أولت الصحف العربية اهتماما كبيرا بالمواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة، وذلك بعد أن نصبت إسرائيل بوابات إلكترونية على مداخل المسجد الأقصى، وأدى ذلك إلى اندلاع مواجهات بين الطرفين كان أعنفها في "جمعة الغضب".

وتساءلت افتتاحية صحيفة القدس الفلسطينية: "إلى أين يقودنا هذا العبث الاسرائيلي بأمن واستقرار المنطقة؟! وهل يعتقد الاحتلال الاسرائيلي ومتطرفو اليمين، الذين يقودون اسرائيل اليوم، أنه بهذا القمع الوحشي للمصلين قرب مداخل الأقصى التي أغلقتها سلطات الاحتلال، وللمظاهرات السلمية التي نظمها الفلسطينيون تعبيرا عن رفضهم لإجراءات الاحتلال، هل يعتقدون أن مثل هذه الوسائل يمكن أن تنال من إرادة شعبنا وتمسكه بحقوقه الثابتة والمشروعة وإصراره على عروبة وإسلامية المسجد الأقصى وبطلان كل الإجراءات التي اتخذها الاحتلال حديثا وقديما؟"

وتحت عنوان "الأقصى أولا" دعت صحيفة الحياة الجديدة الفلسطينية في افتتاحيتها إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني في مواجهة التصعيد الإسرائيلي.

فكتبت الصحيفة تقول: "في مثل هذه اللحظات المصيرية التي نعيشها اليوم، وأقصانا يتعرض لخطر التقسيم الداهم، لا ينبغي لأي انشغال وطني أن يكون بعيدا عن نصرة الأقصى، وقد آن الأوان لأجل هذا الموقف الوطني الحاسم، أن نشهد نهاية عاجلة للانقسام البغيض".

وفي موقع فلسطين أونلاين، قال عصام شاور: "الشعب الفلسطيني يرفض الاحتلال الإسرائيلي جملة وتفصيلًا، ولن يهدأ حتى تحرير آخر شبر من فلسطين، ولكن من أجل هدوء مرحلي لا بد من أن يحيا الشعب الفلسطيني (في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس والمناطق المحتلة عام 48) حياة مثله مثل باقي البشر، وعلى الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي وحكام العرب أن يرتقوا بأدوارهم إلى حجم المأساة التي حلت بفلسطين، وكانوا سببًا أساسيًّا فيها، وأن يكفوا عن لعب دور رجل الإطفاء، متى اشتعلت المناطق تحت أقدام الصهاينة، فالمطلوب منهم حل القضية الفلسطينية، وليس حل مشاكل المحتل الإسرائيلي".

وفي الشروق الجزائرية، أشاد حسين لقرع بمقاومة الفلسطينيين للإجراءات التي تتخذها إسرائيل، قائلا: "يسطّر الفلسطينيون هذه الأيام صفحة ناصعة أخرى من صفحات كفاحهم اليومي ضدّ احتلال استيطاني شرس".

وأضاف أن الفلسطينيين "الذين لبُّوا بقوّة نداء النفير إلى الأقصى، يعلمون جيدا أن ما يفعله الاحتلال هو مقدّمة للتقسيم المكاني والزماني للمسجد بين المسلمين واليهود، أسوة بـ"تجربة" تقسيم الحرم الإبراهيمي بعد إحراقه في 1994".

زيارة القدس

وفي صحيفة الغد الأردنية، قال علاء الدين أبو زينة: "النتيجة الآن، هي ما كانت عليه منذ عقود: ما تزال فلسطين محتلة. والمسجد الأقصى وقبة الصخرة وكنائس المهد والقيامة والمسجد الإبراهيمي وكل شيء آخر تحت الاحتلال. وفي الحقيقة، لا يستطيع معظم الفلسطينيين، وكل العرب والمسلمين، أن يصلُّوا في الأقصى، سواء قبل هذه الأزمة أو بعدها".

وأضاف: "الغضب الموسمي للأقصى بسبب أحداث مفردة وتجاهل أصل مأساته يخرج القصة من السياق. وإذا كانت هناك جديَّة في احترام الأقصى ورمزيته والحرص على جعله متاحاً للصلاة للجميع وفي كل وقت، فإن الطريق الواضح هو حرية فلسطين، وبالسبيل الوحيد الواعد: المقاومة".

وفي الوفد المصرية، دعت هبة عبد العزيز إلى فكرة قيام المسلمين والمسحيين بزيارة الأماكن المقدسة في القدس دعما للفلسطينيين والقدس.

فقتول: "التشجيع على زيارة القدس وخاصة للسياحة الدينية بالسماح للمسلمين والمسيحيين بزيارة أماكنهم المقدسة هناك عبر الأراضي الأردنية وأراضي السلطة الفلسطينية يعد عاملا هاما للتأثير بالإيجاب هناك، حيث ستمثل مساندة شعبية ومعنوية بل ومادية أيضا لأهالينا في القدس، إضافة إلى فضح الممارسات الصهيونية حال رفضها عدم السماح بالدخول".