أولت صحف عربية اهتماما كبيرا بإعلان العراق "النصر" على تنظيم الدولة الإسلامية في الموصل.
وأعرب كثير من الكتاب عن مخاوفهم من أن يكون ما هو قادم أسوأ مما مضى، إضافة إلى كلفة إعادة الإعمار الباهظة.
في جريدة الصباح العراقية، كتب علي الشلاه يقول "مع كل الأحداث والمخاطر والخلايا النائمة والحواضن المستترة والضمائر الغائبة والنوايا المسمومة والألسنة الملتوية يخرج المارد العراقي في كل رجل وامرأة وشاب وطفل مناديا سلالات الأفذاذ من العراقيين منذ أول حرف وحتى آخر حرف.. ألا إن العراق بخير ومن أدرك الموصل فقد أدرك الفتح المبين".
ما بعد الحرب
لكن روزانا بومنصف في النهار اللبنانية ترى أن "مشاهد الخراب والدمار في ثانية كبرى المدن العراقية مرعبة ومؤلمة، ولا يبدد رهبتها 'خطاب النصر'" الذي ألقاه السيد العبادي.
في الأهرام المصرية، يرى مكرم محمد أحمد أن "أخطر ما تبقى من آثار داعش، التخريب الواسع الذي شمل دولتي سوريا وليبيا والكلفة الباهظة لإعادة بناء العديد من المدن المخربة التي تحتاج إلى بلايين الدولارات لإعادة البناء".
وأضاف "الآثار الجانبية التي لا تقل خطرا أهمها تنامي طموحات الأكراد في أن يكون لهم دولة مستقلة ... بما يعني احتمال وقوع تغييرات جديدة في خريطة الشرق الأوسط تسمح بقيام كيان وطني كردي".
أما عريب الرنتاوي في الدستور الأردنية فيتساءل: "أين اختفى عناصر داعش وقياداتها بعد أن قيل إن أعداد الأجانب منهم تراوحت بين 50 - 150 ألف مقاتل أجنبي وفدوا إلى سوريا والعراق من حوالي 80 - 100 دولة؟"
ويتساءل إذا كان أعضاء التنظيم من العراقيين والسوريين قد اندمجوا في جموع النازحين، "فهم من لونهم وطينتهم، وكل ما يتطلبه الأمر الذهاب إلى دكان حلاقة لقص الشعر والذقون المسترسلة، لكن ماذا عن الشيشان والقوقازيين والأوروبيين من ذوي البشرة الحمراء والشقراء؟ ماذا عن الأفارقة والعرب من تونس والمغرب والجزائر وليبيا؟ ماذا عن الآسيويين والصينيين والأتراك؟"
ويتساءل كذلك إن كانت هناك مبالغات في تقدير أعدادهم من قبل، أو هل مات أو أسر الكثير منهم "ولماذا لم تعلن الجهات الرسمية في البلدين سوريا والعراق أرقاما بأعداد القتلى والجرحى والأسرى من هؤلاء ... وهل لدى سلطات البلدين معلومات دقيقة عن هذا الموضوع؟"
ويحذر من أنه "إذا كانت مصائر غالبية كوادر التنظيم ومقاتليه هي دكاكين الحلاقة، فمعنى ذلك أننا سنواجه طوفانا من الخلايا النائمة والذئاب الفردية التي ستعيث فسادا في الدولة المنكوبة وجوارها القريب والبعيد".
ويؤكد ماهر أبو طير في الصحيفة نفسها أن "ما بعد الحرب أصعب بكثير"، ويقصد بذلك عملية إعادة الإعمار.
ويقول: "سنصحو ذات لحظة، ونرى بأم اعيننا، أن أخطر مهمة تواجهنا، هي اعادة الإعمار، سواء على المستوى الاقتصادي، أو على مستوى ترميم الهوية الجمعية".
وفي جريدة القدس الفلسطينية، يرى راسم عبيدات أن "الهزيمة العسكرية لما يسمى بدولة الخلافة، تتطلب هزيمة على المستوى الفكري وهزيمة على مستوى الوعي والثقافة، حتى نقر بسقوط مثل تلك الدولة".
ويضيف أنه "في ظل وجود حواضن وفضاءات ومنابر اعلامية وثقافية ودينية ومؤسسات وجمعيات خيرية وإغاثية تدعم مثل هذه الجماعات وتتبنى أفكارها التكفيرية الإجرامية الإرهابية، فإنها ستجد في الدول والبلدان الفاشلة، وفي البيئة الفقيرة والمعدمة، والمناطق التي تنشر فيها ثقافة الجهل والتخلف والحجر على العقول تربة خصبة لنشر أفكارها وبناء تنظيمها من جديد على نحو أكثر شراسة وتطرفاً وإجراماً من التنظيم الحالي".
التعليقات