أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن جزعها من احتدام القتال في الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها فصائل من المعارضة المسلحة وتحاصرها القوات الحكومية على مشارف العاصمة السورية دمشق.
وحذرت اللجنة في بيان من أن القتال "يلقي بتبعات جسيمة وغير مقبولة على الحياة اليومية في المنطقة، في الوقت الذي يستمر فيه تضرر أحياء عدة من مدينة دمشق من جراء الأعمال العدائية".
وقال روبرت مارديني المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى والأوسط باللجنة "لقد بلغ الوضع الإنساني في الغوطة الشرقية حدا حرجًا. فكما وقع مرارا وتكرارا في سوريا على مدار السنوات الست الأخيرة، يجد الناس العاديون أنفسهم عالقين في وضع أضحت الحياة فيه مستحيلة تدريجيا، إذ تشح السلع والمساعدات".
وفي تموز/يوليو الماضي، أصبحت هذه المنطقة واحدة مما يسمى "مناطق خفض التوتر" في سوريا ضمن خطة أبرمتها روسيا وإيران - حليفتا الحكومة السورية - وتركيا.
وسقط عشرات المدنيين بين قتيل ومصاب، كما يواجه السكان المدنيون عجزا كبيرا في الغذاء، وارتفاعا هائلا في أسعار المواد الغذائية، وخاصة منذ اشتداد ضراوة القتال الأعمال العدائية في 14 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وأضاف مارديني أن العاملين في المجال الطبي يحذرون من "وجود مئات المرضى والجرحى المحرومين من الرعاية الطبية، في الوقت الذي تهدد فيه برودة الطقس بتفاقم الوضع".
وتابع قائلا "ينبغي ألا يستخدم المرضى والجرحى كرهينة للمفاوضات بين الأطراف المختلفة المنخرطة في القتال. ولا بد من توفير الرعاية الطبية فورًا ودون إبطاء لكل من يحتاجون إليها، بصرف النظر عن هويتهم".
ودعت المنظمة الدولية جميع الأطراف المتحاربة إلى ضرورة التوصل إلى حل "يضع المدنيين أولا، ويسمح بوصول المساعدات الإنسانية إلى السكان بشكل منتظم. ولا يمكن لأي مكاسب سياسية أو عسكرية أن تسوّغ هذا القدر من المعاناة، سواء في الغوطة الشرقية أو في أي مكان آخر في سوريا".
وأضاف مارديني "بعض الأسر لا تملك سوى أن تقتات بوجبة واحدة في اليوم، وهو وضع مأساوي لا سيما لمن لديهم أطفال. ونتيجة لهذا، يعتمد غالبية الناس بشكل كامل على المساعدات التي تقدمها المنظمات الإنسانية".
وكانت منظمة اليونيسف حذرت أكتوبر/تشرين الأول الماضي من أن هناك نحو 1200 طفل يعانون من سوء التغذية، وتداول ناشطون سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي صورة رضيعة بدت أشبه بهيكل عظمي وقالوا إن صحتها تدهورت كثيرا ما استدعى نقلها إلى العناية المشددة لكنها فارقت الحياة بسبب سوء التغذية.
وتقدر تقارير إعلامية عدد سكان الغوطة الشرقية بقرابة 400 ألف شخص.
التعليقات