إيلاف - متابعة: نفى الجيش السوري الثلاثاء في بيان "نفيا قاطعا" استخدام اي اسلحة كيمائية او سامة في مدينة خان شيخون في محافظة ادلب في شمال غرب سوريا.
وجاء في بيان نقلته وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) "القيادة العامة للجيش تنفي نفيا قاطعا استخدام أي مواد كيماوية أو سامة في بلدة خان شيخون بريف ادلب هذا اليوم، وتؤكد أنها لم ولن تستخدمها في أي مكان أو زمان لا سابقا ولا مستقبلا".
واضاف الجيش السوري ان "المجموعات الارهابية ومن يقف خلفها تتحمل مسؤولية استخدام المواد الكيماوية والسامة والاستهتار بحياة المواطنين الابرياء لتحقيق أهدافها وأجنداتها الدنيئة".
واكد موفد الامم المتحدة الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا الثلاثاء ان المنظمة الدولية تسعى الى "تحديد واضح للمسؤوليات" و"محاسبة" مرتكبي الهجوم الكيميائي في شمال غرب سوريا.
وقال دي ميستورا في مؤتمر صحافي في بروكسل على هامش مؤتمر دولي حول مستقبل سوريا "بناء على فهمناه، انه هجوم كيميائي تم شنه من الجو".
لجنة تحقيق
أعلنت لجنة التحقيق التابعة للامم المتحدة حول حقوق الانسان في سوريا الثلاثاء انها "تحقق حاليا" في الهجوم الكيميائي الذي وقع في شمال غرب هذا البلد.
وقال المحققون في بيان ان "التقارير التي تشير الى انه هجوم نفذ باسلحة كيميائية تثير قلقا بالغا. ان اللجنة تحقق حاليا حول الظروف المحيطة بهذا الهجوم بما فيها المزاعم عن استخدام اسلحة كيميائية".
واضافوا "من الواجب تحديد هوية منفذي هذه الهجمات ومحاسبتهم".
واتهمت المعارضة السورية النظام السوري بشن هجوم كيميائي خلف عشرات القتلى بينهم عدد كبير من الاطفال في بلدة خان شيخون الواقعة في محافظة ادلب شمال غرب سوريا.
واكدت لجنة التحقيق ان "استخدام الاسلحة الكيميائية واستهداف المنشات الطبية يشكلان جرائم حرب وانتهاكات خطيرة لحقوق الانسان".
وبين اعضاء اللجنة المدعية السابقة المتخصصة في جرائم الحرب السويسرية كارلا ديل بونتي.
وانشئت لجنة التحقيق الاممية في اب/اغسطس 2011 بعد بضعة اشهر من اندلاع النزاع السوري. ويتراسها البرازيلي باولو بينيرو وسبق ان رفعت تقارير عدة من دون ان تسمح لها دمشق بدخول الاراضي السورية.
واعلن الجيش الروسي الثلاثاء انه لم يشن اي غارة جوية في منطقة بلدة خان شيخون في محافظة ادلب حيث حصل هجوم "كيميائي" كما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية في بيان ان "طائرات سلاح الجو الروسي لم تشن أي غارة في منطقة بلدة خان شيخون". واتهمت المعارضة السورية نظام الرئيس بشار الأسد بأنه ش هجوما "كيميائيا" اسفر عن عشرات القتلى، منهم عدد كبير من الأطفال، في هذه المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا.
وفي أول ردود الفعل المنددة بالهجوم، طلبت فرنسا عقد اجتماع طارئ لمجلس الامن الدولي بعد "الهجوم الكيميائي الجديد الخطير" في سوريا كما أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان-مارك آيرولت الثلاثاء.
وقال الوزير في بيان ان "المعلومات الاولى تشير الى عدد كبير من القتلى بينهم أطفال" في محافظة ادلب موضحا انه "طلب الدعوة الى عقد اجتماع طارئ لمجلس الامن الدولي".
واضاف وزير الخارجية الفرنسي ان "استخدام اسلحة كيميائية يشكل انتهاكا غير مقبول لاتفاقية حظر الاسلحة الكيميائية ودليلا جديدا على الهمجية التي يتعرض لها الشعب السوري منذ سنوات طويلة".
تهديد محادثات السلام
من جانبه، ندد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الثلاثاء في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بالهجوم "الكيميائي" واعتبره "غير انساني" محذرا من انه يمكن ان يهدد محادثات استانا للسلام في سوريا.
وقالت مصادر رئاسية ان "الرئيس إردوغان قال ان مثل هذا النوع من الهجمات غير الانسانية غير مقبولة محذرا من انها قد تنسف كل الجهود الجارية ضمن إطار عملية استانا" لإحلال السلام في سوريا لكن من دون الاشارة الى مسؤولية اي طرف في الهجوم.
مسؤولية النظام
واعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني الثلاثاء ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد يتحمل "المسؤولية الرئيسة" في الهجوم الذي يرجح انه كيميائي وأسفر عن مقتل 58 مدنيا في بلدة خان شيخون الخاضعة لسيطرة المعارضة في سوريا.
وقالت موغيريني في مقابلة مع منظمات اعلامية في بروكسل على هامش مؤتمر الاتحاد الاوروبي-الامم المتحدة الهادف لبحث مستقبل سوريا، "اليوم الانباء رهيبة" مضيفة "بالطبع المسؤولية الرئيسة تقع على عاتق النظام" السوري.
المعارضة تندد
واعتبر كبير المفاوضين في وفد المعارضة السورية الى محادثات جنيف محمد صبرا ان القصف بالغازات السامة يضع المفاوضات الهادفة لتسوية النزاع السوري في "مهب الريح".
وقال صبرا لوكالة فرانس برس ان "الجريمة تضع كل العملية السياسية في جنيف في مهب الريح، وتجعلنا نعيد النظر بجدوى المفاوضات" التي ترعاها الامم المتحدة بين ممثلين عن الحكومة والمعارضة السوريتين واختتمت الجمعة جولتها الخامسة.
منظمة حظر الاسلحة الكيميائية "قلقة جدا"
وعبرت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية الثلاثاء عن "قلقها الشديد" بعد الهجوم الذي يرجح انه كيميائي.
وقالت المنظمة التي تتخذ مقرا في لاهاي في بيان انها "قلقة جدا اثر الهجوم المفترض بالاسلحة الكيميائية الذي تحدثت عنه وسائل الاعلام صباحا (الثلاثاء) في خان شيخون، المنطقة الواقعة في جنوب محافظة ادلب" مؤكدة انها "تجمع وتحلل معلومات من كل المصادر المتوافرة".
من جانبه، ندد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الثلاثاء بالهجوم مطالبا بمحاسبة المسؤولين عنه. وكتب جونسون في تغريدة على تويتر "هناك تقارير رهيبة عن هجوم باسلحة كيميائية في ادلب في سوريا. يجب التحقيق بالحادث ومحاسبة منفذيه".
"افتراء"
إلى ذلك، اعتبر مصدر أمني سوري لوكالة فرانس برس ان اتهام دمشق بقصف مدينة خان شيخون بالغازات السامة هو "افتراء".
وقال المصدر ان هذه الانباء هي "افتراء وتبرير للهزائم التي منيوا بها خصوصا في حي جوبر (في دمشق) وفي ريف حماة (وسط)"، معتبرا ان مقاتلي الفصائل يحاولون "ان يحققوا اعلاميا ما لم يحققوه ميدانيا".&
&
التعليقات