بيروت: أطلقت قوات النظام السوري الاثنين هجوماً ضد الفصائل المعارضة في محافظة السويداء على رغم سريان وقف لاطلاق النار في جنوب سوريا، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان، فيما ذكر الاعلام الرسمي ان العملية تستهدف تنظيم داعش.

وافاد المرصد أن "قوات النظام بدأت هجوماً صباح الاثنين على الريف الشمالي الشرقي لمدينة السويداء، ترافق مع قصف للطائرات الحربية على مناطق الهجوم".

واشار فارس المنجد، مدير المكتب الاعلامي في قوات احمد العبدو، فصيل معارض في جنوب سوريا لوكالة فرانس برس الى "معارك عنيفة" تدور في ريف السويداء، بعدما نفذت قوات النظام "هجوماً كبيراً بأرتال كبيرة من المدرعات الثقيلة تحت غطاء جوي سوري كثيف".

تمكنت قوات النظام وفق المنجد والمرصد، من السيطرة على عدد من القرى والبلدات والتلال كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة. وأكدت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" الهجوم، لكنها قالت انه يستهدف الجهاديين.

واوردت نقلاً عن مصدر عسكري "وحدات من الجيش العربي السوري بالتعاون مع الحلفاء تستعيد السيطرة على عدد من البلدات والقرى والتلال والنقاط الحاكمة في ريف السويداء الشرقي بعد القضاء على أعداد كبيرة من تنظيم داعش الارهابي".

يأتي هذا الهجوم غداة بدء وقف لاطلاق النار بموجب اتفاق روسي اميركي اردني يشمل محافظات السويداء ودرعا والقنيطرة التي شهدت هدوءاً باستثناء بعض الخروقات المحدودة ليلاً وخصوصاً في درعا. وذكر المرصد في وقت سابق الاثنين ان قوات النظام اطلقت قذيفتين على بلدة صيدا في ريف درعا الشرقي، تزامنا مع تبادلها القصف مع فصيل مقاتل في بلدة النعيمة في المنطقة ذاتها. كما استهدفت سيارة في ريف درعا. كما سقطت قذيفتان مصدرهما قوات النظام على درعا البلد. 

وفي محافظة القنيطرة، تحدث المرصد عن استهداف متبادل بالرشاشات الثقيلة بين قوات النظام والفصائل في مناطق عدة، من دون تسجيل خسائر بشرية.

وتشكل المحافظات الجنوبية الثلاث التي تتقاسم قوات النظام وفصائل معارضة بشكل رئيس السيطرة عليها، احدى المناطق الاربع التي تضمنها اتفاق "مناطق خفض التصعيد" الذي وقعته كل من روسيا وايران المتحالفتين مع النظام السوري، وتركيا الداعمة للمعارضة في استانا في الخامس من مايو.

ورغم ان الجيش السوري كان اعلن الاثنين الماضي هدنة من خمسة ايام في جنوب البلاد، الا ان المعارك لم تتوقف بحسب المرصد.

ولم يصدر اي تعليق او موقف رسمي من الحكومة السورية ازاء الهدنة، في وقت نقلت صحيفة الوطن السورية القريبة من السلطات في عددها الاحد عن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشعب السوري بطرس مرجانة قوله ان "الكلمة الفصل في اضافة جنوب سوريا الى مناطق "تخفيف التصعيد" هي للدولة السورية" متحدثاُ عن "تنسيق في ذلك مع روسيا".

وانتقد وفد الفصائل المعارضة الى مؤتمر استانا الجمعة عقد "اتفاق منفرد في الجنوب السوري بمعزل عن الشمال" معتبراً أن من شأن ذلك ان "يقسم كل من سوريا والوفد والمعارضة الى قسمين".

وقالت شخصيات عسكرية معارضة في بيان الاثنين ان "السوريين بحاجة لوقف شامل لاطلاق النار ونشر الأمن في كافة سوريا، وليس لاتفاق يتخذ من ذريعةِ المناطق الآمنة حجة لتقسيم سوريا وتناهب أرضها بين القوى الإقليمية أو الدولية".

ويتزامن اليوم الثاني من وقف اطلاق النار مع انطلاق جولة سابعة من مفاوضات السلام في جنيف، وسط آمال ضئيلة بامكانية تحقيق تقدم في تسوية النزاع الذي تسبب منذ اندلاعه في العام 2011 بمقتل اكثر من 320 الف شخص.