«إيلاف» من لندن: حذرت الامم المتحدة من خطورة رفع علم اقليم كردستان بإجراء منفرد فوق مباني محافظة كركوك الشمالية العراقية، معتبرة انه يشكل خطورة على حالة التعايش السلمي بين المكونات العرقية والدينية.
واكدت بعثة الأمم المتحدة في العراق "يونامي" قلقها من رفع محافظ كركوك نجم الدين كريم علم إقليم كردستان فوق مباني المحافظة، محذرة من خطورة هذا الاجراء على حالة التعايش السلمي. وقالت البعثة في بيان صحافي تسلمت «إيلاف» الاربعاء نسخة منه، "نعبر عن القلق حيال القرار الأخير لمحافظ كركوك برفع علم إقليم كردستان العراق فوق قلعة كركوك"، مشيرة الى أن حكومة العراق قد أوضحت أنه وفقًا للدستور فإن كركوك من ضمن صلاحيات الحكومة المركزية، وأنه لا ينبغي رفع أي علم في المحافظة غير علم العراق .
وحذرت البعثة من " اتخاذ أية خطوات أحادية الجانب قد يعرض للخطر حالة الانسجام والتعايش السلمي بين العديد من المجموعات العرقية والدينية والمحقة في اعتبار كركوك وطنًا لها وتوّد العيش والعمل بشكل مشترك في مرحلة ما بعد تنظيم داعش والبناء على روح الوحدة والتعاون لجميع المكونات في القتال ضد التنظيم الإرهابي". وعبرت عن تقديرها العميق "للتضحيات الكبيرة لشعب العراق في كفاحه ضد تنظيم داعش الإرهابي"، مثمنة التضحيات والانتصارات التي حققها الأكراد وقوات البيشمركة جنبًا إلى جنب مع القوات الأمنية العراقية .
اجراء منفرد ورفض تركماني عربي
وكان محافظ كركوك نجم الدين كريم، القيادي في حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني، بزعامة الرئيس العراقي السابق جلال طالباني، قد اصدر قراراً منفردًا في 16 من الشهر الحالي برفع العلم العراقي إلى جانب علم إقليم كردستان على قلعة المحافظة التاريخية ومباني الحكومة واضافة اللغة الكردية الى العربية في المخاطبات الرسمية لمناسبة أعياد نوروز، مدعيًا أن علم كردستان لا يخص الكرد وحدهم بل هو للجميع وللمكونات الأخرى التي تعيش في الإقليم وضمنها المكونان التركماني والعربي، لكن الاجراء لاقى معارضة واسعة من هذين المكونين في المحافظة المتنازع عليها، والتي تسعى حكومة الاقليم الى ضمها الى ادارتها، بينما&ترفض بغداد ومكونات المحافظة الاخرى غير الكردية ذلك. &&
وعلى أثر قرار المحافظ، عقدت الأحزاب التركمانية اجتماعاً موسعاً ضم قياداتها النيابية والممثلة في الحكومة المحلية، وأبدت رفضها القاطع لهذا القرار "كونه يخالف الدستور العراقي والقوانين النافذة ويعمل على خلق الفتنة بين مكونات محافظة كركوك". وطالبوا بضرورة التركيز على تحسين الوضع الأمني المتردي وتحرير ما تبقى من أراضي المحافظة من داعش وتحسين الخدمات .
ومن جهتهم، اعتبر عرب كركوك قرار المحافظ محاولة لانهاء الوجود العربي في المحافظة&متهمين ممثليهم في مجلس المحافظة بالتخاذل. وشددوا على ان "مسألة رفع العلم الكردستاني فوق أبنية محافظة كركوك مرفوضة تماماً".
كركوك .. جانب من المدينة |
الحكومة : تناقض مع الدستور
اما الحكومة العراقية المركزية، فقد اعتبرت أن رفع علم اقليم كردستان على المباني الحكومية في كركوك يتناقض مع الدستور ويتعارض مع صلاحيات قانون مجلس المحافظات. وقالت في بيان رسمي "إن الدستور العراقي واضح وصريح في تحديد صلاحيات الحكومات المحلية في المحافظات وفي المقابل تحديد صلاحيات الحكومة الاتحادية في بغداد كذلك قانون المحافظات غير المنتظمة بإقليم وكركوك إحدى هذه المحافظات". وأوضحت ان "كل ما يتعلق بقضايا رفع العلم على المباني الحكومية في أي محافظة من المحافظات غير المنتظمة بإقليم يعود إلى السلطة الاتحادية وعلم العراق الموحد هو العلم الرسمي الذي يرفع من قبل الحكومات المحلية"، مؤكدة ان "كركوك من ضمن المحافظات التي يجب ان تلتزم برفع العلم الرسمي والذي يمثل رمز العراق". وحذر من أن "أي إجراء وتصرف بشكل أحادي من قبل أي حكومة محلية في أي محافظة من المحافظات يتناقض مع الدستور ويتعارض مع الصلاحيات".&
وتعتبر مدينة كركوك (222 كم شمال شرق بغداد) هي مركز محافظة كركوك وخامس اكبر مدن العراق، ومن حيث عدد السكان البالغ حوالي مليوني نسمة، وتعتبر المدينة الاهم الى جانب البصرة الجنوبية التي تمتلك حقول النفط ويقطنها خليط من العراقيين التركمان والاكراد والعرب والمسيحيين . &&
&
&
التعليقات