لندن: زاد أغنى 0.1 في المئة من سكان العالم ثروتهم بمقدار ما يملكه النصف الأفقر أو 3.5 مليار انسان منذ عام 1980 ، بحسب تقرير جديد عن اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء.

وحذر "تقرير اللامساواة العالمي" الذي نشره الخميس الاقتصادي الفرنسي توماس بيكيتي من ان اللامساواة تصاعدت الى "مستويات قصوى" في بعض البلدان وان المشكلة ستزداد تفاقماً إذا لم تبادر الحكومات الى تحرك منسق لزيادة الضرائب على الاغنياء ومكافحة التهرب من دفعها.

وجاء في التقرير الذي يستند الى عمل أكثر من 200 باحث في انحاء العالم ان أغنى 1 في المئة من سكان العالم "استحوذوا" على 27 في المئة من النمو الذي تحقق في ثروة العالم خلال الفترة الواقعة بين 1980 و2016 ، وان أغنى اغنياء العالم زادوا ثروتهم حتى أكثر من ذلك. إذ حصل أغنى 0.1 في المئة على 13 في المئة من ثروة العالم وجمع أغنى 0.001 في المئة ـ نحو 76 الف شخص ـ 4 في المئة من اجمالي ما خُلق من ثروة جديدة منذ عام 1980. 

وبحسب التقرير فان "ما استحوذ عليه أغنى 0.1 في المئة (نحو 7 ملايين شخص) من النمو في ثروة العالم منذ عام 1980 يعادل ما يملكه النصف الأفقر من سكان العالم البالغين. وبالمقابل فان نمو الدخل كان بطيئاً أو حتى صفراً للسكان الواقعين بين النصف الأفقر والـ 1 في المئة الأغنى".

ولاحظ الباحثون الاقتصاديون ان اللامساواة في توزيع الثروة بلغت "مستويات قصوى" في روسيا والولايات المتحدة. فان أغنى 1 في المئة من سكان الولايات المتحدة كانوا يملكون 39 في المئة من ثروتها في عام 2014 (آخر سنة تتوفر عنها احصاءات) بزيادة 22 في المئة على عام 1980.

وأغنى رجل في العالم هو مؤسس شركة امزون ورئيسها التنفيذي جيف بيزوس الذي تبلغ ثروته 98.8 مليار دولار ، بحسب مؤشر بلومبرغ لأصحاب المليارات. وشهد بيزوس زيادة ثروته بواقع 33 مليار دولار خلال العام الماضي وحده. واجمالا فان أغنى خمسة اشخاص في العالم ـ بيزوس وبيل غيتس ووارن بافيت وامانسيو اورتيغا ، الذي يملك متاجر زارا ، ومارك زوكربيرغ مؤسس فايسبوك ـ يملكون بينهم ارصدة قيمتها 425 مليار دولار أو ما يعادل سدس اجمالي الناتج المحلي لبريطانيا.

وعن بريطانيا قال التقرير "ان زيادة تركيز الثروة خلال العقود الأربعة الماضية ظاهرة انحصرت بأيدي أغنى 0.5 في المئة (اغنى 250 الف بريطاني) وخاصة بأيدي أغنى 0.1 في المئة (أغنى 50 الف بريطاني). 

واغنى الأشخاص في بريطانيا هم عائلة هندوجا الذين تبلغ ثروتهم 15.4 مليار دولار. 

وقال فريق الاقتصاديين برئاسة بيكيتي الذي ذاعت شهرته بعد نشر كتابه "رأس المال في القرن الحادي والعشرين" ان اللامساوة مرتفعة في اميركا الشمالية واوروبا عموماً ولكنهم حذروا من ان المشكلة اشد حدة في افريقيا والبرازيل والشرق الأوسط حيث "بقيت اللامساواة ثابتة نسبياً عند مستويات مرتفعة للغاية في العقود الأخيرة".

وجاء في التقرير "ان أغنى 10 في المئة يحصلون على نحو 55 في المئة من اجمالي الدخل في البرازيل وافريقيا جنوب الصحراء الكبرى ، وان أغنى 10 في المئة يحصلون عادة على أكثر من 60 في المئة من الدخل في الشرق الأوسط".

وشدد التقرير على انه ما لم يكن هناك تحرك سياسي منسق عالمياً فان الفجوة في توزيع الثروة ستستمر في الاتساع. وقال "ان حصة أغنى 1 في المئة من سكان العالم من الدخل يمكن ان تزداد من زهاء 20 في المئة اليوم الى اكثر من 24 في المئة بحلول عام 2050 ، وفي هذه الحالة يمكن ان تنخفض حصة النصف الأفقر من سكان العالم من 10 في المئة الى أقل من 9 في المئة".

ولكن الاقتصاديين قالوا ان اللامساواة المتزايدة "ليست حتمية" إذا تحركت البلدان لفرض ضرائب تصاعدية رغم ان الضرائب وحدها لا تكفي لمعالجة المشكلة لأن الأثرياء في موقع يتيح لهم تجنب الضرائب والتهرب منها كما اظهرت اوراق بارادايس الأخيرة. وقال التقرير ان 10 في المئة من ثروة العالم موجودة في ملاذات ضريبية. 

 

اعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الغارديان". الأصل منشور على الرابط التالي

https://www.theguardian.com/inequality/2017/dec/14/world-richest-increased-wealth-same-amount-as-poorest-half