نصر المجالي: بدأ ريكس تيلرسون، المعروف بـ"رجل الصفقات"، مهامه رسميًا كوزير للخارجية الأميركية، بعد موافقة مجلس الشيوخ على تعيينه، ويلاحظ أن تيلرسون هو الأقل تأييداً بتعيينه بين أسلافه وزراء الخارجية السابقين الثلاثة كيري وكلينتون وكونداليزا رايس.

واصبحت الخارجية الأميركية الآن بيد الإدارة الجمهورية، بعد أن كانت لثماني سنوات بيد الديموقراطيين، حيث تعاقب عليها كل من هيلاري كلينتون وجون كيري.&

وأدى تيلرسون اليمين الدستورية خلال مراسم أقيمت في البيت الأبيض يوم الأربعاء، بحضور الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي قال إنه حان الوقت لإنطلاقة جديدة، مشيرًا إلى أن بلاده تواجه صراعًا غير مسبوق في الوقت الراهن.

ونال تيلرسون (64 عامًا) تأييد 56 عضواً في مجلس الشيوخ في مقابل 43، ومن المنتظر أن يلقي كلمة أمام موظفي وزارة الخارجية الأميركية اليوم الخميس.

ويأتي التصويت لصالح تيلرسون في مجلس الشيوخ بعد إجراء تغييرات على قواعد المجلس للموافقة على مرشح ترامب لوزارة الخزانة، ووزارة الصحة في غياب موافقة الديموقراطيين.

انتقادات

ولم يشغل تيلرسون أي منصب سياسي، كما أنه يواجه انتقادات بسبب علاقاته مع روسيا، التي كان رئيسها الروسي فلاديمير بوتين قلّده وسام الصداقة العام 2012.

وينتقد ديمقراطيون تيلرسون بسبب صلته الوثيقة بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والتي تعود إلى أيام كان رئيسًا لعملاق النفط والغاز الطبيعي "ايكسون موبيل". ويخشى الديمقراطيون أن تؤثر تلك الصلة على سياسات واشنطن تجاه موسكو.

وقال تيلرسون أمام مجلس الشيوخ إنه "يحق للغرب القلق من روسيا"، إلا أنه رفض وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه "مجرم حرب".

وسيتولى تيلرسون الذي يشغل الآن أهم منصب دبلوماسي أميركي العلاقات بين الصين وروسيا، بالإضافة إلى التفاوض في قضايا تتعلق بالتغيّر المناخي وحقوق الإنسان بالنيابة عن ترامب.

وأثار تعيين تيلرسون في منصب وزير الخارجية الكثير من الخلافات بعكس أولئك الذين شغلوا منصبه سابقاً. وكان مجلس الشيوخ وافق على تعيين ترشيحات الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما لجون كيري بأغلبية 94 مقابل 3 أصوات ولهيلاري كلينتون بأغلبية 94 مقابل صوتين.

كما كان المجلس وافق على تعيين الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش لكونداليزا رايس بأغلبية 85 صوتاً مقابل 13 صوتاً.

ويشار إلى أن تيلرسون المولود العام 1952 في ويتشيتا فولز بولاية تكساس، حاصل على درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية عام 1975، من جامعة تكساس. وكان تيلرسون يدير&شركة إكسون موبيل منذ العام 2006 التي تقاعد منها في 31 ديسمبر&2016 بعد ترشيحه لمنصب وزير الخارجية، وخلفه دارين وودز.

علاقات بوتين

وكانت لوزير الخارجية الجديد علاقات تجارية وثيقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقد ولدت جدلاً واسعًا داخل اميركا، لا سيما في ضوء الكشف عن التعاملات التجارية لبوتين في صحف بنما.&

وفي عام 2014، عارض تيلرسون بشدة فرض العقوبات الاميركية ضد روسيا، حين كان سابقًا مدير شركة نفط اميركية -روسية مشتركة (إكسون نفطغاز).&

وكشفت تقارير نشرت في يناير&2017، النقاب عن أنه في حين كان تيلرسون أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في شركة إكسون موبيل، وهي مشروع مشترك أوروبي اجرت تعاملات تجارية مع إيران وسوريا والسودان عندما كانت تلك الدول تحت العقوبات الأميركية.

وكان تيلرسون انضم إلى شركة إكسون العملاقة في العام 1975، وبحلول العام 1989 أصبح المدير العام لقسم الانتاج المركزي للشركة في الولايات المتحدة، وفي العام 1995 أصبح رئيسًا لشركة اكسون اليمن وشركة إسو للاستكشاف وشركة الإنتاج خورات.