بنغازي: أعلنت القوات الموالية للمشير خليفة حفتر، الرجل القوي في شرق ليبيا، الثلاثاء استعادة موقعين نفطيين كانت سيطرت عليهما جماعة مسلحة منافسة.

وقال العقيد احمد المسماري المتحدث باسم "الجيش الوطني الليبي" الموالي للمشير حفتر ان "القوات المسلحة حررت الهلال النفطي".

واشار الى مقتل عشرة واصابة 18 شخصا من هذه القوات خلال الهجوم.

واكد المسماري ان "المعركة لم تنته. سنلاحق العدو حتى مناطقه".

وكان متحدث اخر هو خليفة العبيدي ومدير عام حرس المنشآت النفطية العميد مفتاح المقريف اكدا استعادة موقعي راس لانوف والسدرة، وهما اثنان من المواقع النفطية الاساسية في ليبيا.

وقد شنت القوات الموالية للمشير حفتر صباح الثلاثاء هجوما واسع النطاق لاستعادة السيطرة على هذين الموقعين اللذين استولت عليهما "سرايا الدفاع عن بنغازي" في الثالث من اذار/مارس الحالي.

ويصف مقربون من حفتر هذه الجماعة ب "الارهابية".

ويضم المجمع النفطي في راس لانوف مطارا وميناء وهو قريب من مرفأ السدرة.

بدوره، اكد احد قادة "سرايا الدفاع عن بنغازي" باسط الشاعري لوكالة فرانس برس خسارة راس لانوف دون تفاصيل اضافية.

وتشهد ليبيا فوضى وانقسامات منذ اطاحة نظام معمر القذافي في 2011 ، وتتنافس فيها سلطتان هما حكومة وفاق وطني في طرابلس تحظى بدعم المجتمع الدولي، وأخرى في الشرق لا تعترف بها وتتبع لها قوات مسلحة يقودها المشير خليفة حفتر.

وكانت حكومة الوفاق الوطني أعلنت ان "لا علاقة لها بالتصعيد العسكري في منطقة الهلال النفطي ولم تصدر عنها اي تعليمات او اوامر لاي قوة كانت بالتحرك نحو المنطقة" منددة "بالتصعيد الخطير الذي يحبط آمال الليبيين في حقن الدماء".

لكن مجموعة الازمات الدولية اعتبرت في تقرير الاسبوع الماضي ان الحكومة "تقيم علاقات معقدة وغامضة" مع سرايا الدفاع عن بنغازي.

وكانت أعلنت الاسبوع الماضي انها أعطت تعليماتها لقائد قوة حرس المنشآت النفطية بتولي مهامه في المواقع التي سيطر عليها المشير حفتر.

الامم المتحدة قلقة

وتشكلت "سرايا الدفاع عن بنغازي" العام 2016، وتضم في صفوفها مقاتلين بينهم اسلاميون طردوا خلال العامين الماضيين من مدينة بنغازي على ايدي "الجيش الوطني الليبي" الذي اعلنه المشير حفتر.

وتؤكد ان هدفها ليس الاستيلاء على المنشآت النفطية بل العودة الى بنغازي حيث لا يزال "الجيش الوطني الليبي" يواجه جيوب مقاومة من مجموعات اسلامية.

وكان "الجيش الوطني الليبي" سيطر في أيلول/سبتمبر الماضي على موانئ النفط الاربعة في شمال شرق ليبيا (الزويتينة والبريقة وراس لانوف والسدرة) التي تؤمن معظم صادرات النفط وكانت حتى أيلول/سبتمبر تحت سيطرة حرس المنشآت النفطية الموالية لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا.

واثارت خسارة موقعي راس لانوف والسدرة النفطيين شكوكا حول القدرات العسكرية "للجيش الوطني الليبي" الذي يضمن تفوقه بفضل قواته الجوية والدعم الذي يتلقاه من دول مثل مصر ودولة الامارات العربية المتحدة.

ومنذ نجاح اخر هجوم ل"سرايا الدفاع عن بنغازي" على منطقة الهلال النفطي بعد محاولات عديدة فاشلة، تم تعزيزها بانضمام مجموعات مسلحة معارضة لحفتر الى صفوفها، وصلت من غرب البلاد وجنوبها.

ويتهم المشير حفتر خصومه بانهم "ارهابيون" يتلقون الدعم من تركيا وقطر والسودان.

واعربت الامم المتحدة الثلاثاء عن "قلقها العميق" للمعارك الدائرة في منطقة الهلال النفطي حيث نفذ الجانبان اعدامات تعسفية واعمال تعذيب وانتهاكات اخرى.

ومنذ بدأت عملها في آذار/مارس 2016، لم تتمكن حكومة الوفاق الوطني من بسط سلطتها في كل انحاء البلاد. وفي طرابلس، تمكنت من الحصول على تأييد بعض المجموعات المسلحة لكن هناك عدة أحياء لا تزال خاضعة لسيطرة مجموعات اخرى معادية لها.

ومنذ مساء الاثنين سمع اطلاق نار ودوي انفجارات وافاد شهود ان "حرب شوارع" دائرة غرب العاصمة.

وأقفل عدد كبير من محاور الطرق، ولم يتمكن معظم السكان من التوجه الى مراكز عملهم او الى مدارسهم بسبب أعمال العنف.

واعلنت مديرية أمن طرابلس التابعة لوزارة الداخلية في حكومة الوفاق الوطني انها "تقوم والقوة المساندة لها بتطهير منطقة حي الاندلس الكبرى من الخارجين عن القانون ولن تتوقف حتى يتم طرد العابثين والمعرقلين لعمل مراكز الشرطة والنجدة والمرور وبسط الامن بالمنطقة، وعلى سكان المنطقة ضرورة أخذ الحيطة والحذر".