تزامن الهجوم الإرهابي على البرلمان البريطاني اليوم الأربعاء مع اجتماع لوزراء خارجية كامل أعضاء التحالف الدولي ضد (داعش) الـ68 الذي استضافه وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في واشنطن.

إيلاف: أصدر اجتماع التحالف الدولي بيانًا أثنى فيه على جهود العراقيين بعد تحريرهم لأكثر من 60 في المئة من أراضيهم من سيطرة داعش، وإحرازهم تقدمًا في استعادة مدينة الموصل.

وجدد الوزراء، في البيان، الذي نقله موقع وزارة الخارجية الأميركية، التزامهم بمقاربة "متكاملة وشاملة ومتعددة الأبعاد" لهزيمة التنظيم المتشدد وشبكاته العالمية، مع الاعتراف الكامل بأن ذلك سيتطلب جهودًا مركزة ومستمرة.

وأعرب المجتمعون عن ارتياحهم من إقدام شركائهم السوريين على إقصاء داعش من أكثر من ثلث الأراضي، التي كان يسيطر عليها في البلاد، حسب البيان، الذي أضاف أن داعش الآن في حالة دفاع في الرقة. وخارج العراق وسوريا، تعرّضت فروع داعش وشبكات عالمية متشددة لضغوط هائلة، وفقًا للبيان.

أضاف أن تبادل المعلومات من قبل الشركاء في التحالف، والمشاركة الدبلوماسية، والضربات العسكرية وضعت ضغوطًا على موارد داعش المالية.

كلمة تيلرسون
وكان وزير الخارجية الأميركي افتتح في وقت سابق من يوم الأربعاء اجتماع التحالف الدولي لمحاربة داعش. ويقول مسؤولون أميركيون إن الاجتماع في واشنطن يؤكد أهمية هذا الحلف بالنسبة إلى إدارة الرئيس دونالد ترامب.

وقال في خطاب أمام الاجتماع الذي يشارك فيه ممثلون عن 68 دولة: "أدرك أن هناك العديد من التحديات الملحّة في الشرق الأوسط، ولكن هزيمة داعش هي الهدف الأول للولايات المتحدة في المنطقة".

وأضاف الوزير الأميركي، حسب ما نقل موقع (الحرة) عنه قوله إن التحالف الدولي "متحد حول وقف انبعاث داعش مجددًا ووضع حد لطموحاته العالمية والتشكيك في روايته الأيديولوجية"، مؤكدًا الاستعداد "لنصبح أكثر قوة وهجومية في هذه المعركة". وتابع أن التدابير الهجومية للتحالف تستعيد مناطق في العراق وسوريا، حيث كانت لتنظيم داعش بصمة مدمرة.

الهدف النهائي
وأكد أن "الهدف النهائي في هذه المرحلة هو القضاء على داعش إقليميًا من خلال القوة العسكرية". وقال تيلرسون إن هزيمة داعش تعد الهدف الأول لأميركا في الشرق الأوسط، مضيفًا أنه "سنعمل على إقامة مناطق استقرار موقتة" من خلال وقف إطلاق النار للسماح بعودة اللاجئين إلى ديارهم، ومشيرًا إلى أن السعودية ومصر لهما دور كبير في مواجهة فكر داعش، والولايات المتحدة تقدم 25 % من المساعدات الإنسانية للمنطقة.

أضاف "قتل تقريبًا كل معاوني (زعيم تنظيم داعش) أبو بكر البغدادي، بمن فيهم العقل المدبر لاعتداءات بروكسل وباريس، وأن يلقى البغدادي المصير نفسه فهذه مسألة وقت".

عودة المدنيين
في سياق آخر، قال تيلرسون إن التحالف سيواصل تسهيل عودة المدنيين إلى مناطقهم، و"العمل مع القيادات السياسية المحلية التي ستوفر إدارة حكم مستقرة وعادلة، وتعيد بناء البنية التحتية، وتوفر الخدمات الأساسية". أضاف "سنستخدم وجودنا الدبلوماسي على الأرض لتسهيل قنوات الحوار بين القيادة المحلية وشركاء التحالف".

وأكد أن الولايات المتحدة ستزيد من ضغوطها على داعش والقاعدة وستعمل على إقامة مناطق آمنة موقتة من خلال فرض وقف إطلاق النار فيها، للسماح للاجئين بالعودة إلى ديارهم.

منع الكراهية
وتابع أنه مع استقرار المناطق في العراق وسوريا سيكون ضروريًا منع بذور الكراهية من التجذر في مكان آخر، وضمان أن داعش غير قادر على كسب أو الحفاظ على موطئ قدم في مناطق جديدة في العالم. وشدد على ضرورة محاربة التنظيم على الإنترنت بقوة تضاهي تلك المتبعة على الأرض.

شارك في الاجتماع حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيون، كالمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، إضافة إلى شركاء إقليميين في منطقة الشرق الأوسط، كالسعودية العراق وتركيا والأردن ومصر، إضافة إلى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ.

ويعد هذا الاجتماع الأول للتحالف الدولي منذ انتزاع القوات العراقية السيطرة على عدد من المدن العراقية من التنظيم في العام الماضي وتحريرها لشرق الموصل.

وفي سوريا يعمل التحالف بقيادة الولايات المتحدة مع تحالف لجماعات كردية وعربية مسلحة. وتتركز جهوده في الوقت الحالي على تطويق واستعادة الرقة في نهاية المطاف.


&