لندن: أكدت الحكومة البريطانية الجمعة دعمها "الكلي" للضربة الصاروخية الأميركية على قاعدة عسكرية للنظام السوري.

وقال الناطق باسم رئاسة الحكومة في بيان الجمعة "إن الحكومة البريطانية تدعم كليًا تحرك الولايات المتحدة الذي نعتقد انه يشكل رداً مناسباً على الهجوم الوحشي بالسلاح الكيميائي الذي ارتكبه النظام السوري".

ورأى أن الضربة الأميركية كانت "تهدف إلى منع أي هجمات جديدة" من نظام دمشق.

ضربة إيجابية

واعتبرت تركيا أن الضربة الاميركية على قاعدة عسكرية للنظام السوري "ايجابية"، على ما أعلن نائب رئيس الوزراء نعمان كورتولموش في تصريحات نقلتها وكالة الأناضول المؤيدة للحكومة الجمعة.

وقال كورتولموش: "نرحب بذلك باعتباره إيجابياً"، مضيفًا "يجب معاقبة نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد بصورة تامة على المستوى الدولي"، في مقابلة أجرتها معه شبكة "فوكس تي في" ونقلتها وكالة الأناضول.

إقامة منطقة حظر جوي

ودعت تركيا الجمعة الى اقامة منطقة حظر جوي في سوريا.&

وقال ابراهيم كالين الناطق باسم الرئيس رجب طيب اردوغان "لتجنب تكرار هذا النوع من المجازر، من الضروري فرض منطقة حظر جوي ومناطق آمنة في سوريا بدون تاخير". ووصف الضربة الاميركية بانها "رد ايجابي".

دعم ياباني

وأعلن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الجمعة دعمه لـ"تصميم" الولايات المتحدة في التصدي لاستخدام أسلحة كيميائية. وقال آبي متحدثا لصحافيين "تدعم الحكومة اليابانية تصميم الحكومة الأميركية على عدم السماح إطلاقا بنشر واستخدام أسلحة كيميائية".

وتابع "نثمن الالتزام القوي للرئيس (الاميركي دونالد) ترامب من اجل الحفاظ على امن الحلفاء والنظام والسلام في العالم". وتابع آبي "الاسرة الدولية اصيبت بالصدمة ازاء الوضع الرهيب الذي راح ضحيته حتى اطفال صغار"، مضيفا "انه عمل غير انساني وينتهك قرارات الامم المتحدة".

من جهته أكد المتحدث باسم الحكومة اليابانية ان موقف آبي لن تكون له تبعات على العلاقات بين اليابان وروسيا التي اعتبر رئيسها فلاديمير بوتين الضربة الأميركية بمثابة "عدوان على دولة ذات سيادة"، في وقت تحاول طوكيو وموسكو حل خلاف حدودي بينهما يعود الى نهاية الحرب العالمية الثانية ويحول دون توقيع اتفاق سلام بين البلدين.

وقال المتحدث يوشيهيدي سوغا ردا على سؤال احد الصحافيين "لن يكون هناك تأثير مباشر على المحادثات الثنائية المتعلقة بتوقيع اتفاق سلام بين اليابان وروسيا".

يمكن تفهمها

وصرح وزير الخارجية الالماني سيغمار غابريال أن الضربة الاميركية "يمكن تفهمها"، داعيًا الى حل سياسي برعاية الامم المتحدة.

وقال غابريال في بيان "بالكاد كان يمكننا&احتمال رؤية مجلس الامن الدولي عاجزًا عن التحرك بشكل واضح امام الاستخدام الوحشي لاسلحة كيميائية. لذلك يمكن تفهم رد الولايات المتحدة بمهاجمة البنى العسكرية لنظام (الرئيس السوري بشار) الاسد الذي ارتكب جريمة الحرب هذه".

بدوره اعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت الجمعة أن الضربة الأميركية هي "إشارة" يجب أن تجعل الروس والإيرانيين يدركون أنه لم يعد بوسعهم دعم نظام بشار الأسد.

وقال آيرولت متحدثا لإذاعة "فرانس إنفو" إن "ثمة هنا إشارة تم توجيهها، يجب الآن أن يدرك الروس والإيرانيون أن دعم نظام بشار الأسد مثلما يفعلون حتى حدود الفظاعة أمر غير منطقي، ولا معنى له".

مسؤولية الأسد

وحملت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الجمعة الرئيس السوري بشار الأسد "المسؤولية الكاملة" عن الضربة الأميركية.

وجاء في بيان مشترك لميركل وهولاند "دمرت ضربات أميركية هذا الليل منشأة عسكرية للنظام السوري استخدمت لتنفيذ عمليات قصف كيميائي" مؤكدا أن "الأسد يتحمل المسؤولية كاملة عن هذا التطور".

ودعا هولاند الجمعة إلى "مواصلة" الضربة الصاروخية الأميركية على سوريا "على المستوى الدولي".

وقال هولاند "أعتبر أن هذه العملية كانت ردا" من الولايات المتحدة، مضيفا "يجب الآن مواصلتها على المستوى الدولي في إطار الأمم المتحدة إذا أمكن، بحيث نتمكن من المضي حتى النهاية في العقوبات على (الرئيس السوري) بشار الأسد ومنع هذا النظام من استخدام الأسلحة الكيميائية مجددا وسحق شعبه".

أوروبا ستعمل مع واشنطن

وأعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك الجمعة أن الضربة الصاروخية الأميركية على قاعدة عسكرية لنظام دمشق "تثبت التصميم الضروري ضد هجمات كيميائية همجية".

وقال توسك في بيان مقتضب على موقع تويتر أن "الاتحاد الأوروبي سيعمل مع الولايات المتحدة من أجل وضع حد للوحشية في سوريا".

وحمل حلف شمال الأطلسي نظام الرئيس السوري بشار الأسد "المسؤولية الكاملة" عن الضربة.

وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ في بيان من بروكسل إن "النظام السوري يتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا التطور. لطالما ندد الحلف الأطلسي بمواصلة استخدام سوريا للأسلحة الكيميائية في انتهاك فاضح للمعايير والاتفاقيات الدولية".

مطار واحد لا يكفي

وأعلن محمد علوش، القيادي في فصيل "جيش الاسلام" النافذ قرب دمشق، أن القصف الاميركي على مطار الشعيرات العسكري في وسط سوريا ليس كافيًا. وقال علوش، وهو ايضا عضو وفد المعارضة الى مفاوضات جنيف، في تغريدة على تويتر "ضرب مطار واحد لا يكفي، فهناك 26 مطارًا تستهدف المدنيين".&

واكد عضو المكتب السياسي في "جيش الاسلام" محمد بيرقدار لوكالة فرانس برس، "نحن نرحب بأي رد على اجرام النظام لردعه". واضاف "النظام لم يترك مجالاً لحقن الدماء ونرحب بالحد من قوته وقدراته على الاجرام في حق المدنيين".

ورأى في الضربة الاميركية "خطوة جريئة وصحيحة باتجاه حقن دماء السوريين، وهي ورقة ضغط مهمة في مسار أي حل في سوريا".

واكد فصيلان معارضان آخران لفرانس برس ترحيبهما بالضربة الاميركية، مشددين على ضرورة استمرارها.&ورحب الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية في وقت سابق بالضربة الاميركية.

وقال رئيس الـدائـرة الإعـلاميـة في الائتلاف احمد رمضان لفرانس برس، "ما نأمله استمرار الضربات لمنع النظام من استخدام طائراته في شن أي غارات جديدة أو العودة لاستخدام أسلحة محرمة دولية (...) ان تكون هذه الضربة بداية".

ضروري ومناسب

ورحب الاردن&بالضربة، معتبرا انها تشكل "رد فعل ضروري ومناسب".

وقال محمد المومني، وزير الدولة لشؤون الاعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة في بيان ان "الضربة (الأميركية) رد فعل ضروري ومناسب على استمرار استهداف مدنيين بأسلحة دمار شامل وارتكاب جرائم ضد الانسانية".

وجدد المومني ادانة الاردن لما حدث في خان شيخون مؤكدا ان "هذا الفعل لا انساني وشنيع اثار ردود فعل دولية واسعة النطاق كان اخرها الضربة العسكرية الاميركية للقاعدة العسكرية السورية التي انطلقت منها تلك الاسلحة الكيميائية".

بكين تدعو إلى الهدوء

ودعت الصين الجمعة إلى "تفادي أي تدهور جديد للوضع" في سوريا بعد ضربة صاروخية أميركية على قاعدة جوية لنظام دمشق، منددة بـ"استخدام أي بلد" لأسلحة كيميائية.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية &هوا شويينغ "إننا نعارض استخدام أسلحة كيميائية من قبل أي بلد أو منظمة أو فرد، وأيا كانت الظروف والهدف".

لكنها أضافت أن الصين تدعو إلى "تحقيق مستقل وتام" مؤكدة "إننا بحاجة إلى أدلة لا يمكن دحضها".

وتابعت "في العلاقات الدولية، تعارض الصين على الدوام استخدام القوة وتوصي بالحوار من أجل تسوية النزاعات سلميا (...) ندعو بالتالي إلى تسوية سياسية للمسألة السورية".

وشددت المتحدثة على أنه "من الملح في الوقت الحاضر تفادي أي تدهور جديد في الوضع (...) نأمل من جميع الأطراف المعنية الحفاظ على الهدوء والامتناع عن أي تصعيد في التوتر".

وسئلت المتحدثة عن شرعية الرئيس السوري فردت "الرئيس بشار الأسد انتخبه الشعب السوري (...) ويعود للشعب السوري أن يحدد مستقبل البلاد".

عدوان

من جانبه، صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الضربة الأميركية على قاعدة جوية للنظام السوري هي "عدوان على دولة ذات سيادة"، محذرًا من أنها تلحق "ضررًا هائلاً" بالعلاقات بين واشنطن وموسكو.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن "الرئيس بوتين يعتبر الضربات الأميركية على سوريا عدوانًا على دولة ذات سيادة، ينتهك&معايير القانون الدولي، و(يستند) إلى حجج واهية"، وفق ما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية.

وروسيا هي الحليف الرئيسي لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وتنفذ ضربات جوية منذ نهاية سبتمبر 2015 في سوريا، حيث نشرت طائرات ومروحيات.

وقال بيسكوف إن "عمل واشنطن هذا يلحق ضررًا هائلاً بالعلاقات الروسية الأميركية التي هي أساسًا في وضع سيئ".&وتابع "لكن الاهم بنظر بوتين، أن هذا العمل لا يقربنا من الهدف الأخير لمكافحة الإرهاب الدولي، بل بالعكس يضع عقبات خطيرة في وجه بناء تحالف دولي لمكافحة" الإرهاب.

وأكد أن "الجيش السوري لا يملك مخزوناً من الأسلحة الكيميائية"، مشيرًا إلى أن منظمة حظر الاسلحة الكيميائية خلصت في الماضي إلى "تدمير كل مخزون الأسلحة الكيميائية" لدى دمشق.

واوضح أن الرئيس الروسي يعتبر "الضربات الأميركية في سوريا محاولة لتحويل أنظار الأسرة الدولية عن الضحايا المدنيين العديدين في العراق"، حيث أوقعت غارات جوية على تنظيم الدولة الإسلامية في الموصل عشرات القتلى المدنيين في نهاية مارس.

وتابع: "من وجهة نظر بوتين، تجاهل الوقائع كلياً في ما يتعلق باستخدام الإرهابيين أسلحة كيميائية يزيد إلى حد بعيد من خطورة الوضع".

ادعاءات كاذبة

بدورها، دانت إيران "بشدة" الضربة الأميركية على ما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي في تصريح نقلته وكالة فارس.

وقال قاسمي: "ندين أي عمل عسكري احادي والضربة الصاروخية التي نفذتها بوارج اميركية على قاعدة الشعيرات الجوية بحجة هجوم كيميائي مشبوه الثلاثاء في خان شيخون" أوقع 86 قتيلاً على الأقل، وحمل الغربيون مسؤوليته لدمشق.

واضاف أن الضربة الأميركية "ستساعد المجموعات الإرهابية التي هي في طور الانحسار وستزيد من تعقيد الوضع في سوريا والمنطقة".

واتهم وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الولايات المتحدة باستخدام "ادعاءات كاذبة" لشن ضربة على قاعدة عسكرية في وسط سوريا وبانها تقف "الى جانب" تنظيمي القاعدة وداعش.

وكتب ظريف في تغريدة ان "الولايات المتحدة ساعدت (الرئيس العراقي السابق) صدام حسين على استخدام اسلحة كيميائية ضد ايران في ثمانينات القرن الماضي. ثم استخدمت ادعاءات كاذبة حول الاسلحة الكيميائية (اولا لمهاجمة العراق) في 2003 والان في سوريا".

وكانت إيران دانت الأربعاء "بشدة أي استخدام للسلاح الكيميائي، أيًا كان المنفذون أو الضحايا"، لكنها شددت على ضرورة "نزع الاسلحة الكيميائية من الجماعات المسلحة الإرهابية" في سوريا، حيث تدعم إيران نظام الرئيس بشار الأسد.

أرعن وغير مسؤول

,اعتبرت الرئاسة السورية في بيان الجمعة الضربة الاميركية على قاعدة الشعيرات العسكرية في وسط البلاد تصرفا "ارعن غير مسؤول"، وفق ما نقل الاعلام الرسمي.

وقالت الرئاسة السورية في بيان نقلته وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) "في عدوان جائر وسافر قامت الولايات المتحدة الأميركية فجر اليوم باستهداف مطار الشعيرات"، مؤكدة "ان ما قامت به اميركا ما هو إلا تصرف أرعن غير مسؤول ولا ينم الا عن قصر نظر وضيق افق وعمى سياسي وعسكري عن الواقع".

واعتبرت الرئاسة السورية ان هذا "الفعل المشين عبر استهداف مطار لدولة ذات سيادة يوضح بالدليل القاطع مرة أخرى (...) من أن تعاقب الإدارات لهذا النظام لا يغير من السياسات العميقة لكيانه المتمثلة باستهداف الدول واخضاع الشعوب ومحاولة الهيمنة على العالم".

&


&