القيارة: تواصل قوات الامن العراقية السبت مطاردة عناصر تنظيم الدولة الاسلامية الذين تسللوا امس الى مدينة كركوك في هجوم مباغت هز البلاد في حين تقترب المعارك من مدينة الموصل.
من جهة اخرى، قال ضابط عراقي رفيع ان انبعاثات غازات سامة ناجمة عن تفجير الجهاديين لمصنع كبريت في جنوب الموصل ادت الى وفاة مدنيين اثنين، واجبرت جنود اميركيين ارتداء اقنعة واقية.
وغداة صدمة الهجوم على كركوك التي يسيطر عليها الاكراد، لايزال قناصة وانتحاريون يتحصنون في مواقع مختلفة، ما دفع بغداد الى ارسال تعزيزات عسكرية.
وتمكنت قوات مكافحة الارهاب ووحدة الاستخبارات من قتل 48 مسلحا حسبما افاد قائد شرطة كركوك العميد خطاب عمر عارف لفرانس برس.
من جهة اخرى، قال عميد في وزارة الداخلية يتواجد في كركوك، لوكالة فرانس برس ان "46 شخصا قتلوا واصيب 133 بجروح خلال الاشتباكات في مدينة كركوك". واضاف ان "الغالبية العظمى من القتلى والجرحى من قوات الامن" .
واكد "مقتل ما لايقل عن 25 من عناصر خلال الاشتباكات" التي مازالت متواصلة في عدد من احياء المدينة، واكد مصدر طبي في مديرية صحة كركوك الحصيلة، ودعي اهالي كركوك الى التبرع بالدم في مستشفيات المدينة، وفقا للمصدر.
والهجوم الذي ينفذه الانعماسيون عادة وهم مسلحون يرتدون احزمة ناسفة، هدفه خلق فوضى وقتل اكبر عدد ممكن من المدنيين وقوات الامن، وليس تحقيق نصر عسكري.
تحويل الانظار عن الموصل
وكانت كركوك الغنية بالنفط التي تقع على بعد 250 كلم شمال بغداد، صحت الجمعة على صوت اطلاق النار والجهاديين يتجولون في شوارعها واحيائها.
واستخدموا مكبرات الصوت في المساجد للتكبير ومدح تنظيم داعش، وظل ابو عمر 40 عاما وهو قصاب لمدة 24 ساعة في داخل منزله، مع زوجته واولاده الثلاثة.
وقال "شعرنا ان هذا اليوم دام عاما كاملا، كنا نسمع اطلاق النار والانفجارات كل الوقت، لم نتمكن من الخروج لمشاهدة ماذا يحدث في الخارج"، وقال احد عناصر التنظيم ممن اعتقلتهم اجهزة الامن الكردية ان الهجوم على كركوك خطط له زعيم التنظيم ابو بكر البغدادي، للفت الانتباه عن هجوم الموصل.
ونقل مراسل فرانس برس الذي حضر التحقيق عن المعتقل قوله ان "هجوم اليوم كان من مخططات الخليفة البغدادي، ليظهر من خلاله ان الدولة الاسلامية لازالت باقية وتتمدد، ويخفف الضغط على جبهة الموصل".
واعلن البغدادي تأسيس "الخلافة" في الموصل قبل عامين مع مساحات شاسعة في العراق وسوريا.
وابرز الشعارات التي رفعها التنظيم هو "دولة الخلافة باقية وتتمدد"، لكنها باتت تتقلص بشكل كبير حتى وصلت اخر ابرز معاقلها في العراق وهي الموصل.
وتتزامن الهجمات على كركوك مع تنفيذ القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي، عملية لاستعادة الموصل، ثاني اكبر مدن البلاد واخر اكبر معاقل الجهاديين في العراق.
وقال حيدر عبد الحسين وهو مدرس من كركوك لفرانس برس ""عند صلاة الصبح ، شاهدت عددا من الدواعش، يدخلون مسجد المحمدي".
واضاف "استخدموا مكبرات الصوت وبداو يكبرون، ويهتفون الله اكبر، دولة الاسلام باقية".
وفجر خمسة انتحاريين انفسهم على الاقل ضد مباني حكومية ومركز الشرطة الرئيسي، وقتل اثرها خمسة من الشرطة و12 عنصرا من الجهاديين في الاشتباكات، وقال ضابط شرطة رفيع ان "العقبة الاساسية التي عطلت ملاحقة المهاجمين هي القناصة".
وقرر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ارسال تعزيزات عسكرية الى كركوك، حسبما افاد مكتبه الاعلامي.
اقتحام القره قوش
الى ذلك، اعلنت قيادة العمليات المشتركة السبت اقتحام الفرقة التاسعة بلدة القره قوش الواقعة شرق الموصل، وكانت في السابق اكبر البلدات المسيحية.
والسيطرة على القره قوش ستسمح للقوات العراقية بالوصول الى اطراف مدينة الموصل، بعد ان فرضت سيطرتها على بلدة برطلة الصغيرة قرب القره قوش.
واعلنت العمليات المشتركة تقدم قواتها من الجهة الشمالية باتجاه بلدة تلكيف الواقعة ضمن منطقة سهل نينوى .
وتشن القوات الكردية كذكل هجوما كبيرا في الجانب الشمالي الشرقي، لكنهم يتذمرون من ضعف الاسناد الجوي من قبل التحالف الدولي.
من جهة اخرى، يسعى وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر الى اقناع بغداد على انهاء معارضتها لمشاركة القوات التركية في معركة الموصل.
وشنت السلطات العراقية هجوما واسع النطاق لايزال في مراحله الاولى لاستعادة الموصل وقد يتضمن احكام حصار على المدينة قبل ان تقتحم قوات النخبة معقل الإرهابيين.
وقال مصدر في الحكومة الفرنسية لفرانس برس ان الدخول الى مدينة الموصل نفسها قد يحدث في غضون شهر.
وابرز المخاوف هي وجود نحو 1,2 مليون نسمة ، وهم عالقون وغير قادرين على المغادرة حتى تقترب قوات الامن الى مسافة اقرب وتفتح ممرات امنة لهم.
ووفقا لاحد السكان الذي تم الاتصال به من قبل فرانس برس، ان ظروف المعيشة تتدهور يوما بعد يوم مع قلة المواد العذائية، وازدياد عدائية التنظيم.
غازات سامة
على صعيد اخر، قال ضابط عراقي ان انبعاثات غازات سامة ناجمة عن تفجير الجهاديين لمصنع الكبريت في جنوب الموصل ادت الى وفاة مدنيين اثنين.
وقال ضابط ان "الغازات بالتاكيد قد تعيق خططنا بالتقدم" لكن السلطات تبذل جهودا كبيرة لاخماد النيران.
وارتدى الجنود الاميركيين في قاعدة القيارة القريبة اقنعة واقية بعد ان دفعت الرياح بالغازات باتجاههم.
وقتل مصور تلفزيوني كان يرافق القوات العراقية شمال القيارة بنيران قناص، غداة مقتل مراسل اخر بنيران قناص كذلك في كركوك.
التعليقات