«إيلاف» من بيروت: قدّم رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، في مؤتمر صحافي، صيغة جديدة لقانون انتخابي يقوم على تقسيم المقاعد النيابيّة بالتساوي بين أكثري ونسبي، بحيث يتمّ التصويت وفق الأكثري على أساس 14 دائرة مختلطة على أن تنتخب كل طائفة نوّابها، ويتمّ اعتماد النسبية على أساس 5 دوائر، وهي المحافظات الخمس التقليدية التاريخية، على حدّ تعبيره.

وأوضح باسيل أنه طرح هذا المشروع بعد رفض كافة الطروحات السابقة وانطلاقًا من اقتناع التيار الوطني الحر بأنّ الجميع يريد قانونًا جديدًا للانتخابات يؤمِّن صحة التمثيل، وهذا الطرح يؤمّن للجميع كتلاً وازنة متنوِّعة.

واذا كان باسيل ومن خلفه "التيار الوطني الحر" يراهن على تجاوب القوى السياسية مع هذه الصيغة، فإنّ الاجواء السياسية قد لا تعكس تلقفًا ايجابيًا، بل حذرًا خصوصًا أن البعض يعتبر أن هذه الصيغة تحتاج الى دراسة تفصيلية عامة، ويمكن ان تسجّل حولها مجموعة ملاحظات، وأهمّها انّ هذه الصيغة تبدو مفصّلة على مقاس القوى الكبرى، وتحرم القوى الأخرى من التمثيل، فضلاً عن أنها تحوّل التصويت النسبي الى تصويت أكثري على مستوى القضاء بما يُلغي فائدة الجزء النسبي من التصويت.

ويبدو من أجواء حزب الله وحركة أمل أنهما لا يوافقان على اقتراح وزير الخارجية جبران باسيل الانتخابي، وان موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري من الاقتراح صار أكثر تشددًا، لأسباب شتى، أبرزها التصويت المذهبي.

وقد يلقى اقتراح باسيل معارضة شديدة من كل من حزب الله وحركة أمل والنائب وليد جنبلاط وتيار المردة والحزب القومي وحزب الكتائب، وغيرهم من القوى السياسية الممثلة في المجلس النيابي. وبرأي عدد من متابعي النقاشات بشأن قانون الانتخاب، لن يحظى مشروع باسيل بفرصة للتحول إلى قانون، لأسباب سياسية بديهية، متصلة بالتناقضات التي تحتويه.

رأي تيار المستقبل

تعقيبًا على اقتراح باسيل، يؤكد النائب عاصم عراجي (تيار المستقبل) في حديثه لـ«إيلاف»،&أن كتلة المستقبل ستدرس بالتفصيل اقتراح باسيل وستبدي ملاحظاتها الدقيقة عليه، من خلال اجتماعات كتلة المستقبل، ومناقشات عدة تحصل في هذا الشأن.

وردًا على سؤال اذا ما&تتجاوب القوى السياسية مع طرح باسيل، يقول عراجي« قد تتجاوب وأخرى قد ترفض الموضوع، وأخرى تريد الدرس المعمق للطرح ولم تعطِ رأيها حتى الساعة حوله، وكما يظهر فإن النائب وليد جنبلاط من خلال تغريداته عبر تويتر كان رافضًا لطرح باسيل».

عن أهم الملاحظات التي يجب أن تثمر من كتلة المستقبل حول طرح باسيل الإنتخابي، يرى عراجي أن المناقشة ستتم وسنبدي ملاحظاتنا حول المعطيات بأدق تفاصيلها.

ويضيف:"لم نكوّن رأيًا جماعيًا في تيار المستقبل حتى الساعة من طرح باسيل، ولا نريد استباق الأمور قبل اجتماع تيار المستقبل".

عن إمكانية رفض حركة أمل وحزب الله لاقتراح باسيل، يرى عراجي أن من الظاهر أنهما سيرفضان، ولم يعطيا جوابًا حتى الساعة، ما يعني أنه قد يكون هناك اعتراض على الموضوع.

باعتبار أن البعض أشار إلى أن باسيل فصّل هذا القانون بالتوافق مع تيار المستقبل، يؤكد عراجي أن المعطيات تبقى قيد الدرس في تيار المستقبل ككل، وبعد دراسة المعطيات يمكن أن نجزم في رأينا حول اقتراح باسيل الانتخابي.

&