أعلنت السلطة الفلسطينية وقف الاتصالات مع مسؤولي الإدارة الأمريكية، احتجاجا على إعلان الرئيس دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وقال رياض المالكي، وزير الخارجية الفلسطيني، إن محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، لن يلتقي بمايك بنس، نائب الرئيس الأمريكي، خلال جولته المقررة بالشرق الأوسط.
وأضاف، في مؤتمر صحفي قبيل الاجتماع الطارئ لمجلس وزراء الخارجية العرب بالقاهرة :"سوف نسعى لوسيط جديد من أشقائنا العرب والمجتمع الدولي".
وعبر عن أمله في أن يتمكن هذا الوسيط "في المساعدة في التوصل لحل الدولتين".
وكان عباس قد وصف الولايات المتحدة بأنها لم تعد وسيطا في عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
وتصاعدت الاحتجاجات الفلسطينية ضد قرار ترامب، وأطلقت القوات الإسرائيلية قنابل الغاز على محتجين فلسطينيين في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة.
وفي القدس الشرقية، فرقت الشرطة الإسرائيلية عددا من المحتجين يحملون الأعلام الفلسطينية.
وتتواصل الاحتجاجات في القدس بعد يوم من مقتل فلسطينيين اثنين جراء غارة جوية إسرائيلية على قطاع غزة، استهدفت ما قال الجيش الإسرائيلي إنها مصانع ومستودعات أسلحة. وجاءت الغارات ردا على إطلاق صواريخ من القطاع باتجاه جنوب إسرائيل.
وخرجت مظاهرات غاضبة في عدة دول من بينها مصر والأردن وتونس والصومال واليمن وماليزيا وإندونيسيا، بالإضافة إلى مظاهرة أمام السفارة الأمريكية في برلين بألمانيا.
دعوة "للحكمة والتروي"
و اعتذرت الكنيسة القبطة المصرية عن استقبال بنس خلال زيارته المقبلة للقاهرة ضمن جولة له بالمنطقة، وذلك احتجاجا على إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلي المدينة.
وأبدت الكنيسة المصرية اعتراضها على إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل ووصفته بانه لم يراع مشاعر ملايين المواطنين العرب.
وكان شيخ الأزهر، أحمد الطيب، قد ألغى الجمعة لقاءه المقرر من نائب الرئيس الأمريكي. وقالت مشيخة الأزهر إن الطيب يعلن "رفضه الشديد والحاسم لهذا اللقاء، مؤكدا أن الأزهر لا يمكن أن يجلس مع من يزيفون التاريخ ويسلبون حقوق الشعوب ويعتدون على مقدساتهم،" وفقا لما نقله التلفزيون المصري.
وأوضح بيان نشر على الصفحة الرسمية للمتحدث باسم الكنيسة القبطة الأورثوذكسية أنه "نظرا للقرار الذي اتخذته الادارة الامريكية بخصوص القدس ، في توقيت غير مناسب ودون اعتبار لمشاعر الملايين من الشعوب العربية، تعتذر الكنيسة القبطية المصرية الارثوذكسية عن استقبال السيد مايك بنس نائب الرئيس الامريكي خلال الزيارة المزمع القيام بها في ديسمبر الجاري".
وأضاف البيان أن اتباع الكنيسة يصلون من أجل أن يتمتع الجميع "بالحكمة والتروي" في معالجة القضايا التي تؤثر علي سلام شعوب الشرق الأوسط.
قلق أوروبي
وطالب الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والتركي رجب طيب أردوغان، الولايات المتحدة بالتراجع عن قرارها نقل سفارتها إلى القدس.
وقال مصدر بالرئاسة التركية إن أردوغان سوف يعمل مع ماكرون في محاولة لإقناع ترامب بإعادة النظر في قراره حول الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
واتفق الرئيسان في محادثة هاتفية، السبت، على أن هذه الخطوة تثير القلق في المنطقة وأنهما سيبذلان جهودا لتغيير القرار.
وتقول فرنسا إنها تؤيد حقوق الفلسطينيين. وفي 2014، وافقت الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) على اقتراح غير ملزم يدعو الحكومة إلى الاعتراف بفلسطين، ولكن لم يحدث رسميا.
كما أجرى أردوغان اتصالات هاتفية أيضا مع رؤساء كازاخستان ولبنان وأذربيجان، السبت، لمناقشة تداعيات القرار الأمريكي، بحسب المصدر التركي.
وكان الرئيس التركي قد دعا الأربعاء الماضي إلى اجتماع عاجل لمنظمة التعاون الإسلامي في تركيا. ومن المتوقع أن يعقد الاجتماع خلال أيام.
التعليقات