أنقرة: أكد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الخميس أن الشعب السوري سيقرر مستقبل الرئيس بشار الأسد وذلك أثناء زيارة التقى خلالها القادة الاتراك لاجراء محادثات بشأن النزاع السوري الذي يشكل موضوع خلاف بين الحليفين.
وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي مولود تشاوش أوغلو في أنقرة "اعتقد أن وضع الرئيس الأسد على المدى البعيد سيقرره الشعب السوري".
والتقى تيلرسون الذي يعد اكبر مسؤول اميركي يزور تركيا منذ تولي الرئيس دونالد ترامب مهامة في كانون الثاني/يناير، الرئيس رجب طيب اردوغان، لمدة تزيد عن ساعتين بعد أن اجتمع صباحا برئيس الوزراء بن علي يلديريم في انقرة.
وأكد في المؤتمر الصحافي أن "لا خلاف" بين تركيا والولايات المتحدة بشأن قتال تنظيم الدولة الاسلامية رغم تأكيد نظيره التركي ان هناك نقطة خلاف رئيسية بين البلدين.
وقال "لا يوجد خلاف بين تركيا والولايات المتحدة في التزامنا بهزيمة داعش".
إلا أن تشاوش اوغلو قال أن انقرة تتوقع "تعاونا أفضل" مع إدارة ترامب بشأن الفصائل الكردية المسلحة، مضيفا أن أي دعم أميركي لوحدات حماية الشعب الكردي يعني خطرا على مستقبل سوريا.
وأكد "ليس من الجيد أو الواقعي العمل مع جماعة إرهابية بينما نقاتل جماعة إرهابية أخرى".
ودأبت انقرة على التنديد بالدعم الذي تقدمه واشنطن في سوريا لفصائل كردية مقاتلة، تعتبرها انقرة "ارهابية"، في سياق التصدي لتنظيم الدولة الاسلامية. وتدعم انقرة مجموعات مسلحة اخرى من المعارضة السورية.
وعقب لقاء تيلرسون مع اردوغان، ذكرت مصادر رئاسية أن الوزير التركي ابلغ الوزير أنه من المهم أن تُشن الحرب على الارهاب "من قبل الاطراف المناسبين والشرعيين".
كما ذكر مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية ان تيلرسون ويلديريم ناقشا "وسائل ترسيخ العلاقات الاساسية بين البلدين، على صعيدي الامن والاقتصاد".
وجاء في بيان اصدره مكتب يلدريم أن الوزيرين ناقشا مسألة سوريا التي تدخل العام السابع من الحرب، وتحدثا عن جهود اخراج تنظيم الدولة الاسلامية من العراق وسوريا.
وتأتي زيارة تيلرسون غداة اعلان انقرة الاربعاء انتهاء عملية "درع الفرات" التي باشرتها في سوريا في اغسطس الماضي ضد تنظيم الدولة الاسلامية والمقاتلين الاكراد، من دون ان يتضح ما اذا كانت القوات التركية ستنسحب ام لا.
وفي اطار هذه العملية، استعاد المقاتلون المدعومون من تركيا، السيطرة على عدد من المدن من ايدي الجهاديين، منها جرابلس والراعي ودابق واخيرا الباب، حيث تكبد الجيش التركي خسائر فادحة.
وكانت هذه المدينة ذات الاهمية الاستراتيجية والتي تبعد 25 كلم جنوب الحدود التركية، آخر معقل للجهاديين في محافظة حلب شمال سوريا، وتمت استعادتها بالكامل في شباط/فبراير.
واعلن اردوغان ان تركيا كانت تريد العمل مع حلفائها، لكن من دون الميليشيات الكردية، لاستعادة الرقة، عاصمة تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا.
نقاط خلاف
والدعم الاميركي لوحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها انقرة تابعة لحزب العمال الكردستاني، كان يشكل موضوع توتر دائم بين انقرة وادارة الرئيس السابق باراك اوباما، يتواصل مع ادارة ترامب على رغم الدعوات المتتالية من المسؤولين الاتراك من اجل وقفه.
وفي مقابلة تلفزيونية بثت مساء الاربعاء، أكد يلديريم ان تركيا لم تتبلغ رسميا من واشنطن ما اذا كانت ستشارك في الهجوم الواسع على الرقة ام لا.
وقال ان "التطورات الاخيرة توحي لنا ان (ادارة ترامب) تتابع الطريق نفسه الذي كانت تسلكه الادارة السابقة".
وثمة نقطة خلاف اخرى حول الداعية فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة. وتطالب انقرة التي تتهمه بالوقوف وراء الانقلاب الفاشل في 15 يوليو، بتسليمه منذ اشهر، لكن دون استجابة من واشنطن.
وبرز موضوعا توتر محتملان آخران عشية زيارة تيلرسون. فقد أوقف مسؤول في "بنك خلق" (البنك الشعبي) الكبير، في نيويورك، للاشتباه في انه ينتهك العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على ايران.
واكد يلديريم الاربعاء ان الموضوع سيناقش وان انقرة تتابع الملف من كثب. من جهته، وصف وزير العدل التركي في تصريحات لشبكة "الخبر" توقيف هذا المسؤول المصرفي بأنه "عملية سياسية بالكامل".
من جهة أخرى، عبرت تركيا عن غضبها بعد كشف اتصال هاتفي اجرته قنصلية الولايات المتحدة في اسطنبول بداعية تتهمه بالتورط في المحاولة الانقلابية التي جرت العام الماضي.
لكن السفارة الاميركية في تركيا قالت ان القنصلية في اسطنبول اتصلت بالداعية عادل اوكسوز لابلاغه بان تأشيرة الدخول الاميركية التي بحوزته ألغيت.
لكن يلديريم قال ان بيان السفارة الاميركية ليس كافيا و"ننتظر ردا أفضل".
التعليقات