«إيلاف» من نيويورك: يقولون في الولايات المتحدة الأميركية، إن الأمور لو سارت كما يشتهيها الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتمكن من انجاز وعوداته الانتخابية الإيجابية منها والسلبية في غضون اشهر معدودة.
أحداث مثيرة شهدتها واشنطن منذ بداية العام الحالي الذي اوشك على الانتهاء، وجاءت هذه الاحداث لتكمل مسيرة ترمب الانتخابية العاصفة منذ صيف 2015 عندما اصبح اسم المرشح الجمهوري يتردد آنذاك على كل شفة ولسان.
تنصيب تزامن مع عطلة نهاية الاسبوع
في العشرين من يناير الماضي، تسلم ترمب رئاسة البلاد ومفتاح البيت الأبيض من باراك أوباما في حفل التنصيب التقليدي، يومها جعل الرئيس الجديد الشعب الأميركي يشعر بأنه ليس على عجلة من امره بعد إعلانه ان عمله سيبدأ يوم الاثنين أي في الثالث والعشرين من شهر يناير.
الصدمة الاولى
لم يدع سيد البيت الأبيض الأسبوع الأول من رئاسته يمر بهدوء، فعمد الى اصدار مرسوم تنفيذي يقضي بمنع مواطني سبع دول إسلامية من دخول الأراضي الأميركية، لتبدأ رحلة المد والجزر بين الإدارة الجديدة ومعارضيها، بالإضافة الى القضاة الفدراليين الذين اقدموا على تعليق العمل بمرسوم ترمب التنفيذي في اكثر من مناسبة لتتدخل المحكمة العليا في الأسابيع الأخيرة وتعطي الرئيس نصرًا جزئيًا في هذا الموضوع.
احجار الدومينو
وقبل ان يدخل ترمب شهره الثاني تعرضت ادارته لهزة كبيرة بعد تقديم مستشار الامن القومي السابق، مايكل فلين، لاستقالته من منصبه بسبب حجبه لمعلومات عن فحوى اجتماعه بالسفير الروسي، سيرغي كيسلياك عن نائب الرئيس مايك بينس، وشكلت هذه المحطة دافعًا كبيرًا للديمقراطيين من اجل الضغط اكثر في قضية التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية.
ومع بداية شهر مارس، أُرغم وزير العدل، جيف سيشنز على تحييد نفسه عن التحقيقات التي يجريها مكتب الاف بي أي حول التدخل الروسي، وذلك بعد معلومات تحدثت عن اجتماعه لأكثر من مرة بالسفير الروسي كيسلياك، وبلا ادنى شك فإن خطوة سيشنز كانت لها تداعيات سلبية على ترمب وفريقه في الأشهر التالية، وهذا ما جعل الرئيس يخرج عن صمته اكثر من مرة ليصب جام غضبه على سيشنز، كما شهد شهر مارس اخفاق ترمب والحزب الجمهوري في الغاء واستبدال نظام الرعاية الصحية المعروف باسم أوباما كير.
صدام داخلي
وبالتزامن مع هجوم ترمب المستمر على شبكات إعلامية أميركية، كانت الخلافات تتسلل الى داخل البيت الأبيض، ، وشهد شهر ابريل الصدام الأول بين ستيفن بانون وجاريد كوشنر، والذي أدى لاحقا الى خروج الأول من الإدارة واعلانه الحرب على المؤسسة الجمهورية وصهر الرئيس وابنته ايفانكا ترمب.
وحمل شهر مايو مفاجأة جديدة متمثلة بطرد جيمس كومي من منصبه كرئيس لمكتب التحقيقات الفدرالي، مما اثار سخط معارضي الإدارة الذين ضغطوا وعدد من المسؤولين الجمهوريين لتعيين محقق خاص في عملية التدخل الروسي، فإختير روبرت مولر لشغل المنصب، وبدأ باجراء تحقيقات تخطت في كثير من الاحيان ملف الانتخابات لتصل الى القضايا المالية لعدد من المقربين من الرئيس الذي من جهته بدا زيارته الخارجية الأولى انطلاقا من المملكة العربية السعودية في سابقة تاريخية.
الإستعانة بجنرال الامن لضبط الاوضاع
وتميز صيف الرئيس الأميركي بكثرة الاقالات والاستقالات، فترك عدد من كبار مسؤولي البيت الأبيض مناصبهم كشون سبايسر ورينس بريبس وانطونيو سكاراموتشي، وستيفن بانون، واستقدم ترمب وزير الامن الداخلي جون كيلي لضبط أوضاع الجناح الغربي بعدما عينه في منصب رئيس اركان موظفي البيت الأبيض، كما حاول ترمب مجددًا اسقاط نظام أوباما كير، ولكنه فشل بعد انقلاب عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين على خطته.
ضربة مولر
وبينما كان ترمب يحاول الدفع اكثر باتجاه تطبيق اجندته وعدم الاكتفاء بما حققه، اطل روبرت مولر مع نهاية شهر اوكتوبر ليوجه اول لائحة اتهام بحق بول مانافورت، رئيس حملة ترمب السابق، ومساعده ريكس غيتس، ورغم عدم وجود أي إشارة الى موضوع روسيا في اتهامات مولر، إلا ان هذه النقطة أكدت ان المحقق الخاص يحاول الوصول الى دائرة الرئيس من بوابة الملف المالي.
عشية عيد الشكر، وبينما كان ترمب يمضي عطلته في فلوريدا، تلقى الخبر الصادم حول توقف محامي مايكل فلين عن تبادل المعلومات حول تحقيق مولر مع فريق البيت الأبيض القانوني، وصدور إشارات تفيد بعقد اتفاق بين المحقق الخاص والجنرال السابق، وبعد اقل من أسبوع صدر اتهام مخفف بحق فلين مقابل تعاونه، ورجح كثيرون ان يكون هذا التعاون على حساب جاريد كوشنر صهر الرئيس.
عودة الحياة
صدمات أوباما كير لم تمنع الإدارة الأميركية من العمل على انجاز مشروع آخر كبير، فجاء اقرار الإصلاح الضريبي ليعيد الحياة الى رئاسة ترمب الذي اعلن رسميًا في ديسمبر الحالي نقل سفارة بلاده الى القدس واعتبارها عاصمة لإسرائيل.
وعلى بعد أيام من بداية العام الجديد، يُتوقع ان يستحوذ تحقيق مولر على اهتمام الجميع خصوصًا في شهري يناير وفبراير، فهل يخرج ترمب سالما، ام يتمكن المحقق الخاص من انتزاع فروة رأسه كما قال النائب الجمهوري، لوي غوميرت الذي رأى،" ان مولر يحاول ان يكون بطل اليسار، ويحب الحصول على فروة رأس ترمب".
التعليقات