طغى الهجوم على بلدة خان شيخون في إدلب على افتتاحيات وموضوعات الصحف البريطانية.
وطالبت التايمز بضرورة تنحي الرئيس السوري بشار الأسد والتخلص من تنظيم الدولة الإسلامية معا، فيما رأت الديلي تلغراف أن الهجوم اختبار لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وتناولت الصحف أيضا مقابلات مع ممرضات وشهود عيان عايشوا الهجوم.
"سوريا تختنق"
وجاءت افتتاحية صحيفة التايمز بعنوان "سوريا تختنق". وقالت الصحيفة إن "الأسد وتنظيم الدولة الإسلامية يسممان أمة لطالما كانت فخورة بنفسها"، مضيفة أنه "يجب التخلص منهما الاثنين".
وأشارت الصحيفة إلى أن "الحرب البربرية التي يشنها الرئيس السوري بشار الأسد ضد أبناء شعبه "تؤكد فكرة أن لا مكان للأسد في مستقبل سوريا".
وتابعت بالقول إنه " مجرم حرب ويجب أن يوضع في السجن".
وقالت الصحيفة إن "آخر فظائع الأسد تمثل بإلقائه غاز السارين على المدنيين من بينهم أطفال، الأمر الذي يعتبر انتهاكاً للقانون الدولي وللمعاهدات التي أبرمت بعد الحرب العالمية الأولى".
وأشارت إلى أنه يبدو أن الأسد أخفى نحو 200 طن من الأسلحة الكيماوية عن المراقبين الدوليين التابعين للأمم المتحدة".
وأردفت الصحيفة أن "الرئيس السوري يقوم بين الفينة والأخرى بارتكاب فظائع بحق شعبه وذلك لسبب واحد: تذكير معارضيه السوريين أنه ليس باستطاعتهم الاعتماد على أي مساعدة خارجية".
وختمت الصحيفة بالقول إن الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية يجب أن تضمن خلو سوريا من هذا التنظيم والعمل على التخلص من الأسد وتقديمه للمحاكمة.
اختبار لترامب
وقالت صحيفة الديلي تلغراف الهجوم في افتتاحيتها إن "الهجوم الكيماوي المرعب على شمال سوريا في إدلب الذي راح ضحيته نحو 70 شخصا - من بينهم أطفال -، يضع تحديا أمام الأمم المتحدة يتمثل في كيفية التعامل مع الحرب الأهلية الدائرة في سوريا.
وأضافت أن جميع الأدلة الأولية تثبت أن هذا الهجوم نفذه نظام الرئيس السوري بشار الأسد كجزء من حملته لاستعادة المناطق التي من أيدي المعارضة السورية.
وأردفت الصحيفة أن "تقارير أجنبية استخباراتية أفادت بأن الطيران السوري وحده كان موجودا لدى حدوث الهجوم"، وبأن المادة الكيماوية - التي تشبه إلى حد ما غاز السارين الشبيه بغاز الأعصاب - كانت موجودة في القنابل التي ألقيت من الجو".
وتابعت الصحيفة أن " العديد من الأشخاص سيتسألون لماذا سمح الروس للنظام السوري بتنفيذ ضربات ثانية بالأسلحة الكيماوية، ولفت نظر المجتمع الدولي إليهم على الرغم من أنهم استطاعوا تحقيق جميع أهدافهم في سوريا".
وقالت إن "الفظائع التي ارتكبت في إدلب ستجبر إدارة ترامب على مواجهه مباشرة مع الروس في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث من المرجح أن يستخدم الروس حق الفيتو ضد أي قرار يدين نظام الأسد".
وختمت بالقول إن " الوضع الحالي سيحدد مستقبل إدارة ترامب وعلاقاتها بالجانب الروسي، وربما سيعي البيت الأبيض أخيراً حقيقة إبرام صفقات مع بوتين".
"الأطفال يموتون أسرع من الكبار"
ونقرأ في صحيفة الغارديان مقالاً لمارتن شلوف يتناول الهجوم الكيماوي على إدلب. وقال كاتب التقرير إن "عمال الإغاثة جمعوا عينات من التراب القريب من سقوط القذائف الكيماوية في شمال سوريا وأرسلوها إلى مسؤولين في الاستخبارات الأجنبية التي تحاول معرفة أي نوع من غاز الأعصاب تم استخدامه في هجوم يعتبر الأفظع على مدار 6 سنوات".
وأشار شلوف إلى أن كل من بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا يؤكدون أنه خان شيخون قصف بغاز السارين.
ونقل الكاتب عن أحد شهود العيان في موقع الحادث قوله إن "الطيران السوري ألقى القنابل على خان شيخون في الساعة السادسة والنصف صباحا، وبعدها بدأت طوارئ المستشفيات باستقبال أعداد هائلة من المرضى الذين يعانون من الاختناق ويرتجفون من شدة الألم".
وأضاف المقال أن" أطباء بلا حدود" وأطباء في تركيا أكدوا أن أعراض المرضى تؤكد تعرضهم لغاز السارين.
وقال أطباء بلا حدود إنهم عالجوا ستة أشخاص في عيادة بالقرب من الحدود التركية.
ونقل كاتب المقال عن أحد الممرضات في إدلب قولها إن "صوت الانفجار لم يكن قوياً كما اعتدنا عليه، إذ اعتقدنا بأن هذه القنبلة لم تنفجر بسبب الصوت الذي سمعناه منها"، مضيفة أن رائحة الغاز الذي تسرب جزء منه إلى المستشفى كان شبيهاً بالطعام العفن، كما أن الحالات التي بدأت تتوالي على المستشفى كانت مختلفة عن الإصابة بغاز الكلورين، وكان المصابون يتقيؤون من الأنف والفم وكان لون القيء أصفر اللون وأحيانا بني اللون، إضافة إلى شلل كامل في أجهزتهم التنفسية".
وأضافت " كان الأطفال يموتون بشكل أسرع من باقي المصابين، لقد حاولنا حقنهم بالدواء، إلا أن ذلك لم يجد نفعا. وقد كان المصابون غير قادرين على البلع و كانوا فاقدي الوعي ولا يتجابون مع الإسعافات بتاتا".
التعليقات