لندن: تنطلق الاثنين مفاوضات انفصال بريطانيا عن الاتحاد الاوروبي (بريكست) فيما توشك رئيسة الوزراء تيريزا ماي على ابرام اتفاق يدعم حكومة الاقلية التي ترأسها بعد نكستها الانتخابية الاخيرة.
وكان مقررا ان تبدأ مفاوضات بريكست في الاسبوع المقبل، لكن خسارة ماي لأكثريتها البرلمانية في انتخابات عامة مبكرة قبل اسبوع اثار التشكيك في هذا الموعد.
وقالت وزارة بريكست في بيان "الجولة الأولى من المحادثات بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي ستبدأ الاثنين 19 حزيران/يونيو".
وتم الاتفاق على الاعلان الخميس بين وزير البريكست ديفيد ديفيس وكبير مفاوضي المفوضية الاوروبية ميشال بارنييه، بحسب الوزارة. وعلق بارنييه على موقع تويتر بالقول "ها نحن نبدأ".
ومنذ الانتخابات العامة تتضاعف الضغوط على ماي لإضفاء الاعتدال على مقاربة الحكومة وترجيح كفة الاحتفاظ بعلاقات وثيقة مع السوق الاوروبية الموحدة على حساب ضبط الهجرة.
ودفعت خسارة الاكثرية البرلمانية بماي الى السعي الى اتفاق مع الحزب الديموقراطي الوحدوي الايرلندي الشمالي لضمان اغلبية داخل مجلس العموم يعوض فقدانها الاكثرية في الانتخابات الاخيرة، ويجعلها في موقع أفضل للانطلاق في مفاوضات بريكست.
وقال مسؤول كبير في حزب المحافظين الخميس انه لم يتم وضع اللمسات الاخيرة على الاتفاق، الا ان الطرفين توصلا الى "ارضية توافق مشتركة كبيرة" حول العديد من المسائل الاساسية، معربا عن ثقته بحصول الحكومة على الثقة.
اضاف ان المحادثات مع الحزب الايرلندي الشمالي الصغير تحرز تقدما وسط مشاورات جارية في مقر رئاسة الوزراء مع قيادات الاحزاب الكبرى الخمسة في الاقليم البريطاني.
وأعلنت الحكومة ان جلسة الافتتاح الرسمية للبرلمان اي عندما تعرض ماي برنامجها التشريعي ستنعقد في 21 حزيران/يونيو، اي بتأخير يومين عن الموعد الذي كان مقررا.
تابع المصدر المحافظ ان هذا يعكس "ثقة" الحزب في حيازته الاصوات الكافية لاقرار البرنامج بعد نكسة ماي الكارثية في الانتخابات في الاسبوع الفائت حيث خسرت اكثريتها في مجلس العموم (650 مقعدا بالاجمال) قبيل انطلاق مفاوضات بريكست المحورية.
ويتمتع المحافظون بـ317 مقعدا والحزب الديموقراطي الوحدوي بـ10 مقاعد.
ويلي انطلاق جلسات مجلس العموم نقاشات نيابية تستمر اياما يشكل نيل الحكومة الثقة أهم تحدياتها الكبرى.
التشاور مع الايرلنديين الشماليين
صوت البريطانيون بنسبة 52% لصالح الخروج من الاتحاد الاوروبي في استفتاء جرى العام الماضي. وفي آذار/مارس الماضي أبلغت رئيسة الوزراء تيريزا ماي الاتحاد الاوروبي رسميا بنية بلادها الخروج من الاتحاد لتبدأ مفاوضات تستمر عامين.
وكانت المفاوضات بين المحافظين والحزب الايرلندي الشمالي بدأت قبل ايام عدة، الا ان الحريق الضخم الذي أوقع 17 قتيلا في قلب لندن ليلة الثلاثاء الاربعاء ابعد الاهتمام قليلا عن هذه المفاوضات.
ومع تقدم هذه المفاوضات يثير هذا الاتفاق المحتمل الكثير من القلق.
وحذرت ميشيل اونيل المسؤولة الكبيرة في حزب شين فين القومي الكاثوليكي من اي تحالف "ينسف اتفاق الجمعة العظيمة" الذي وضع حدا عام 1998 لنحو ثلاثين عاما من العنف في هذه المنطقة.
وقال سايمون اشروود من جامعة سوري لوكالة فرانس برس "تكمن الخطورة في امكانية فشل ايرلندا الشمالية في التوصل الى حلول ما يؤدي ختاما الى تقويض عملية السلام".
وعلى تيريزا ماي ايضا الاتفاق مع زعمية الحزب الايرلندي الشمالي ارلين فوستر حول طبيعة بريكست الذي يريدان العمل للوصول اليه.
فقد دعت تيريزا ماي الى بريكست "متشدد" يتضمن ايضا الخروج من السوق الموحدة، في حين ان الحزب الديموقراطي الوحدوي الايرلندي الشمالي يريد تجنب عودة الحدود الفعلية مع ايرلندا الشمالية العضو في الاتحاد الاوروبي.
ويشارك الحزب الوحدوي والشين فين في مشاورات الخميس في داونينغ ستريت الى جانب احزاب صغرى
وقال رئيس الشين فين جيري ادامز بعد المحادثات ان حزبه لن يقبل اي ترتيب مشترك للمحافظين والحزب الوحدوي يهدد حياد الحكومة البريطانية في ايرلندا الشمالية.
اضاف ان "أقل مساومة جانبية لإبقاء تيريزا ماي في السلطة...لن تتمتع بأي نزاهة وهي بالطبع أقل أهمية من حاجات الشعب" في ايرلندا الشمالية، مضيفا ان "رئيسة الوزراء تجاهلت بالكامل إرادة هؤلاء السكان في موضوع بريكست".
التعليقات