اعتبر سفير ايران في لندن، أن زيارة وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون لطهران الزیارة "استثنائیة"، وسیتم خلالها بحث العلاقات بین البلدین بأبعادها كافة، ومنها الاقتصادیة والسیاسیة والإقلیمیة والدولیة، والاتفاق النووي.

إيلاف: وصل جونسون إلى العاصمة الإيرانية، اليوم السبت، آتيًا من مسقط، حيث أجرى محادثات هناك مع سلطان قابوس ونظيره يوسف بن علوي بن عبدالله، في زيارة تمتد ليومين، ويرافقه وفد سیاسي واقتصادي كبير.

هذه أول زیارة یقوم بها جونسون إلى إیران، وکان وزیر الخارجیة البریطاني السابق وزير الخزانة الحالي فیلیب هاموند زار طهران قبل أکثر من عامین لإعادة افتتاح سفارة بلاده.

سيلتقي وزیر الخارجیة البریطاني مع نظیره الإیراني محمد جواد ظریف، وكذلك مع الرئیس حسن روحاني وأمین المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني ورئیس مجلس الشورى الإسلامي علي لاریجاني.

مجالات عديدة
وكان المتحدث باسم الخارجیة الإیرانیة بهرام قاسمي صرح بأنه سیتم خلال زیارة وزیر الخارجیة البریطاني إلى طهران البحث في مجالات التعاون الاقتصادي وتطویر العلاقات التجاریة والمصرفیة، وکذلك تبادل وجهات النظر بشأن القضایا الإقلیمیة والدولیة.

وفي تصريحات في مسقط قبل توجّهه إلى طهران، وصف وزير خارجية بريطانيا، إيران، بأنها بلد مهم في منطقة استراتيجية تعاني من الاضطرابات وزعزعة الاستقرار.

وقال جونسون إن زیارته الأولى إلى إیران بمثابة فرصة للبحث عن حل یفضي إلى إنهاء الحرب الطاحنة في الیمن وضمان وصول المساعدات الإنسانیة بهدف خفض معاناة وآلام شعبه.
&&
وقال إنه سیؤکد استمرار دعم بریطانیا للاتفاق النووي، إلا أنه سیبدي بعض مشاعر القلق تجاه نشاطات إیران في المنطقة على حد وصفه. وأضاف، أنه رغم التقدم الناجز في العلاقات مع إیران منذ عام 2011، إلا أنها لا تزال لیست على ما یرام، حیث هناك العدید من الخلافات بین البلدین.

الحوار&
وتابع جونسون: إن الحوار مبدأ أساسي للحد من الخلافات وإحراز التقدم في القضایا التي تكتسب الأهمیة لهذا السبب أتوقع زیارة بناءة. وأعرب عن قلقه حیال الملفات القنصلیة للرعایا المتعددة الجنسیة، لافتًا إلى أنه سیتابع موضوع الإفراج عنهم في حال توافر الأرضیة لاتخاذ خطوات إنسانیة.&

إلى ذلك، تحدث السفیر الإیراني في لندن حمید بعیدي نجاد عن أهم أهداف زيارة وزیر الخارجیة البریطاني بوریس جونسون إلى طهران اليوم للبحث في القضایا الثنائیة والإقلیمیة والدولية.

وقال نجاد إنه سيتم خلال هذه الزیارة "الاستثنائیة" بحث العلاقات بین البلدین بأبعادها كافة، ومنها الاقتصادیة والسیاسیة والإقلیمیة والدولیة والاتفاق النووي.

النووي&
وأکد السفیر الإیراني بأن التنفیذ المؤثر للاتفاق النووي سيكون أحد المحاور الرئیسة لمباحثات وزیر الخارجیة البریطاني في زیارته إلی طهران، واعتبر موقف الحکومة البریطانیة بأنه إیجابي في مسألة صون الاتفاق النووي وعدم المساس به، حیث تشترك في هذا الموقف مع الدول الأوروبیة.

وصرح بعیدي نجاد بأنه سیتم التعبير في الوقت عينه عن أن "لنا انتقادات وإشكالیات سنطرحها على الجانب البریطاني". وقال، بطبیعة الحال إن الجانب البریطاني أعلن لنا على الدوام بأنه یرغب کثیرًا في إزالة العقبات المصرفیة والارتقاء بالعلاقات المصرفیة والتجاریة مع إیران إلى مستوى جید. &

أضاف إن ما نتوقعه هو أن تقوم المصارف البریطانیة بإزالة العقبات وقیود الاتصالات المصرفیة والوساطة المالیة بین البلدین في ظل مبادرة من الحكومة البریطانیة.
&
المساجين
واعتبر السفیر الإیراني أنه من الطبیعي أن یطرح وزیر الخارجیة البریطاني قضیتي فروغي ونازنین زاغري اللذین یحملان الجنسیة الإیرانیة - البریطانیة، ویمضیان عقوبة السجن في إیران للمساس بالأمن القومي الإیراني، وأضاف إلا أن العلاقات الإیرانیة البریطانیة أوسع بكثیر من قضیة سجناء مزدوجي الجنسیة التي تعد إحداها.

وأکد السفیر الإیراني أن مسألة العفو عن السجینین تعود إلى السلطة القضائیة، وتتوقف علی استیفاء الشروط اللازمة للإفراج، وأشار إلی أن السلطة القضائیة تدرس حالیًا طلب العفو والإفراج عنهما، ولكن لیست هنالك لغایة الآن نتیجة بهذا الصدد. وأضاف أنه لیس من المتوقع الإفراج الفوري عنهما خلال الزیارة، لأن القضیة قید الدراسة في السلطة القضائیة، ویجب أن تمضي بمراحلها اللازمة.

واعتبر بعيدي نجاد ملف الدیون المستحقة علی بریطانیا لإیران بشأن صفقة الأسلحة المبرمة في سبعینیات القرن الماضي بأنه یمضي الآن فی مراحله النهائیة، ورفض الأجواء المفتعلة من قبل وسائل الإعلام البریطانیة الرامیة إلى الربط بین هذه القضیة وقضیة مزودجي الجنسیة المعتقلین في إیران، واعتبر أن هذا الأمر خلاف للحقیقة ولا ربط بین القضیتین، إذ تعود الأولی إلی 45 عامًا مضى، فیما الثانیة جدیدة نسبیًا.
&