لا أحد يستمتع بالتوقف طويلا بالمطار، لكن الأمر مختلف بالنسبة لعائلة من زيمبابوي، حيث أصبح المطار الرئيسي في تايلاند منزلا لهم طيلة ما يقرب من ثلاثة أشهر.
ووفقا لمكتب الهجرة في تايلاند، فإن عائلة من زيمبابوي، تضم أربعة أطفال تقل أعمارهم عن 11 عاما وأربعة بالغين، وصلوا إلى بانكوك في مايو/ أيار الماضي، لكنهم يرفضون العودة إلى بلدهم خوفا من الاضطهاد.
وظهرت أزمة هذه العائلة إلى الأضواء، بعد أن نشر شخص، يقول إنه يعمل في مطار سوفارنابومي في تايلاند، صورة على موقع فيسبوك، يظهر فيها وهو يقدم هدية عيد الميلاد إلى فتاة أفريقية صغيرة.
وفي المنشور، الذي حُذف لاحقا، قال "كاناروج أرت برونسوبت" إن العائلة تعيش في المطار منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر، بسبب "الوضع غير المستقر في بلدها".
وأضاف: "أتمنى أن تعودوا جميعا إلى منزلكم الجميل في أقرب وقت".
وقال المتحدث باسم مكتب الهجرة في تايلاند، بول كول ريمفادي، لبي بي سي إن العائلة وصلت في بادئ الأمر إلى تايلاند باعتبارهم سائحين، وحاولوا الخروج من بانكوك في أكتوبر/ تشرين أول الماضي، إلى مدينة برشلونة الإسبانية عبر العاصمة الأوكرانية كييف.
لكنهم منعوا من الصعود على متن الطائرة، لأنهم لم يحصلوا على تأشيرة دخول إلى إسبانيا.
من دبي إلى بانكوك
وعلى الرغم من ذلك، فإنهم لم يستطيعوا أيضا الدخول إلى تايلاند مجددا، لأنهم تجاوزوا المدة المسموحة لهم كسائحين بخمسة أشهر، ومن ثم عليهم أن يدفعوا غرامة ضخمة.
ولاحقا رتبت العائلة مع شركة الخطوط الجوية الأوكرانية الدولية، للسفر إلى دبي عبر كييف بدلا من ذلك، ثم المغادرة إلى بلد ثالث تاركين فكرة الهجرة إلى أوروبا.
لكن وفقا لمتحدث باسم الخطوط الجوية الأوكرانية، فإن العائلة ألغت تذاكر السفر إلى المحطة الأخيرة من الرحلة، ما أدى إلى إعادتهم من دبي إلى بانكوك.
ورفضت العائلة إعادتها إلى زيمبابوي، قائلة إنها تخشى من "الاضطهاد" عقب الاضطراب الذي شهده بلدهم، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، والذي أسفر عن إزاحة الرئيس روبرت موغابي، الذي حكم البلاد طيلة 37 عاما.
لكن لا يوجد حاليا اضطرابات في زيمبابوي، ومن ثم شكك بعض المواطنين هناك في صدق مزاعم العائلة، حول خشيتهم من الاضطهاد.
وأكد كول ريمفادي أن العائلة تقدمت بطلب إلى الأمم المتحدة بهدف اللجوء، لكنهم يعيشون في الوقت الراهن في مطار سوفارنابومي، وتجري رعايتهم وتقديم الغذاء لهم من جانب طاقم العاملين بالمطار.
وأضاف ريمفادي، في تصريحات لخدمة بي بي سي التايلاندية، أن مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة "طلبت" أن تبقى العائلة في تايلاند، حيث إن المنظمة "تعمل على إرسال العائلة إلى بلد ثالث".
"لا مقارنة"
وقال متحدث باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إن المفوضية "تبحث حاليا عن حلول"، لكنه لم يستطع الإفصاح عن مزيد من التفاصيل أو التأكيدات.
ولا تمنح تايلاند وضعا قانونيا للاجئين أو طالبي اللجوء.
وربط البعض بين وضع العائلة الزيمبابوية وفيلم "ذا تيرمينال"، الذي لعب فيه الممثل توم هانكس دور رجل علق في مطار نيويورك.
وقام الفيلم على قصة واقعية للإيراني مهران كريمي ناصري، الذي عاش في مطار شارل ديغول في باريس لنحو 18 عاما، بعدما رفضت عدة دول طلبه اللجوء إليها.
وقال كول ريمفادي: "من فضلكم لا تحاولوا المقارنة بين وضع العائلة الزيمبابوية والفيلم. هذا الوضع ليس مأساويا. في الواقع لديهم العديد من الخيارات".
وأضاف: "يمكنهم السفر إلى دول أخرى مستعدة لاستقبالهم، وأيضا عرضنا عليهم نقلهم إلى مركز احتجاز تابع لنا، حيث يوجد رعاية للأطفال، لكنهم رفضوا. إنهم سعداء بالبقاء هنا".
التعليقات