حملت عدة صحف عربية انتقادات للدور الذي تلعبه إيران في الأزمة السورية، وكذلك تحذيرات من تبعات تدخل طهران لدعم حكومة الرئيس بشار الأسد. وأورد كُتّاب في هذه الصحف عددا مما يرون أنه سلبيات للدور الإيراني في سوريا، منها أنه يطيل أمد الحرب الدائرة هناك ويمثل تهديدا لدول أخرى في الشرق الأوسط. كما اعتبر بعض الكُتّاب أن سياسات الولايات المتحدة في المنطقة أدّت إلى زيادة الدور الإيراني إقليميا. تدخل "مرفوض" تقول صحيفة اليوم السعودية في افتتاحيتها إن التدخل الإيراني في سوريا "مرفوض بكل تفاصيله وجزئياته، فهو يمثل سببًا من أهم الأسباب لإطالة أمد الحرب ومعاناة السوريين، ويقف سدًا يحول دون التوصل إلى حلول سلمية عقلانية للأزمة". ويقول عبد الرحمن الراشد في الشرق الأوسط اللندنية إن "الوجود العسكري الإيراني ووكلاءه يمثل تهديداً خطيراً للدول الأخرى. فالسماح لإيران، وميليشياتها من لبنانية وعراقية وغيرهما، بالبقاء في سوريا سيهدد التوازن الإقليمي، ويؤثر على أمن تركيا والعراق والأردن وكذلك الخليج". في السياق ذاته، يرى مازن حماد في الوطن القطرية أن لإيران "اليد الطولى في الدمار والخراب الحاصليْن في سوريا، وأنه لولا وقوف إيران بجانب بشار الأسد لكانت المعادلة السورية مختلفة تماماً، ولما وقعت كل تلك المجازر". ويقول حازم الأمين في الحياة اللندنية إن تنظيم الدولة الإسلامية "على وشـك أن يُهزم، وثمة مؤشرات على أن المصطلح سيـستمر في تغذية حروب جديدة. والقول إن إيران براغماتية وإنها ستنكفئ في اللحظة الأخيرة صحيح إذا ما كانت إيران نفسها مسرح المواجهة". ويستطرد الأمين بالقول "أما المسارح الموازية، أي العراق وسوريا ولبنان، فهذه سبق أن اختبرنا فيها مغامرات ذهبت فيها إيران إلى حدود لا رجعة منها. لبنان لم يعد لبنان لأن إيران فيه أقوى منه، وسوريا لن تعود سوريا بفعل الخرائط الإيرانية بالدرجة الأولى، أما العراق فلم تكترث إيران فيه لمستقبل العلاقة بين مجموعاته". ويقول رضوان السيد في الاتحاد الإماراتية إن إعلان الإيرانيين تحديهم لإسرائيل من خلال "السعي بتمركز ميليشياتها على مقربة من الجيش الإسرائيلي بالجولان يهدد بأن يغير الإسرائيليون تكتيكاتهم وأن يتحولوا إلى طرف في الأزمة السورية، حفظاً لأمن الدولة العبرية". الدور الأمريكي من جهته، ينتقد شمسان المناعي في الوطن البحرينية ما وصفه بغياب الدور العربي في مواجهة التوسع الإيراني. ويضيف المناعي أن النظام الإيراني "أصبح يمثل محوراً رئيساً في كل قضايا العرب ومشكلاتهم، ومما عزز من هذا الدور للنظام الإيراني في قضايانا العربية موقف أمريكا بغزوها للعراق، وموقفها المتردد من القضية السورية، وكذلك الأحداث التي حدثت في البحرين". وفي سياق متصل، يقول علي حمادة في النهار اللبنانية إن سياسة الرئيس الأمريكي السابق أوباما "المتواطئة" في المنطقة كان لها "الدور الأكبر في تعاظم السياسة التوسعية الإيرانية المباشرة وغير المباشرة في كل من العراق وسوريا واليمن". أما ياسر الزعاترة، فيرى في الدستور الأردنية أن إيران أقرت عمليا بالهزيمة في سوريا وأن نفوذها هناك قد تراجع، وإن لم يكن بشكل كامل، وذلك منذ استدعاء الروس إلى سوريا، بحسب تعبيره.
- آخر تحديث :
التعليقات