عبد الحفيظ العيد من الجزائر: أعربت الجزائر عن رفضها ما نقلته وسائل الإعلام الإيرانية حول ما دار خلال استقبال الوزير الأول عبد المالك سلال، وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني رضا أمير صالحي الأسبوع الماضي، واعتبرتها غير صحيحة واستنتاجا غير مطابق لحقيقة ما دار بين مسؤولي البلدين.

والجزائر هي ثاني بلد يعلن غضبه الصريح مما تناقله الإعلام الإيراني حول زيارة وزير ثقافة طهران، بعد تونس التي قالت إن وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" فبركت تصريحا للرئيس باجي قايد السبسي خلال لقائه صالحي.

&مغالطة

قال الناطق الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية عبد العزيز بن علي الشريف إن ما تناقلته بعض وسائل الإعلام الإيرانية حول مضمون اللقاء الذي حظي به مؤخرا وزير الثقافة و الإرشاد الإسلامي الإيراني رضا أمير صالحي من طرف الوزير الأول عبد المالك سلال نقل غير سليم لما دار بين سلال والوزير الإيراني.

وأضاف بن علي الشريف في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية الرسمية "إن ما تناقلته بعض وسائل الإعلام الإيرانية بخصوص فحوى المحادثات التي تمت خلال المقابلة التي حظي بها وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني من &قبل الوزير الأول لا يعدو كونه نقلا غير سليم، واستنتاجا غير مطابق لحقيقة ما تم تداوله من مواضيع وما ورد من تصريحات خلال هذا اللقاء الذي ارتكز &فيه الحديث أساسا على الأهمية التي يجب أن يوليها الطرفان الجزائري والإيراني للجوانب الثقافية، من أجل توطيد علاقات الصداقة والتعاون التي تربط البلدين".&

وأوضح أن اللقاء كان "فرصة للوزير الأول ليعبر عن أمل الجزائر في أن تلعب إيران دورا إيجابيا في محيطها وأن تكون عامل استقرار وتوازن في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي".&

ما أثار حفيظة الخارجية الجزائرية - رغم عدم تصريحها بذلك- هو الفهم الخاطئ للصحافة الإيرانية وتفسيرها غير الموضوعي للتعاون بين البلدين في مكافحة الإرهاب والتطرف، والذي راحت تقول انه دعم جزائري لطهران ضد الدول الخليجية وفي مقدمها السعودية.

لكن هذه الادعاءات الإعلامية رغم جسامتها لن تؤثر في علاقات البلدين، بحسب ما قاله الرئيس السابق للجنة الشؤون الخارجية في مجلس الأمة إبراهيم بولحية لـ"إيلاف".

أضاف" العلاقات بين البلدين وطيدة ومتطورة ولا أعتقد أن تصريحات صحافية ستؤثر في تعاون الطرفين، لكن شخصيا أقول إن التصريحات التي تصدر من إيران حول الجزائر في موضوع حساس حول الإرهاب والتطرف الديني ليست في محلها وتسيء للعلاقات بين الشعبين، فالجزائر تحترم كل الفئات والدبلوماسية الجزائرية تحترم كل الآراء وكل الطوائف".

علاقات متينة

وأشار الناطق باسم الخارجية إلى أن عبد المالك سلال ذكر في لقائه مع الوزير الإيراني بـ"نوعية العلاقات التي تربط الجزائر بجميع الدول العربية في الخليج والمشرق وخاصة مع المملكة العربية السعودية &الشقيقة"، وعبر عن "قناعته بأن الحوار وحده هو الكفيل بتجاوز المشاكل الظرفية المطروحة في الوقت الحاضر".

وأشار الناطق الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية أيضا إلى أن الوزير الأول أكد "احترام الجزائر لكل الديانات السماوية وكل المذاهب وقناعته بأهمية وضرورة التواصل ومد الجسور في ما بينها".&

من جانبه، أشار إبراهيم بولحية في حديثه مع "إيلاف" إلى أنه على الجميع العلم أن "العلاقات السعودية الجزائرية إستراتيجية ومتجذرة وعلاقات أشقاء، ولا يمكن لأي كان أن يؤثر فيها، لأنه تجمعنا روابط &كثيرة والعديد من الأشياء المشتركة شعبيا وسياسيا ومصيرنا مشترك".

وأردف بولحية قائلا: "وبالتالي فأي اصطياد في علاقات الجزائر مع الدول العربية والإسلامية والأفريقية هو اصطياد في المياه العكرة ولا وزن له، لأن الجزائر سيدة في اختيار انتماءاتها الجغرافية والإقليمية والدولية".

وتتعرض العلاقات الجزائرية السعودية في الفترة الأخيرة لعدة مغالطات إعلامية، بدأت بنشر تصريح كاذب للسفير السعودي في الجزائر بأنه وصف جبهة البوليساريو بـ" المنظمة الإرهابية"، ثم إشاعة طرد الرياض لجزائريين يحملون جوازات دبلوماسية، ووصولا إلى التأويلات الإيرانية بخصوص لقاء وزيرها للثقافة مع الوزير الأول عبد المالك سلال.&