«إيلاف» من لندن: فيما تفجرت الاحتجاجات في اقليم كردستان العراق رصاصًا وعشرات القتلى والجرحى، فقد هدد العبادي بالتدخل دفاعا عن مواطني الاقليم، بينما اكد الصدر دعمه للاحتجاج لاقتلاع الفساد، فيما عبر بارزاني عن القلق .. بينما اعتقلت السلطات احد قادة التظاهرات واغلقت قناة فضائية.
وحذر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بأنه سيتخذ إجراءات إذا تعرض أي مواطن لاعتداء في إقليم كردستان، واكد خلال مؤتمر صحافي مساء امس تابعته "إيلاف" قائلا "لن نقف مكتوفي الأيدي أمام الاعتداء على أي مواطن في إقليم كردستان". ودعا سلطات الاقليم إلى احترام التظاهرات السلمية مشيرًا الى اتصالات بين القوى الامنية في بغداد والاقليم لمواجهة الاوضاع المتفجرة هناك بعد مقتل 5 متظاهرين واصابة 80 اخرين برصاص رجال الامن.
ومن جانبه، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الى "حماية المتظاهرين في مدينة السليمانية منوهًا الى ان ما يحصل هناك يعد صحوة أخرى وخطى شعبية حثيثة نحو قلع الفساد والفاسدين والعمل من اجل الاصلاح في محافظتنا العزيزة السليمانية ".
واشار في تغريدة على تويتر الى ان "مقتضى الحرية والديمقراطية ان يعبر الشعب بشتى انواع الاحتجاج السلمي وبدون ان تعتدي عليه القوات الامنية لذا نطالب بحماية المتظاهرين فحقهم مكفول".
حرق احد المقرات الامنية في محافظة السليمانية العراقية |
بارزاني قلق
وفي رسالة الى المحتجين في وقت متأخر من الليلة الماضية، قال رئيس حكومة إقليم كردستان نجيرفان بارزاني إن التعبير عن الرأي حق مشروع وديمقراطي إلا أن العنف غير مقبول أبداً. واضاف ان "منطقتنا حالياً تمر في ظروف حساسة واتفهم مطالبكم وأؤيدكم فيها وأن التعبير عن الرأي حق مشروع وديمقراطي".
لكنه شدد على ان "العنف غير مقبول أبداً وأطلب منكم جمعياً السلم في الاحتجاجات". وأضاف: "يجب علينا أن نتذكر أننا لا نزال نعيش في منطقة غير مستقرة وفيها العنف وحتى يوم أمس صدت قوات البيشمركة هجوماً لمسلحي داعش الإرهابي كذلك هناك تحركات للقوات العراقية في مخمور وهذا يشكل مصدر قلق بالنسبة لنا".
واشار بارزاني قائلا "أننا سنكون أقوى عندما نكون متحدين وأقدر صبركم في هذه الفترة الصعبة وقد مر فينا بكثير في الماضي وسوف نبني مستقبلاً أفضل".
دخان حرائق بمقرات حزبية وامنية في مدن باقليم كردستان العراق |
التغيير تدعم المطالب بإسقاط الحكومة
اما حركة التغيير الكردية فقد اكدت دعمها لمطالب المحتجين في اسقاط حكومة الاقليم وتحقيق العدالة والسلم الاجتماعيين.
واشارت الحركة في بيان لها حصلت "إيلاف" على نصه قائلة، "بعد جميع المساعي التي بذلناها للمحافظة على إدارة الحكم في إقليم كردستان وإصلاحها من أجل تحسين معيشة المواطنين وتحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية، فإن أحزاب السلطة في المقابل لم تولِ أي اهتمام بذلك ورفضت كل المساعي واستمرت في توسيع نفوذها وتطوير الفساد وانتهاك كل الحقوق القومية والوطنية والديمقراطية لشعبنا".
وحذرت قائلة "تتعرض جميع مقدساتنا، وسيادتنا، ومكتسبات الشعب الكردستاني ومصير الأجيال القادمة اليوم لمخاطر جدية من قبل الأعداء والخصوم وقد أصبحت أحزاب السلطة جزءًا من مشروع خسارة المكتسبات التي يناضل شعبنا من أجلها منذ مئات السنين".
واكدت الحركة انها تعتبر التظاهرات التي يقوم بها المواطنون بكل شرائحهم لتغيير نظام الحكم وتأمين معيشتهم، وتحقيق العدالة والسلم الاجتماعيين وكسب حقوقهم، حركة مشروعة، وتؤيدها بدون قيد أو شرط. وطالبت المواطنين بأن يوصلوا مطالبهم المشروعة إلى سلطات الإقليم والعالم الخارجي بصورة منظمة ومدنية، لكي تكون مؤسسات الحكومة، والقطاع الخاص، ومقرات الأحزاب، وأموال المواطنين، وممتلكاتهم محفوظة وأن يضفوا على مسار التظاهرات مظهرا جميلا.
اعتقال رئيس حركة ناشطة واغلاق فضائية بتهمة التحريض على الاحتجاج
وضمن اجراءاتها لمواجهة توسع الاحتجاجات، فقد اعتقلت السلطات الكردية رئيس حركة "الجيل الجديد" شاسوار عبد الواحد المتهم بالدعوة الى تظاهرات الاحتجاج التي تشهدها محافظة السليمانية منذ الاثنين الماضي.
وقالت مصادر كردية إن قوة امنية اعتقلت رئيس كيان "الجيل الجديد" شاسوار عبدالواحد لدى وصوله مطار السليمانية عائدًا من لندن بعد ان طالب الادعاء العام في كردستان محكمة تحقيق السليمانية الثلاثاء، بمعاقبته لحثه المواطنين على التحرك ضد الحكومة.
واشارالادعاء العام الى ان "التظاهرات تسببت بنتائج سلبية مثل احراق الدوائر الحكومية وتخريب الاماكن العامة وقطع الطرق"، مؤكدة ان عبدالواحد "عمل على تأجيج مشاعر المواطنين ما دعاهم الى استعمال شعارات مثل (فلتسقط الحكومة والمؤسسات الرسمية في الاقليم)".
وقد اعتقلت السلطات الامنية عبد الواحد بعد لحظات من نزوله من الطائرة التي اقلته الى السليمانية واقتادته الى جهة مجهولة.
كما اغلقت قوات الامن الكردية "الاسايش" قنوات NRT الناطقتين بااللغة الكردية والعربية وقطعت بثهما. وقال ممثل مرصد الحريات الصحافية العراقي في مدينة السليمانية إن قوة كبيرة من الاسايش اقتحمت المجمع الاعلامي التابع لمؤسسة ناليا واوقفت جميع اجهزة البث وطردت العاملين فيه من المؤسسة.
واتهمت السلطات القناة والعاملين فيها بتحريض المتظاهرين ضد القوات الامنية وحكومة الاقليم.. فيما دان المرصد "هذا الفعل الذي يضرب الديمقراطية وحرية الصحافة في العراق.
ومن جهتها، قالت ادارة القناة في بيان إن قوات الامن التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني اقتحمت مبنى القناة بمدينة السليمانية واوقفت بثها .
وتشهد عدة مدن في محافظة السليمانية الشمالية تظاهرات واسعة منذ الاحد الماضي يشارك فيها الآلاف بينهم معلمون وموظفون ونشطاء تطالب باستقالة حكومة الاقليم ومحاربة الفساد بسبب الازمة الاقتصادية الخانقة في الاقليم.
وردد المتظاهرون شعارات ابرزها "يسقط اللصوص" و"الموت لبارزاني ويسقط طالباني" و"لتسقط الحكومة الفاسدة" و"تسقط الحكومة التي خسرت مناطق متنازع عليها"، في اشارة إلى مدينة كركوك الغنية بالنفط التي استعادت الحكومة الاتحادية السيطرة عليها مؤخرا.
ولم يتسلم الموظفون في حكومة الاقليم رواتبهم منذ ثلاثة اشهر، وتقوم السلطات في الاقليم هذه الايام بدفع رواتب شهر سبتمبر الماضي، فيما فرضت اجراءات للادخار الاجباري كما يعيش القطاع الخاص ركودًا وازمة حادة، الامر الذي دفع عشرات من الشركات المحلية الى غلق ابوابها.
التعليقات