رأى محللون غربيون أن كل التهديدات التي صدرت من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كرد فعل على الضربة الصاروخية الأميركية لقاعدة الشعيرات الجوية السورية ليست أكثر من "كلام مخادع"، وأنه لن يدافع عن بشار الأسد على حساب روسيا.

إيلاف: دأب الرئيس الروسي وأركان حكمه ووسائل إعلامه على إصدار التعهد تلو التعهد، والتصريح تلو التصريح، منذ الضربة الصاروخية، في مواجهة أية هجمات أميركية ضد سوريا بقوة.&

كما تعهد بوتين بتعزيز الدفاعات الجوية السورية، وإغلاق الخط الساخن الذي يهدف إلى تجنب الاصطدامات الجوية مع المقاتلات الأميركية، وأرسل سفينة حربية للقيام بدوريات مراقبة على طول السواحل السورية بهدف إحباط أي عمل عسكري أميركي.

خبراء
ونقلت صحيفة (مايل أون صنداي) اليوم الأحد عن خبراء عسكريين قولهم إن الرئيس الروسي يائس وغير قادر على أية مواجهة "وهو يعمل على تجنب أي اشتباك مع الولايات المتحدة"، كما إنه يسعى إلى إبرام أي اتفاق لإنهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ ست سنوات.&

وقال إيغور سوتياجين من المعهد الملكي البريطاني للخدمات المتحدة: "بوتين يثير الرهانات دائمًا، لكنه مخادع، فهو يعلم أنه لا يستطيع أن يفعل أي شيء عسكريًا للتسبب في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة".

ويرى الخبراء العسكريون على هذا الصعيد أن بوتين ينتظر أية إشارة أو بارقة أمل من واشنطن، فهو لا يملك الإمكانيات والموارد القادرة على أية مواجهة مع الولايات المتحدة، "وهو يدرك جيدًا أن روسيا أضعف بكثير عسكريًا من الولايات المتحدة وحلفائها".&

وتنقل الصحيفة اللندنية عن هؤلاء الخبراء قولهم: "إن الصراع السوري أصبح أيضًا محرجًا بالنسبة لبوتين الذي لن يدافع عن الرئيس السوري على حساب روسيا. بوتين سيقف إلى جانب المصالح الروسية في سوريا، ولكن ليس بالضرورة من قبل الأسد".

شكوك
كما يثير الخبراء شكوكًا حول تعهد الرئيس الروسي برفع قدرة بطاريات الصواريخ الجوية السورية التي يمكن استخدامها لاعتراض صواريخ (توماهوك كروز)، وهذه الشكوك تطال أيضًا استمرار الكرملين بتعليق التعاون حول ما تسمى التدابير الجوية لتجنب أية اشتباكات روسية ـ أميركية جوية فوق سوريا.&

يذكر أن الرئيس الروسي لم يرد "شخصيًا" بأي تصريح على الضربة الصاروخية الأميركية، لكن في المقابل أفاد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، أن الرئيس الروسي يعتبر أن هذا الهجوم هو بمثابة "عدوان على دولة ذات سيادة، وانتهاك صارخ للقانون الدولي مبني على حجج واهية". وقال إن بوتين ناقش حيثيات هذا القصف الصاروخي خلال اجتماع عادي لمجلس الأمن الروسي.

زيارة تيلرسون
إلى ذلك، تتزامن هذه التحليلات، مع زيارة منتظرة لوزير الخارجية الأميركي ريكس تلرسون لموسكو في الفترة ما بين 11-12 أبريل، وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا خلال مؤتمر صحافي، يوم السبت: "في ما يتعلق بزيارة تيلرسون إلى موسكو، يتم الإعداد لها، ويتم الاتفاق على المواعيد المحددة والموضوعات التي ستبحث".

ويعتزم الطرفان خلال الزيارة المرتقبة إلى موسكو مناقشة وضع الهدنة في سوريا، التي تعتبر روسيا وإيران ضامنة لها. إضافة إلى ذلك، يتوقع أن يبحث الطرفان موضوع مكافحة الإرهاب في سوريا، وكما إن هناك توقعات بأن يتم التطرق إلى الأوضاع العالمية الأخرى، لاسيما الأحداث الأخيرة في أوكرانيا، وموضوع النووي الكوري الشمالي.
&