تونس: لقي تونسيان مصرعهما الاثنين جراء سوء الاحوال الجوية، فيما خلّفت فيضانات أضرارا مادية كبيرة في العاصمة تونس، حسبما أعلنت السلطات الثلاثاء.

وشهد شمال تونس الاثنين عاصفة مصحوبة برياح قوية وأمطار وبرَد في ظاهرة مناخية غير معتادة في مثل هذا الوقت من السنة.

وفي العاصمة تونس غمرت السيول شوارع وأحياء وجرفت سيارات، حسبما أظهرت صور ومقاطع فيديو نشرتها وسائل إعلام محلية ونشطاء انترنت.

وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية ياسر مصباح لوكالة فرانس برس ان شخصين لقيا حتفها في ولايتي الكاف (شمال غرب) ومنوبة (شمال شرق).

وأوضح ان الشخص الذي توفي في منوبة شاب وعمره 27 عامًا لقي حتفه صعقًا بالكهرباء، بعدما لمس عمود إنارة خلال محاولته الهرب من السيول.

وأعلنت وزارة الداخلية في بيان اصابة شخصين اثنين، سقطت عليهما لافتة إعلانات جراء الرياح العاتية في في مدينة حمام الأنف (جنوب العاصمة).

وأضافت ان وحدات الحماية (الدفاع) المدنية تدخلت لشفط مياه تسربت الى 71 منزلا ومحلا تجاريا في ولايات الشمال والوسط الغربي والعاصمة تونس، و"أزاحت" من الطرقات 29 وسيلة نقل تعطلت بسبب الامطار. وكانت الاضرار المادية كبيرة في العاصمة تونس التي تتالف من 4 ولايات يقطنها أكثر من 2.6 مليون ساكن.

وأعلنت وزارة الصحة في بيان الثلاثاء غلق قسم الطوارئ في مستشفى القصاب في ولاية منوبة لمدة 48 ساعة "إثر تسرّب كميات من مياه الأمطار" إليه.

ولاحظ مصور فرانس برس ان المياه ما زالت تغمر جزءا من القسم الثلاثاء. وقالت سيدة غريبي التي تضرر منزلها في منوبة "عشنا كارثة حقيقية. الماء والوحل تسربا من كل الابواب". وواصل تجار تنظيف محالهم بعد الظهر، فيما توقعت الارصاد الجوية هطول مزيد من الامطار.

وقال فتحي الذي يدير محلا لبيع المواد شبه الطبية في منوبة تسربت اليه المياه انه خسر "على الاقل 10 آلاف دينار" (3650 يورو) مذكرا بأن "الشيء نفسه حصل الشتاء الماضي". وأعلنت والية أريانة (شمال شرق) سلوى الخياري ان مياه الفيضانات غمرت "منازل عديدة" في الولاية القريبة لولاية تونس. 

وقالت لإذاعة "شمس إف إم" الخاصة إن "هناك أناسا خسروا كثيرا (..). وتضررت الطرقات بشدة في حي التضامن" وهو أكبر حي شعبي في العاصمة تونس.

وأعلن وزير الشؤون المحلية والبيئة رياض المؤخر عن تشكيل "لجنة جهوية لمجابهة الكوارث الطبيعية" ستتنقل اعتبارا من الثلاثاء الى المناطق المتضررة لتقديم المساعدات اللازمة الى المتضررين.

ولاحظ ان تكرار حصول الفيضانات في العاصمة تونس كلما هطلت أمطار غزيرة، سببه البنايات العشوائية وتقادم البنى التحتية والوضع السيئ لقنوات تصريف مياه الامطار.