إيلاف من لندن: أمر وزير الدفاع العراقي عرفان الحيالي بفتح مجلس تحقيقي بواقعة سرقة الكلية اليسرى لجندي في الجيش العراقي أثارت غضبًا شعبيًا ورسميًا واسعًا، وسط مطالبات على صفحات التواصل الاجتماعي بتحقيق جديّ في الفضيحة وعدم تسيوفها من خلال ادخالها في متاهات اللجان التحقيقية.

واستقبل وزير الدفاع&الجندي رائد عاصي شكير، الذي فقد إحدى كليتيه في مستشفى الكاظمية التعليمي في بغداد، بعد أن دخله لعلاج إصابات تعرض لها في معارك ضد تنظيم &داعش.&

واكد الوزير تبنيه قضية الجندي الضحية، واعلن تشكيل فتح مجلس تحقيقي في وزارة الدفاع ولجنة تحقيق مشتركة مع وزارة الصحة. وامر بإكمال علاج الجندي على نفقة الوزارة، وأكد أن "من يعتدي على هذا المقاتل البطل كمن يضع إصبعيه بعين الوزير"، كما ظهر في شريط فيديو وزعته الدفاع، وتابعته "إيلاف" اليوم.

وقالت الوزارة في بيان إن بعض وسائل الإعلام كانت "قد عرضت قضية المقاتل الجريح لسرقة إحدى كليتيه، مناشدة وزارة الدفاع بأن تتبنى قضيته وقد استجابت الوزارة لهذه المناشدة، حيث أكد وزير الدفاع أن الاعتداء على هذا المقاتل البطل كمن يضع إصبعيه بعين الوزير".

فيديو استقبال وزير الدفاع للجندي الضحية:


&

وأشار الوزير إلى أنّ سرقة كلية الجندي تشكل اهانة بالغة للوزارة.. وأكد أن اللجنة التحقيقية في الامر قد بدأت عملها فعلاً، وانها ستعلن نتائج التحقيق كاملة خلال ثلاثة ايام، ليتم اتخاذ الاجراءات الرسمية اللازمة ازاء ذلك.&

وخاطب الوزير الجندي الضحية قائلاً "إن قضيتك هي قضيتي وحقك سأنتزعه من عين السارق".. وامر بترقية الجندي إلى رتبة اعلى. ومن جهته أشار الجندي شكير إلى أنّه مرتاح لاهتمام الوزير بقضيته وتشكيله مجلسًا تحقيقيًا حولها، وقال "إن شاء الله خيراً".

وكان الجندي ادخل إلى مستشفى الكاظمية اثر إصابته بذراعه اليمنى في معركة ضد تنظيم داعش، لكنه حين خرج كان هناك قطب في خاصرته وأبلغوه أن شظايا تم استخراجها، وتمت خياطة جرحه، لكن عند عودته للخدمة بعد أسابيع قليلة أغمي عليه في معسكر للجيش، ونقل إلى المستشفى الذي أبلغه أن لديه كلية واحدة، والثانية متعبة، ما أدى إلى ارتفاع نسبة اليوريا في الدم وعند إنكار الجندي ذلك وتأكيده أن لديه كليتين، أظهروا له نتائج صور الأشعة والفحص بأنه بكلية واحدة.

وتشير معلومات إلى أنّ سرقة كلية الجندي قد تمت خلال إخضاعه للتخدير أثناء علاجه بسبب الإصابة التي تعرض لها بذراعه اليمنى، فيما الكلية المسروقة هي اليسرى، وهو ما يؤكد عملية السرقة.
&&
وعادة ما تعلن السلطات العراقية بين الحين والآخر عن اعتقال عصابات تتاجر بالاعضاء البشرية وسماسرة لبيع الكلى يجرون عملياتهم داخل أحد المستشفيات الأهلية في العاصمة العراقية.&

وأشارت محكمة تحقيق الأعظمية مؤخرًا إلى أنّ هذه العصابات تستغل ضعف الحالة المادية لزبائنها أو صغر سنهم ليتم إيهامهم بالحصول على مبالغ كبيرة لا يتسلمون منها إلا قسطاً &بسيطاً مقابل استئصال كلاهم، وبيعها لصالح السماسرة، حيث يتسلم المتبرع قسطاً بسيطاً من هذه المبالغ لا تتجاوز 75 ألف دينار عراقي "حوالي 70 دولارًا أميركيًا"، على أمل أن يحصلوا على المتبقي، والذي يصل أحياناً إلى 10 ملايين دينار "حوالي 8 آلاف دولار"، بحسب الاتفاق بعد انتهاء العملية.

وبحسب مصادر قضائية، فإن انتشار الفقر والبطالة وعصابات الجريمة المنظمة جميعها عوامل أدت إلى انتشار ظاهرة الإتجار بالأعضاء البشرية، التي لم تكن معروفة في العراق.
&
&
&
&
&