ستراسبورغ: ما زال حوالى ثلث الفرنسيين مترددين وحائرين ما بين المرشحين للرئاسة، قبل أسبوع من الدورة الأولى من الانتخابات، واعربوا لوكالة فرانس برس عن خيبة أملهم حيال المرشحين والحملة التي شابتها فضائح.

ويقول مارك جورينا (34 عامًا) وهو من سكان متز (شرق) ويعمل في لوكسمبورغ، "أعرف الذين لن أمنحهم صوتي، لكنني لا أعرف لمن سأعطيه"، ويبدي صدمته ازاء الفضائح التي تخللت الحملة، في إشارة إلى قضية الوظائف الوهمية التي لطخت صورة المرشح المحافظ فرنسوا فيون ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن.

وقال مستنكرًا "في أي بلد آخر، لكانوا انسحبوا" من السباق.

وأوضح: "إن وظيفتي في لوكسمبورغ تتأثر مباشرة بانتخاب لوبن" المؤيدة للخروج من الاتحاد الأوروبي، وهو غير مقتنع في المقابل بتعديل المؤسسات الذي يدعو إليه ممثل اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون، ولا بـ"غسل الأدمغة" الذي يمارسه برأيه الوسطي إيمانويل ماكرون.

ويقول الخبير السياسي ريشار كلاينشماغر إن "هذه الانتخابات خارجة عن الأنماط. الحملة شهدت قضايا بلبلتها. الوضع بات أكثر تعقيدًا من أن يساهم في تعبئة الناس".

يعزز تردد الناخبين الغموض المحيط بنتائج الانتخابات، في وقت تشتد المنافسة بين أربعة مرشحين رئيسيين، هم لوبن وماكرون وميلانشون وفيون، مع تفاوت التأييد لهم ما بين 19 و23% من نوايا الأصوات في الدورة الأولى.

وقال فابريس بلانشار (41 عامًا) الوسيط التجاري في منقطة لورين "المسألة غير واضحة بنظري"، ويعرب عن حيرته رغم تأييده الدائم "لليسار" حتى الآن. ويقول "بالنسبة لماكرون، لا نعرف إن كان من اليمين أو اليسار".

أما المرشح الاشتراكي بونوا آمون، "فهو رغم كل شيء من الحكومة المنتهية ولايتها"، وتدنت شعبيتها إلى مستويات منخفضة جدًا لدى قسم من الناخبين اليساريين منذ انعطافتها الليبرالية عام 2014.

ويواجه بيار (28 عامًا) الذي التقته فرانس برس في رين (غرب)، الصعوبات ذاتها. ويقول الناخب الذي صوت لصالح نيكولا ساركوزي (يمين) عام 2012، إنه يميل لتأييد ماكرون، أصغر المرشحين سنًا (39 عامًا) "لأنه شاب"، لكنه "غير واثق تمامًا بعد، لأننا لا نعرف حقا إن كان من اليمين أو اليسار".

"إنني ضائع"

تبدي جانيت (77 عامًا)، الاستاذة المتقاعدة في رين، خيبتها، وتقول "لطالما كنت اشتراكية، لكنني لا أحب آمون. لا أدري إن كنت سأذهب حتى للإدلاء بصوتي".

ويشير كلاينشماغر إلى أن "عدد المترددين ابرز ما في هذه الانتخابات. ناخبو الحزبين الأكبرين في موقع هش للغاية".

وأضاف "يمكن معاينة ذلك في الألزاس، المعقل التقليدي لليمين، إنما أيضًا في فوج ولورين، حيث تزيد عملية تحول الاقتصاد من صعوبة إضفاء مصداقية على برامج الأحزاب التقليدية".

وأقرت فرنسواز (54 عامًا) وهي ابنة رئيس بلدية سابق في بلدة بشرق فرنسا، "لست أدري لصالح من سأصوت، إنها أول مرة يحصل لي ذلك"، موضحة رغم كل شيء أنها ستصوت "على الأرجح لليمين".

وتقول هذه المسؤولة في قطاع صناعة الأدوية "أقابل الكثير من اليمينيين الذين لا يعرفون لمن سيصوتون"، وكانت اختارت آلان جوبيه في الانتخابات التمهيدية وكان من الممكن أن تمنح صوتها لفيون "لو لم يتم الكشف عن تلك المسائل".

وتؤكد أن "النزاهة في الحياة والسياسة أمر لا بد منه. والدي كان رئيس بلدية، وعندما اقوم بتصوير ثلاث أوراق على الآلة الناسخة في البلدية، كان يخرج محفظته ليدفع ثمنها. وبالتالي، حين نرى عائلة فيون... هذه المسائل كان لها وقع شديد عليّ".

وتبدي مارتين (55 عامًا) الناخبة من بروتانيه، خيبة الأمل ذاتها قائلة "في بادئ الأمر، كنت أؤيد فيون، لكن ليس الآن، مع القضايا التي لحقت به. الأمر مخيب للغاية".

ويقول جاك فيشر (52 عامًا) المهندس في المجال الصناعي من ستراسبورغ إنه يميل إلى اليسار غير أنه "ضائع تمامًا"، ويرفض تأييد "المتمرد" آمون، ويستبعد ماكرون الذي يعتبره "يمينيًا"، ويرى أن مواقف ميلانشون "تنطوي على مجازفة".

ويحذر كلاينشماغر بأن "الخطر هو حين لا نعود نعرف ما الذي يمكننا التمسك به، عندها نقطع ورقة يانصيب، ونحن نقول لأنفسنا +لِمَ لا؟+. وبطاقة اليانصيب هنا هي مارين لوبن".