الاول من العام 2017 بحسب لجنة سلامة الصحافيين الافغان التي اعتبرت ان العام الماضي كان الاكثر دموية للصحافيين مع مقتل 13 عاملا على الاقل في مجالا الاعلام، عشرة منهم بأيدي طالبان. وهذا يجعل افغانستان الدولة الثانية الاكثر خطورة للصحافيين في العالم بعد سوريا.

في كانون الثاني/يناير العام الماضين قتل سبعة موظفين من قناة تولو التلفزيونية الشعبية التي غالبا ما تنتقد المتمردين، وذلك في هجوم انتحاري لحركة طالبان في كابول، قالت الحركة انه انتقام ضد "الحملة الدعائية" ضدها.

وكان ذلك الهجوم الاكبر على وسائل الاعلام منذ طرد طالبان من الحكم في العام 2001 وسلط الاضواء على المخاطر التي يواجهها العاملون في وسائل الاعلام في افغانستان مع تدهور الوضع الامني بشكل عام.

تم تعزيز الامن في كابول منذ انفجار شاحنة مفخخة في 31 ايار/مايو على مشارف ما يُعرف ب"المنطقة الخضراء" ما أدى الى مقتل 150 شخصا واصابة 400 آخرين بجروح.