الرباط: عاش المقر المركزي لحزب الاستقلال المغربي بالعاصمة الرباط، أمس السبت، على إيقاع الفوضى والعنف الذي بلغ حد استعمال الأسلحة البيضاء وتهديد قيادات الحزب التي كانت حاضرة لتأطير اللقاء الوطني للقيادات الوطنية للهيئات الموازية لحزب الاستقلال وتنظيماته، بالضرب والتهديد من طرف بعض العناصر.

وأظهرت مقاطع فيديو تداولها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي من بينهم قيادات في حزب الاستقلال، تظهر تورط بعض العناصر الحاضرة في إثارة الفوضى ومحاولة نسف اللقاء، والاعتداء على مناضلي الحزب وتخريب الممتلكات من خلال قلب الطاولات ورشق الحاضرين بالكراسي.

واتهم عادل بنحمزة، الناطق الرسمي باسم حزب الاستقلال، في تصريحات صحافية أشخاص "غرباء عن اللقاء، ولا يملكون أي صفة للحضور، قدموا أنفسهم كمنتمين إلى شبيبة الحزب بالعيون، وهم في حالة غير طبيعية، بالهجوم على المنصة ورمي الكراسي الحديدية على الحضور". 

وأكد بنحمزة أن المتهمين "حاولوا الاعتداء الجسدي على كل من نعيمة خلدون، رئيسة منظمة المرأة الاستقلالية، وعبد الله البقالي، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني ال 17، وعبد القادر الكيحل، عضو اللجنة التنفيذية المسؤول عن التنظيمات الحزبية، وتهديدهم الحاضرين بأسلحة بيضاء".

وأفاد الناطق الرسمي باسم حزب الاستقلال بأن ما حدث، يمثل "رغبة في سرقة حزب الاستقلال من الشعب المغربي"، مبرزا أن القيادات الحاضرة "أجمعت على نداء وطني يحث على وحدة الحزب والدفاع عن استقلالية القرار الحزبي، وذلك بعد نقاش مسؤول".

في السياق ذاته، وقع مسؤولو تنظيمات وهيئات وروابط حزب الاستقلال، المجتمعون بصفة طارئة السبت بيانا تلقت "إيلاف المغرب" نسخة منه، عقب ما سموه "الأحداث الإجرامية التي عرفها المقر العام للحزب"، أعلنوا فيه رفضهم للأحداث التي وقعت.

وجاء في البيان نعلن للرأي العام "شجبنا المطلق، لتصرفات مجموعة من الأشخاص، اقتحمت قاعة الاجتماع بالمركز العام للحزب، وعرضت نفسها على شكل عصابة إجرامية، كانت مدججة بالأسلحة البيضاء، وشنت هجوما دمرت خلاله ممتلكات الحزب، وتسببت في إصابات بليغة في صفوف المناضلين والمناضلات، بعد نهاية اللقاء والمصادقة على البيان العام".

وحملت الهيئات الموقعة على البيان الشديد اللهجة مسؤولية إيقاف هذه الممارسات للأمين العام للحزب حميد شباط "نحمل قيادة الحزب وخصوصا الأمين العام، مسؤولية وضع حد لممارسات هذه العصابة، التي كانت تتلقى تعليمات من خارج القاعة، وكانت في حالة غير طبيعية، وقدم عناصرها أنفسهم على أنهم من مدينة العيون المغربية"؛ وهو ما يمثل إدانة غير مباشرة للقيادي الاستقلالي بالصحراء المغربية، حمدي ولد الرشيد، بوقوفه وراء هذه العناصر، خاصة بعد الخلاف الذي نشب بينه في الأسابيع الأخيرة مع شباط.

وأعلنت الهيئات والتنظيمات الموازية لحزب الاستقلال استعدادها الكامل للتصدي "لجميع المحاولات الهادفة للمساس بحزبنا العتيد، ونؤكد أن مثل هذه السلوكيات الإجرامية، لن ترهبنا ولن تخيفنا وأننا مستعدون للدفاع عن حزبنا بما أوتينا من حزم وجدية".