نصر المجالي: غداة قرار للاتحاد الأوروبي يعطي الحق لإسبانيا الضوء الأخضر لتطبيق أي اتفاق يتم التوصل إليه بين بريطانيا والاتحاد على منطقة جبل طارق، قالت بريطانيا إن دعمها لجبل طارق سيظل كـ"الصخرة لا يلين".

وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون في تصريح في وقت متأخر ليل الجمعة بشأن منطقة جبل طارق التي كانت تخلت إسبانيا في 1713 عنها ، بعدما تحدث عبر الهاتف مع فابيان بيكاردو رئيس وزراء جبل طارق إنه "مثلما هي الحال دائما فإن المملكة المتحدة ستظل كالصخرة لا تلين في دعمنا لجبل طارق".

قضية شائكة&

ومن المقرر أن يصبح وضع جبل طارق بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من بين أكثر القضايا الشائكة في محادثات الخروج المعقدة المتوقع أن تستغرق أعواما.

ويشار إلى أن عدد سكان المنطقة يبلغ& 32 ألف نسمة ومساحتها 7 كيلومترات مربعة، وستجد نفسها خارج الاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا منه. وقد صوت غالبية سكانه في العام 2002 بنسبة 99 في المائة رافضين أي سيادة اسبانية على الصخرة. ورغم ذلك استمرت مدريد في مطالبتها بالإقليم.

واتهم بيكاردو إسبانيا بسعي "مشين" للتلاعب في عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لبسط سيادتها على جبل طارق. وندد رئيس حكومة جبل طارق، فابيان بيكاردو، في بيان بـ"المؤامرة المتوقعة من إسبانيا" التي تسعى إلى التلاعب بالمجلس الأوروبي لتحقيق مصالحها السياسية الضيقة.

رأي إسبانيا&

وكان مشروع توجهات للمفاوضات حول بريكست للدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي نُشر الجمعة قال إنّ إسبانيا يجب أن تعطي الضوء الأخضر لتطبيق أي اتفاق يتم التوصل إليه بين بريطانيا والاتحاد على منطقة جبل طارق.

ووفقا لمسودة الموقف المشترك للاتحاد من محادثات الخروج مع بريطانيا فإن أي اتفاق بين المملكة المتحدة والتكتل قد لا ينطبق على جبل طارق دون اتفاق منفصل بين إسبانيا وبريطانيا.

وأفاد النص الذي قدمه في فاليتا، رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، بأنه بعد بريكست لا يمكن تطبيق أي اتفاق بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة على منطقة جبل طارق دون موافقة مملكة إسبانيا والمملكة المتحدة.

ويفترض أن تتبنى الدول الـ27 هذه التوجهات، التي سيتم تعديلها على الأرجح خلال القمة الأوروبية في 29 أبريل في بروكسل.

مدريد راضية&

وإلى ذلك، قالت الحكومة الإسبانية إنها راضية عن هذا الموقف، وقال المتحدث باسم الحكومة الإسبانية، إينييغو منديز دي فيغو، إثر اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي، إنه قرار يرضينا، معتبرا أن الاتحاد اعترف بـ"الوضع القانوني والسياسي الذي دافعت عنه إسبانيا" دون أن يعطي تفاصيل إضافية.

وتقول مدريد إنه يجب تسوية الوضع في جبل طارق بين إسبانيا وبريطانيا بعد خروج الأخيرة من الاتحاد الأوروبي.

رفض برلماني بريطاني&

وعلى هذا الصعيد، قال نواب عن حزب المحافظين في بريطانيا إن سيادة المملكة المتحدة على أقاليمها وراء البحار "أمر غير قابل للنقاش".

وأكد النائب جاك لوبريستي أن اسبانيا تستخدم ورقة الخروج البريطاني لاختلاق المشاكل، أما وزير الخارجية بوريس جونسون فتحدث مع بيكاردو مؤكدا له أن "بريطانيا ستظل داعمة لجبل طارق بقوة".

وفي أعقاب استفتاء بريطانيا في يونيو 2016 اقترح وزير الخارجية الإسباني آنذاك سيادة مشتركة مع بريطانيا تسمح لأبناء جبل طارق بالحفاظ على بعض مزايا عضوية الاتحاد الأوروبي مع تمكين اسبانيا من "رفع علمها" هناك.

غير أن خلفه ألفونسو داستيس قال في يناير الماضي إن اسبانيا لن تضع جبل طارق في سياق أي مفاوضات، وستكون للصخرة حرية مغادرة الاتحاد الأوروبي إذا رغبت في ذلك.