نشرت صحيفة الغارديان مقالا افتتاحيا تناولت فيه الهجوم الأخير بالأسلحة الكيميائية في محافظة إدلب السورية.
وتقول الصحيفة إن صور الجرحى والأطفال القتلى أصبحت للأسف واقعيا يوميا في سوريا، ولكن هجوم الثلاثاء على مناطق سيطرة المعارضة في محافظة إدلب أثار ردود فعل دولية.
وتذكر أن الهجوم استهدف، في ما يبدو، بغاز السارين منطقة لجأ إليها آلاف الهاربين من المعارك، ثم منشآت استشفائية قريبة منها، وأن سفير بريطانيا في الأمم المتحدة وصفه بأنه يحمل جميع علامات النظام السوري.
وتضيف الصحيفة أن النظام السوري ينفي ضلوعه في الهجوم، لكن الأدلة المتوفرة حتى الآن تؤكد أنه المسؤول عن الهجوم لأن غاز السارين ليس من السهل إنتاجه.
وتشير إلى أن بشار الأسد وافق في عام 2013 التخلص من مخزون غاز السارين الذي لديه، تحت التهديد بغارات جوية أمريكية، عقب هجوم كيميائي على غوطة دمشق أسفر عن مقتل 1300 شخص.
وتقول الغارديان إن "البعض ربط بين الهجوم بالأسلحة الكيميائية الفتاكة والتحول في السياسة الأمريكية تجاه سوريا"، إذا قال وزير الخارجية الأمريكي الأسبوع الماضي إن مستقبل الأسد إنما هو مسألة تخص الشعب السوري، كما قال السفير الأمريكي في الأمم المتحدة إن إسقاط الأسد لم يعد أولوية بالنسبة لنا.
وتضيف أن هذه التصريحات عززت يقين النظام بأنه يمكن أن يواصل ارتكاب جرائم الحرب، دون أن يلحقه عقاب، مشيرة إلى أن ترامب قال أثناء حملة الانتخابات الرئاسية إن مستقبل الأسد بالنسبة له يأتي في الأهمية بعد القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية.
وتختم الصحيفة بالتأكيد على أنه "إذا لم يتوقف الجناة، فإنه ينبغي بذل الجهود من أجل ضمان أن يحالوا إلى القضاء".
الفوضى في الرقة
ونشرت صحيفة الفايننشال تايمز مقالا كتبه، ديفيد غاردنر، عن تدهور الأوضاع في الرقة بعد تراجع تنظيم الدولة الإسلامية.
ويقول غاردنر إن معركة الرقة التي انتظرها الكثيرون بدأت الآن، فالقوات التي تدعمها الولايات المتحدة، وأهمها مليشيا وحدات حماية الشعب الكردي تحاصر المدينة، التي أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية عاصمة له.
ويضيف أن "نهاية تنظيم الدولة الإسلامية اقتربت لكن الخلاف بين معارضي التنظيم بشأن مستقبل سوريا ينذر بالخراب".
ومن الواضح أن الولايات المتحدة تريد أن تجعل من المليشيا الكردية ذراعها في سوريا، متناسية الجماعات المعارضة الاخرى، وغضب حليفها التركي في حلف الناتو.
ويرى أن علاقة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد تتأزم مع نظيره الأمريكي، دونالد ترامب، فالحكومة التركية تعتقد أن المليشيا التركية تستغل الحرب الأهلية في سوريا وتهديد تنظيم الدولة الإسلامية لإنشاء دويلة شمالي سوريا، وبالتالي تحريض الأكراد في الحدود السورية على الانفصال.
ويذكر الكاتب أن وزير الخارجية التركي عبر عن "حزنه" لأن حليف بلاده قرر خوض حرب على "تنظيم إرهابي واحد، والتعاون مع آخر"، كما أعلنت واشنطن الأسبوع الماضي أن إسقاط بشار الأسد لم يعد من أولوياتها"، وهو ما يجعلها في صف روسيا والولايات المتحدة وإيران.
ويستغرب غاردنر أن روسيا منشغلة بمستقبل سوريا، بينما تلتزم الولايات المتحدة الصمت.
الأمر الواقع
ونشرت صحيفة التايمز مقالا افتتاحيا يدعو فيه إلى فرض سياسة الأمر الواقع من أجل حماية القيم الغربية في أنظمة قمعية.
وذكرت الصحيفة أن رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، قالت عن زيارتها الأولى للسعودية إنها ستكون مثالا لما يمكن أن تحققه المرأة، ولكن الحقيقة أنها "من أجل التجارة والأمن، أكثر مما هي بشأن حقوق الإنسان".
وترى التايمز أن الحكومات الديمقراطية لا ينبغي أن تتعامل مع جميع الدول بالطريقة نفسها، بغض النظر عن القيم التي تمثلها كل دولة، بل عليها أن تختار الدول التي تتعاون معها من أجل أهداف معينة.
"فمن المزعج ولكن من الضروري التعامل في الشرق الأوسط مع الرئيس السيسي في مصر باعتباره حليفا على الرغم من انقلابه على سلفه المنتخب، واعتقاله 40 ألفا من المعارضين وقتل مئات المحتجين"، بحسب الصحيفة.
فإذا كان الخيار، في نظر التايمز، بين الإسلاميين المتطرفين والأنظمة القمعية المستبدة غير التوسعية فالمطلوب من الغرب أن يتعامل مع الأنظمة القمعية.
لكن الصحيفة ترى أن التعاون لابد أن يكون على بينة، إذا لم يكن مطلوبا من الرئيس ترامب أن يستقبل السيسي في البيت الأبيض ويثني عليه ذلك الثناء المبالغ فيه والتأكيد على أنه يقوم "بعمل رائع في كل ظروف صعبة".
فوحشية تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا تهديد للحضارة، و"لكن هذا لا يقلل من جرم الأسد ولا يبرئ الغرب من عدم الرد عليه بفاعلية"، بحسب الصحيفة.
التعليقات