يقول والد امرأة بريطانية، تقاتل ضد تنظم الدولة الإسلامية في سوريا، إنه "قلق على ابنته لدرجة لا تصدق"، لكنه لن يطلب منها أن تتراجع عن ذلك. وتعد "كيمبرلي تايلور"، من بلاكبيرن، أول امرأة بريطانية معروفة تسافر إلى سوريا، للانضمام إلى القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية هناك. وأعرب فيليب تايلور والد الفتاة لبي بي سي عن فخره بابنته. وقال تايلور، الذي يعمل مدرسا ويبلغ من العمر 57 عاما: "سيتساءل الناس عن طبيعة الشخص الذي يفعل ما فعلته ابنتي، وعن كيف يفكر الوالدان في هذا الأمر". وفي مارس/ آذار من العام الماضي، انضمت كيمبرلي، أو "كيمي" كما يلقبونها، إلى صفوف الفرع النسائي من وحدات حماية الشعب الكردي، الذي يضم مقاتلات يقاتلن ضد تنظيم الدولة ويعرف اختصار بـ"واي بي جا"، ومنذ ذلك الحين انخرطت في معارك بهدف تحرير مدينة الرقة من سيطرة تنظيم الدولة، الذي يتخذها معقلا له في سوريا. ويقول السيد تايلور: "كيمبرلي تعرف تماما ما تريد. إنها ذكية وعملية وعالمية التفكير. لقد اكتسبت خبرات حياتية متعددة، وقادتها هذه الرحلة في نهاية المطاف إلى سوريا ومأساة الناس هناك". وأضاف: "أنا بالتأكيد لا أتبنى المسار الذي اختارته كيمي. لقد قلت لها إننا بحاجة لمن هم مثلها من الأشخاص هنا في بريطانيا، لكنها لم تقتنع". وتقول السيدة تايلور إنها استوحت الفكرة من الأكراد، الذين يقاتلون من أجل الديمقراطية، وتعتقد أن زميلاتها الكرديات يضربن مثلا في المساعدة في حل المشكلات داخل سوريا. لكن الصراعات بين الجماعات المختلفة في سوريا معقدة للغاية. وبعيدا عن تنظيم الدولة، يتقاتل الأكراد في منطقة "روج افا" التي يسيطرون عليها في شمال سوريا مع القوات التركية. وتقول السيدة تايلور: "العدو الأكبر لقوات وحدات حماية الشعب الكردي "رجالا ونساء" هو الجيش التركي. إنهم يحتلون المنطقة ويقتلون المدنيين". وتُعتبر قوات حماية الشعب الكردي النسائية، التي انضمت إليها تايلور، جماعة إرهابية من جانب السطات التركية، بينما لا تعتبر كذلك من جانب بريطانيا. وحذرت السلطات البريطانية مواطنيها بشدة من الانخراط في الحرب الدائرة في سوريا. ويقول والدها: "اعتقد أننا بحاجة إلى أن نذهب إلى هناك، ونرى بأنفسنا حياة الناس قبل أن نفهم حقيقة الأوضاع، وهذا ما تفعله كيمي الآن. إنها تمقت الظلم في هذا العالم". ويضيف: "معاناة هؤلاء الناس لا تلامس حياتنا المريحة نسبيا، ونحن نتعجب لماذا يرغب شخص ما في الذهاب إلى هذه المنطقة البعيدة، وما مدى التغيير الذي يمكن أن يصنعه شخص واحد على أية حال. ونقول: إذن فليفعل ذلك شخص آخر غيرنا، ويا حبذا لو كان من خارج هؤلاء الذين نعرفهم ونحبهم". ويتابع: "لم أحاول أبدا أن ألقن أبنائي بمعتقدات بعينها بأي طريقة، وفضلت أن أتركهم يكونون معتقداتهم بأنفسهم". وأضاف تايلور: "الاهتمام الإعلامي كان مزعجا بالنسبة لنا. نحن أشخاص لنا حياتنا الخاصة، واعتقد أننا مثل أغلب الناس لا نتمنى مثل هذا النوع من الاهتمام". ولم تخبر السيدة تايلور والديها مسبقا بأنها ستنضم إلى صفوف المقاتلات الكرديات، وتقول إنها تفتقد إلى أصدقائها وعائلاتها، لكن لا تعلم حتى الآن متى ستعود إلى بريطانيا. ووصفت تايلور والديها بأنهما "أكثر الأشخاص تشجيعا لها خلال مراحل حياتها المختلفة"."تمقت الظلم"
- آخر تحديث :
التعليقات