«إيلاف» من القاهرة: قال وزير الخارجية المصري الأسبق ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان حاليًا، السفير محمد العرابي، إن قطر لن تتراجع عن موقفها، بسبب الدعمين الأميركي والإيراني، رغم الإجراءات القاسية التي اتخذتها مجموعة من الدول العربية، وهي: مصر والسعودية والإمارات والبحرين واليمن وليبيا، بقطع العلاقات معها.

يتوقع وزير الخارجية المصري الأسبق ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان حاليًا، السفير محمد العرابي، ألا تؤتي الإجراءات التي اتخذتها دول الخليج ومصر بقطع العلاقات مع قطر ثمارها سريعًا.

وقال العرابي في تصريحات لـ"إيلاف"، إنه يشك في أن الإجراءات التي اتخذتها بعض دول الخليج ومصر وليبيا واليمن، قد تجبر قطر على مراجعة سياساتها في المنطقة.

وأرجع العرابي ذلك إلى أن "الموقف الأميركي يبدو داعمًا لقطر، وبعيدًا عن موقف الدول العربية المقاطعة للدوحة"، معتبرًا أن "الموقف الأميركي سوف يحمل قطر على الاستمرار في المعاندة والثبات على مواقفها".

وأعرب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، عن قلقه من محاولة دول أخرى استثمار الإجراءات من أجل الإضرار بالدول العربية، وقال: "هناك دول إقليمية مثل إيران سوف تقفز على الموقف، وتدعم قطر، ما يؤدي الى بعض الخلل في التوازن الإستراتيجي بالمنطقة"، على حد تعبيره.

وحول ما إذا كانت الدول المقاطعة لقطر قد ارتكبت خطأ بتلك القرارات، وألقت بدولة قطر في أحضان إيران، قال العرابي، "إن الدول المقاطعة فاضلت بين أمرين، كلاهما مر أو كلاهما شر لابد منه"، لافتًا إلى أن "قطر تصر على الإضرار بالأمن القومي العربي، وتدعم مجموعات إرهابية، وتسعى إلى منافسة دول كبرى مثل السعودية، وتستضيف قاعدة عسكرية أميركية، وتوجد على أراضيها قوات إيرانية وتركية، ولديها استعداد أن تمنح أية دولة إقليمية قواعد عسكرية، حتى تثبت لنفسها وللعالم العربي أنها قوة إقليمية أيضًا، مما يشكل ضررًا بالغًا على الأمن القومي العربي".

وأضاف أن علاقات قطر مع إيران قوية، وليست جديدة، مشيرًا إلى أن الدول المقاطعة اختارت أقل الضررين، وهو قطع العلاقات، بدلًا من الاستمرار فيها مع إصرار الدوحة على دعم المجموعات الإرهابية والخروج عن الصف العربي، والإضرار بالأمن القومي لدول المنطقة.

سياسة اﻻقتحام الجريء مع الإرهاب

وفي ما يخص تأثير المقاطعة على الملف الليبي، والعمليات الإرهابية القادمة لمصر من الحدود الغربية، قال العرابي: "أعتقد أن القوات المسلحة المصرية وضعت الجماعات المدعومة من قطر وغيرها في حجمها الحقيقي"، معتبرًا أن "مصر حاليًا تتبع سياسة اﻻقتحام الجريء مع الإرهاب من الناحية السياسة والعسكرية، مما يشكل ردعًا لأية جماعات، ولكن يظل احتمال أن تتم الاستعانة بالخلايا النائمة، قائمًا".

ويتوقع العرابي أن تزيد قطر من دعمها لجماعة الإخوان المسلمين، المصنفة منظمة إرهابية في مصر، وقال: "اللعب الآن على المكشوف، وقطر تستخدم جميع الأوراق ضد دول المنطقة، وأخطر ورقة في يدها هي دعم الإخوان سرًا وعلانية".

وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان المصري، إن "قرار المقاطعة صحيح، وجاء في توقيت جيد، مشيرًا إلى أنه سوف يكبد قطر خسائر فادحة في مجالات الطيران، كما أن إغلاق السعودية المجال البري أمام قطر سوف يكون له التأثير الأكبر، لاسيما أن الحدود السعودية تمثل أكبر منفذ للبضائع الواردة إلى الدوحة".

 وفي ما يخص مصير المصريين في قطر، قال العربي: إنهم سوف يتعرضون لمعاناة شديدة، خاصة عندما يرغبون في العودة إلى بلدهم، سوف يضطرون للسفر إلى دولة أخرى مثل الكويت، ومنها إلى القاهرة".

وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، إن الحكومة المصرية لن تتخذ أية اجراءات بشأن المصريين في قطر، مشيرًا إلى أنها بانتظار رد الفعل القطري، متوقعاً أن يتعرضوا للتضييق، وعدم تجديد الإقامات لهم، وعدم استجلاب عمالة مصرية جديدة، لكنه يرى أنهم لن يتعرضوا لأي عدوان، لاسيما أنها يخدمون دولة قطر ويسهمون في تنميتها، على حد قوله.

وكانت دول السعودية والإمارات والبحرين ومصر واليمن وليبيا، أعلنت أمس قطع العلاقات مع قطر، وإغلاق مجالاتها الجوية والبحرية والبرية معها، وقالت وزارة الخارجية المصرية إن القاهرة قررت قطع العلاقات مع قطر، وقالت في بيان لها: "قررت حكومة جمهورية مصر العربية قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر، في ظل إصرار الحكم القطري على اتخاذ مسلك معادٍ لمصر، وفشل كافة المحاولات لإثنائه عن دعم التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم الإخوان الإرهابي، وإيواء قياداته الصادرة بحقهم أحكام قضائية في عمليات إرهابية استهدفت أمن وسلامة مصر، بالإضافة إلى ترويج فكر تنظيم القاعدة وداعش ودعم العمليات الإرهابية في سيناء، فضلاً عن إصرار قطر على التدخل في الشؤون الداخلية لمصر ودول المنطقة بصورة تهدد الأمن القومي العربي وتعزز من بذور الفتنة والانقسام داخل المجتمعات العربية، وفق مخطط مدروس يستهدف وحدة الأمة العربية".