أفرجت السلطات الأردنية، اليوم الأحد، عن الجندي المسرح أحمد الدقامسة، الذي أطلق النار على فتيات إسرائيليات بعدما أمضى عقوبته داخل سجون مراكز الإصلاح والتأهيل مدة 20 عامًا.

إيلاف: نُقل الدقامسة من سجن أم اللولو إلى سجن إربد في شمال المملكة، ومن هناك جرى نقله إلى منزله الكائن في منطقة أبدر في محافظة إربد، حيث تجمهر عدد من أبناء المنطقة وأقاربه للترحيب به.

الجندي المسرح الدقامسة كان نفذ عمليته، عندما كان في الـ26 من عمره، وانتهت فترة محكوميته اليوم الأحد، وعمره 46 عامًا، ولديه ولدان وبنت، اثنان منهم طلبة في الجامعات. وبدأ الدقامسة مساره المهني في وقت مبكر من حياته، حيث التحق بالجيش عام 1987، حين كان عمره 15 عامًا فقط.

الدقامسة المفرج عنه ووالدته تحتضنه

المؤبد
وكان حكم على الدقامسة بالسجن المؤبد، إثر إطلاقه النار من سلاح أتوماتيكي، بينما كان في الوظيفة الرسمية، على مجموعة فتيات إسرائيليات في منطقة الباقورة، فقتل 7 منهن، وجرح 5، إضافة إلى إحدى المعلمات.

وخلال محاكمته العسكرية، قال الدقامسة إن الفتيات الإسرائيليات استهزأن به، وكنّ يضحكن، ويطلقن بعض النكات تجاهه أثناء أدائه صلاته.

معاهدة السلام
وقعت العملية بعد ثلاث سنوات تقريبًا من توقيع الأردن على معاهدة سلام مع إسرائيل. ويشار إلى أن العاهل الأردني الراحل الملك حسين بن طلال قطع زيارة قصيرة لأوروبا وقت الحادث، وعاد إلى المملكة، حيث دان الهجوم، ثم زار لاحقًا إسرائيل لتقديم العزاء إلى عائلات الضحايا الإسرائيليات، التي تلقت تعويضات من المملكة.

وكانت نحو 70 شخصية أردنية ناشدت الملك عبدالله الثاني في العام 2008 العفو عنه، وفي 12 مارس 2014 ردًا على اغتيال القاضي رائد زعيتر من جانب جنود إسرائيليين في مركز الكرامة الحدودي، قرر مجلس النواب الأردني وبالإجماع الطلب بالإفراج عن الجندي أحمد الدقامسة.

وبحسب وسائل إعلام أردنية فقد أعلنت عشيرة الدقامسة، في بيان لها، عن تعيين نجل الدقامسة سيف الدين واللواء المتقاعد محمد يحيى الدقامسة كمتحدثين باسم العائلة.

وأشار البيان إلى أن المذكورين هما المكلفان بأي تصريحات لوسائل الإعلام، على اعتبار أن قضية الجندي الدقامسة هي قضية رأي عام، معلنة عن رفضها لأي تصريح حول القضية من غير المكلفين.

مهنئون
ونقلت صحيفة (الغد) الأردنية عن اللواء المتقاعد إن العائلة ستتقبل "المهنئين بالإفراج عن الجندي الدقامسة، ضمن تقاليد وضوابط الضيافة العربية"، لافتًا إلى أن مكان الاستقبال والتهاني "سيكون في قرية أبدر مكان منزله، وبما يتوافق مع أمن الوطن".

وقال اللواء المتقاعد إن "الجندي الدقامسة أنهى عقوبته، ولا جرم عليه، ليصبح مواطنًا أردنيًا حرًا، له ما له، وعليه ما عليه من حقوق، بما فيها الحماية الشخصية".

وعبّرت زوجة الدقامسة في اتصال هاتفي مع (الغد) عن سعادتها الكبيرة بالإفراج عن زوجها، وقالت إن فرحتها لا تضاهيها أي فرحة أخرى.