واشنطن: أعلن البيت الأبيض على مضض يوم الاثنين التزام إيران بالاتفاق النووي الذي وقعته إدارة اوباما عام 2015. وهذه هي المرة الثانية التي تصدر فيها ادارة ترمب مثل هذا الاعلان عملا بمقتضى إشعار الكونغرس كل 90 يوماً بعد مراجعة الاتفاق.
ترمب وافق على منح إيران شهادة حسن السلوك بتحفظات شديدة ودعا إلى فرض مزيد من العقوبات على إيران. ويريد ترمب فرض هذه العقوبات بسبب نشاطات إيران "الخبيثة"، على حد تعبيره، في مجالات غير نووية مثل تطوير صواريخ بالستية ودعم الارهاب.
وافادت تقاير ان ترمب استشاط غضباً لاضطراره إلى اصدار شهادة أخرى على التزام إيران بالاتفاق النووي. ولكن حلفاء اساسيين للولايات المتحدة مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا يرون ان الاتفاق وسيلة فاعلة لكبح مطامح طهران النووية ولا يربطون تنفيذه بعربدات إيران الأخرى مثل دعم جماعات متطرفة وميليشيات مسلحة في الشرق الأوسط واحتجازها مواطنين اجانب بلا مبرر.
وتبقى إيران أكبر شوكة في خاصرة الادارة الأميركية على المستوى الجيوسياسي. وكان ترمب وصف الاتفاق النووي مراراً بأنه استسلام للملالي.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز "ان ترمب ابلغ طاقمه الأمني انه لن يستمر في منح إيران شهادات بشأن التزامها إلى أجل غير مسمى وشكا خلال اجتماع مع افراد الطاقم استمر ساعة كاملة من اضطراره إلى اعلان التزام إيران بالاتفاق النووي للمرة الثانية". ولكن مستشاريه الكبار بمن فيهم مستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر ووزير الخارجية ريكس تيلرسون ووزير الدفاع جيم ماتيس اقنعوه بالالتزام بالاتفاق، بحسب صحيفة نيويورك.
واحتج تريتا بارسي رئيس المجلس الوطني الإيراني الأميركي الذي يعمل على تحسين العلاقات بين واشنطن وطهران قائلا ان ترمب يتعمد اشاعة اجواء من البلبلة باستمراره في التشكيك بشرعية الاتفاق. وأشار بارسي إلى أنّ الولايات المتحدة قد تنسحب من الاتفاق وادارة ترمب تعمل من اجل تغيير النظام في إيران بدلا من الحوار معه.
وحاول ترمب خلال قمة حلف الأطلسي في مايو اقناع الشركاء الاوروبيين بالتوقف عن التعامل التجاري مع إيران. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن الباحثة في المجلس الاوروبي للعلاقات الخارجية ايلي جيرانمايا "ان هناك انقساماً واضحاً بين الاوروبيين والأميركيين بشأن إيران".
وأضافت "ان الاوروبيين شرعوا في السير على طريق التقارب والولايات المتحدة تريد سياسة عزل واحتواء".
وكان موقف الولايات المتحدة هذا حاضراً بقوة في ذهن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي كان في نيويورك هذا الاسبوع. وقال ظريف في كلمة القاها في مجلس العلاقات الخارجية ان البيت الأبيض يرسل "أشارات متناقضة". وفي مقابلة مع مجلة "ناشنال اناريست" اتهم ظريف الرئيس الأميركي بـ"انتهاك" روح الاتفاق.
وأشار ظريف إلى أنّ لدى إيران خيارات إذا حدث انتهاك خطير للاتفاق النووي منها انسحابها من الاتفاق. ولكن مراقبين استبعدوا ذلك قائلين ان هذا على وجه التحديد ما يريده البيت الأبيض العازم على تحجيم طهران وإفشال مخططاتها في الشرق الأوسط.
أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "واشنطن بوست". الأصل منشور على الرابط التالي:
https://www.washingtonpost.com/news/worldviews/wp/2017/07/19/the-u-s-and-iran-are-heading-toward-crisis/?hpid=hp_hp-more-top-stories_wv-iranus-215am%3Ahomepage%2Fstory&utm_term=.54979809ecef
التعليقات