أمّا وقد بدأت معركة جرود عرسال فإنّ أسئلة كثيرة تطرح في هذا الشأن، ومنها إلى أين ستقود هذه المعركة، وأي مستقبل للأراضي اللبنانية التي سيحرّرها حزب الله من المتطرفين.
إيلاف من بيروت: بعد بدء معركة جرود عرسال فجر أمس، دارت معارك ضارية ليلًا بين حزب الله وجبهة النصرة وفصائل سورية مسلحة أخرى في جرود عرسال وفي القلمون الغربي، وقد سيطر حزب الله على تلة القنزح والتلال الغربية، وقد سقط لل 12 عنصرًا في المعارك الضارية التي يخوضها في جرود عرسال من الجهة السورية في وجه "الإرهابيين" من جبهة النصرة والفصائل السورية المعارضة المسلحة.
فإلى أين ستصل عملية تطهير الجرود في عرسال؟، يؤكد الوزير والنائب السابق بشارة مرهج في حديثه لـ"إيلاف" أن هذه المعركة تبقى جزءًا من الحرب القائمة بين لبنان من جهة والمتطرفين من جهة أخرى، والذين ينتمون إلى مختلف التيارات المتطرفة والعنفية.
حركات عنفية
يلفت مرهج إلى أن المعركة كان لا بد منها من أجل تثبيت الأمن في لبنان، وهي معركة تبقى جزءًا من الحرب المستمرة، وتأتي كتطور طبيعي في سياق الحرب، مع وجود تصور بأنها قد تنهي الوجود المسلح على الحدود اللبنانية السورية، والاتجاه العسكري المحتمل تبقى فرصه كبيرة، بحسب مرهج، لكن لن يكون بإمكانه استئصال كل تلك الحركات العنفية التي تنتشر في مناطق مختلفة بصورة علنية وغير علنية.
ويؤكد مرهج "إلى أن نصل إلى الحل السياسي والإجتماعي قمنا بشوط كبير من خلال هذه المعركة، والحرب ليست على مشارف النهاية".
مشاركة الجيش
عن مشاركة الجيش اللبناني في عملية تطهير جرود عرسال، يؤكد مرهج أن الجيش اللبناني لا يستطيع أن يعبر الحدود اللبنانية السورية، ولكن تبقى واجباته أن يحمي الحدود اللبنانية، ويمنع أي مسلح من الإقتراب من تلك الحدود أو الدخول من خلال الحدود إلى الداخل اللبناني.
ويؤكد مرهج أن تلك "تبقى مهمة مكلفة، وقد استطاع الجيش أن يقوم بها بكل كفاءة، ويقدم في سبيلها الشهداء والجرحى والأسرى بأعداد كبيرة".
مواجهة "الإرهاب"
ولدى سؤاله كيف يمكن دعم الجيش بصورة أكبر وأكثر فاعلية في مواجهة "الإرهاب"؟، يجيب مرهج أن دعم الجيش يبقى من خلال التفاهم في مجلس الوزراء اللبناني على خطة موحدة وتوجّه ثابت في سبيل دعم الجيش اللبناني، من دون وجود أي ثغرات في الموضوع، لأن البلبلة والتعددية في الآراء كلها تضعف الجيش اللبناني، والعمل العسكري يحتاج وضوحًا وقرارات حازمة.
وردًا على سؤال أي تداعيات لتطهير جرود عرسال اليوم على أمن لبنان واستقراره؟، يؤكد مرهج أن من شأن الأمر أن يساعد لبنان كثيرًا على التحرر من الضغط الكبير الذي تمارسه عليه الجماعات المسلحة والمتطرفة، لأنه عندما تهدأ الحدود اللبنانية السورية تمامًا، ويستتب الأمن بشكل كبير، ستكون المنافع وفيرة على لبنان سواء على الصعيد الإقتصادي أو السياحي والإجتماعي، والإستقرار الأمني سيؤدي إلى الإزدهار، وتبقى عملية تطهير الجرود اليوم خطوة على طريق استقرار لبنان المستقبلي ونهوضه الإقتصادي.
وردًا على سؤال: في حال سيطر حزب الله على المنطقة الحدودية في عرسال، هل برأيك سيسلمها في المستقبل إلى الجيش اللبناني؟، يجيب مرهج أنه يجب على حزب الله عندما يتمكن من تحرير الأراضي اللبنانية أن تصبح هذه الأراضي مباشرة تحت سلطة الجيش اللبناني.
&
التعليقات