ألقى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، خطابات حماسية أمام عشرات الآلاف، في الذكرى السنوية الأولى لمحاولة الانقلاب التي فشلت في الشارع.

وأشاد أردوغان بالشعب بمن فيهم النواب، وكل من دافع عن الديمقراطية والحكومة.

وأعلن دعمه لعقوبة الإعدام للذين شاركوا في محاولة الانقلاب، وقال إنهم يستحقون ثيابا شبيهة بتلك التي يرتديها سجناء غوانتانامو.

وقتل 250 شخصا وأصيب 2196 آخرون في اشتباكات مع فصيل من الجيش قاد محاولة الانقلاب يوم 15 يوليو/ تموز 2016.

وشنت السلطات بعدها حملات ضد من يشتبه في دعمهم لمحاولة الانقلاب، وأقالت أكثر من 150 ألف شخص من وظائفهم في الدولة واعتقلت 50 ألفا آخرين.

وفشل الانقلاب لعدة أسباب منها قلة الدعم من القيادات العليا للجيش، وعدم مساندة الشعب والأحزاب السياسية للانقلابيين.

وحاول منفذو محاولة الانقلاب اعتقال أردوغان عندما كان في عطلة بمنتجع مطل على بحر إيجة ولكنه كان قد غادر الفندق. وأحبط مدنيون وجنود موالون للرئيس محاولة الانقلاب. وتوجه أردوغان لهؤلاء بالشكر والإشادة.

تركيا
AFP
الأتراك تصدوا للدبابات في الشوارع

وقال "لم يكن الشعب يحمل في تلك الليلة الأسلحة، بل كان يحمل الأعلام، وأهم من ذلك كان يحمل الإيمان".

ويقول مراسلون إن الوحدة التي أظهرها الأتراك ضد محاولة الانقلاب سرعان ما تفككت وبدت الانقسامات في البلاد.

فقد قاطع المعارضون الخطاب والاحتفالات، وقالوا إن ما قامت به الحكومة منذ إفشال الانقلاب يصل إلى محاولة لإسكات المعارضة.

وتواصلت إجراءات الحكومة إلى الجمعة الماضية، إذ أقيل أكثر من 7 آلاف شخص من وظائفهم الحكومية.

وخطب أردوغان في جموع الأتراك الذين احتشدوا على جسر البوسفور، حيث واجه مواطنون الجنود الانقلابيين.

وقال "أشيد بجميع المواطنين الذين دافعوا عن البلاد". وأضاف أن 250 شخصا خسروا حياتهم، لكن البلاد "ربحت مستقبلها".

وتابع يقول "الانقلابيون الذين أغلقوا الجسر تلك الليلة أرادوا أن يظهروا للعالم أنهم سيطروا على البلاد، ولكن الملايين خرجوا إلى الشارع للدفاع عن شرف الأمة".

وأضاف أنه سيقوم بـ"كسر أعناق الخونة" الذين دبروا محاولة الانقلاب.

وروى أردوغان أيضا أنه تحدث مع رئيس الوزراء، بن علي يلدرم، بشأن المشاركين في محاولة الانقلاب، قائلا له "عندما يعرضون على المحكمة، لنجعلهم يظهرون في ثياب تشبه ثياب غوانتانامو".

ودشن الرئيس بعدها "نصب الشهداء" عند الجسر، الذي أصبح يحمل اسم "جسر شهداء 15 يوليو".

وفي العاصمة أنقرة، تحدث أردوغان أمام النواب عن الغارة التي شنها الانقلابيون على مقر البرلمان.

وقال إنه في ليلة الانقلاب "أظهرت أمتنا للعالم كله طبيعتها".

وقال أحد المشاركين في التجمع الشعبي يُدعى مراد "لو حدثت محاولة الانقلاب مرة أخرى لخرجت للشارع أيضا. كانت الأجواء في تلك الليلة شبيهة بالحرب، فنحن نملك هذه البلاد وهذا الشعب".

تركيا
AFP
أردوغان دشن نصبا تذكاريا لضحايا محاولة الانقلاب

وأعلنت السلطات يوم 15 يوليو/ تموز عطلة رسمية وأطلق عليه اسم "يوم الديمقراطية والوحدة الوطنية".

وقبل هذا، قال يلدرم أمام جلسة خاصة للبرلمان إن يوم 15 يوليو/ تموز 2016 كان "حرب استقلال ثانية"، بعد النزاع الذي أدى إلى إنشاء تركيا الحديثة في عام 1920.

وأضاف "لقد مر عام على أحلك وأطول ليلة في تاريخ تركيا، والتي انتهت بنهار ساطع".

لكن زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض، كمال كيليتش دار أوغلو، قال إن "هذا البرلمان الذي صمد أمام القنابل، أصبح بلا سلطة".

وأضاف "لقد تم خلال العام الماضي تدمير القضاء، وبدل إعادة الأمور إلى طبيعتها، فرضت حالة طوارئ دائمة".

وتتهم السلطات التركية منظمة تتبع رجل الدين، فتح الله غولن، بتدبير محاولة الانقلاب.

وينفي غولن، المقيم بالولايات المتحدة، ضلوعه في محاولة الانقلاب، كما تتردد واشطن في تلبية مطلب تركيا بترحيله.

ويقول مراسل بي بي سي في تركيا، مارك لوين، إن نصف البلاد يرون يوم 15 يوليو/ تموز ميلادا جديدا لتركيا، بينما يرى النصف الآخر ما حدث بعده اعتداء على ما بقي فيها من الديمقراطية.

ويرى معارضو أردوغان أنه يستغل الحملة على المشتبهين بدعم الانقلاب لإسكات المعارضة، وقد تجمع عشرات الآلاف الأسبوع الماضي في اسطنبول بعدما أنهوا مسيرة 450 كيلومترا ضد الحكومة.

ووصف الرئيس المشاركين في المسيرة بالداعمين للإرهاب.