الرباط: دشن العاهل المغربي الملك محمد السادس الجمعة في الدار البيضاء مركبا إداريا وثقافيا مندمجا تابعا لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. وكلف المركب، الذي شيد على مساحة 7850 متر مربع، استثمارا بقيمة 166 مليون درهم (17.5 مليون دولار)، وينقسم إلى جناح إداري، سيأوي مقر المجلس العلمي المحلي لمحافظة الدار البيضاء -أنفا ومقر المندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية ونظارة الأوقاف؛ بالإضافة إلى جناح ثقافي واجتماعي سيضم مكتبات متخصصة وقاعة مؤتمرات ومرافق للتنشيط الثقافي والعلمي.
وقال أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، في تصريح صحافي بالمناسبة، إن تدشين المركب الإداري والثقافي الجديد للأوقاف بالدار البيضاء، يندرج ضمن مخطط يهدف إلى تشييد مركبات مماثلة في عدة مدن مغربية، بتوجيه من العاهل المغربي، وذلك بهدف إعطاء زخم جديد لعمل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عبر توفير فضاءات عصرية ومجهزة وجعلها في خدمة الإشعاع الديني والثقافي وتمكين العلماء من القيام بمهامهم في التوجيه والتأطير وترسيخ الثوابت الدينية والوطنية المنوطة بهم على أكمل وجه.
وفي إطار هذه الخطة، أوضح التوفيق إلى أنه تم الإنتهاء من إنجاز 10 مركبات مماثلة في مدن مكناس ووجدة ومراكش وطنجة وميدلت وتارودانت وشفشاون وخريبكة والناظور وبنسليمان، وتوجد مركبات أخرى في طور الإنجاز بكل من سلا وبنجرير وتنغير وسيدي بنور وقلعة السراغنة وتاوريرت والحسيمة والعرائش.
وأوضح التوفيق أن المركب الجديد الذي دشنه العاهل المغربي بالدار البيضاء يتألف من عدة مرافق نموذجية، أهمها قاعة للمحاضرات تتسع لزهاء 300 مقعد، مجهزة بمختلف المعدات الإلكترونية الضرورية للعمل العلمي، إلى جانب فضاءات للقراءة تشتمل على باقة هامة من الكتب بمختلف اللغات.
كما تم تزويد المركب، يضيف الوزير، بعدد من أجهزة الكمبيوتر التي تتيح للقراء والباحثين الولوج إلى قواعد المعطيات العلمية في مختلف المجالات العلمية والمعرفية، مضيفا أن هذا الصرح الجديد يضم أيضا، مجموعة من المطبوعات الحجرية القيمة، والتي قل ما تتوفر في مكان واحد. ويشتمل الجناح الثقافي للمركب على ثلاث مكتبات مخصصة في العلوم الاجتماعية والآداب، والدراسات الإسلامية والتاريخ، والكتب الموجهة للأطفال، بالإضافة إلى قاعات مخصصة للمخطوطات والمنحوتات، والمجلات والدوريات، وفضاءات للتوثيق مرصودة لضعاف السمع والبصر.
ويتوفر المركب أيضا على مرافق خدماتية منها مرآب للسيارات من طابقين يتسع لزهاء 100 سيارة.
وقال عبد الهادي ارزيقي، رئيس قسم البناء والاستثمار بمديرية الأوقاف التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، إن المركب الإداري والثقافي الجديد للأوقاف بالدار البيضاء، يعد صرحا دينيا متميزا "يمتثل للمعايير الهندسية المغربية التقليدية الأصيلة من حيث مجموع المكونات التي يتألف منها".
وأبرز ارزيقي في هذا الصدد أن هذا الأمر يتجلى أساسا، في القباب والأقواس والفناءات وتصميم المناطق الخضراء، وكذا في الزخرفة الداخلية التي اعتمدت مجموعة من المواد التقليدية كالجبس المنقوش والخشب التقليدي والزليج البلدي، مضيفا أن هذا الصرح يعكس براعة وإتقان الصانع التقليدي المغربي.
التعليقات