«إيلاف» من الرباط: يبدو أن قيادة حزب العدالة والتنمية المغربي خاصة المشاركة في الحكومة ، والتي قادت المفاوضات مع رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، بدأت تفقد صبرها من شدة الانتقادات التي توجهها قاعدة الحزب والمتعاطفين معه لها، حيث بلغت حد "التخوين والاتهام بالانقلاب على الشرعية ومبادئ الحزب".

وفي آخررد فعل للقيادة التي أوجعها كلام القاعدة الحزبية في وسائل التواصل الاجتماعي، الذي مازال متواصلا منذ إعلان الغالبية الحكومية، شبه محمد يتيم، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية ووزير التشغيل والشؤون الاجتماعية، منتقديه من شباب الحزب وبعض القيادة الغاضبة من المسار الجديد ب"الخوارج".

وقال يتيم، في تدوينة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "في هذا المرحلة ينبغي التوقف ليس لتقييم وضعية أو توجهات أو مسار سياسي فقط، بل ينبغي وضع ناقوس خطر حول الجانب الاخلاقي حيث يحتاج الجميع إلى مراجعة ذاتية يسلطون فيها الضوء على آفات مدمرة وحارقة للعلاقات والأوامر الروحية والأخوية والضوابط التنظيمية الجاري بها العمل من قبيل سوء الظن والغيبة والنميمة والكولسة واشاعة الأخبار الكاذبة والاستقواء على المؤسسات بتسريبات صحفية من أجل خلق "رأي عام" يساير اقتناعاتهم بل أهواءهم".

وأضاف وزير التشغيل في الحكومة الجديدة مهاجما شباب حزبه الغاضبين "مهما بغى علينا بعض إخواننا الذين لهم دربة في الحديث والتصريح والحضور في الشبكة العنكبوتية! مهما بغى علينا الأقارب فانهم لن يبلغوا في ذلك ما بلغه الخوارج الذين حملوا شعارات ظاهرها حق وباطنها باطل ،كما قال سيدنا علي حين سئل عنهم فقال: اخواننا بغوا علينا"، وذلك في تشبيه يحيل على حقبة تاريخية موسومة بالتوتر والصراع في عهد خليفة رسول الله علي بن أبي طالب، وهو ما يرتقب أن يثير موجة من الردود عليها. 

وأفاد يتيم، بأن الاختلاف "أحيانا كاشف لمعادن بعض الناس ويتعين وضع هذا الموضوع في الاعتبار لانه حين يتحول الاختلاف في تقدير المواقف السياسية إلى سوء ظن وتشكيك في دوافع المخالفين في الرأي ونعتهم بالخونة والانبطاحيين ... الخ، فإن الامر يدعو لدق ناقوس الخطر"، واستدرك قائلا" ورغم ذلك ومهما ينبغي على الجميع أن يتعامل بقاعدة سعة الصدر والتسامح وتحمل الأذى والاحتساب"، كما اعتبر أن الاختلاف "ظاهرة صحية ما لم يفقد أصحابه التوازن فينزلقون إلى تكفير أو تفسيق أو تخوين المخالفين لهم في الاجتهاد في الرأي".