اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الإنسان وحدة من الجيش العراقي، دربتها الولايات المتحدة بقتل أكثر من 30 سجينا من أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية دون محاكمة وبلا اكتراث، في الموصل.
وطالبت المنظمة الولايات المتحدة بالمساعدة في وقف أنشطة تلك الوحدة.
وقال التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة إنه لم يتحقق من صحة تقرير المنظمة وسيجري تحقيقات لبيان حقيقة الأمر.
كما ذكرت مصادر رسمية عراقية إنها تدقق في صحة تقرير هيومان رايتس ووتش.
وتقول المنظمة في تقرير جديد إن "المراقبين الدوليين شاهدوا في موقع واحد 25 جثة، على الأقل، ملقاة على الأنقاض".
وتضيف المنظمة في تقريرها أن الجنود الذين كانوا في الموقع تباهوا بأن الجثث هي لمسلحين من التنظيم أعدمهم الجنود.
ويأتي التقرير بعد نشر مقاطع فيديو قيل إنها التقطت في الموصل تظهر - فيما يبدو - قوات عراقية وهي تعدم أحد المعتقلين، وتضرب بوحشية آخرين.
وقد وثقت منظمة هيومن رايتس ووتش غير مرة خلال معركة تحرير الموصل التي استمرت شهورا عدة انتهاكات ارتكبتها قوات الحكومة والقوات المتحالفة معها.
وكان العراق قد أعلن الانتصار في الموصل في 11 يوليو/تموز، لكن الانتهاكات التي تتهم قوات الأمن بارتكابها، وما أثارته تلك الانتهاكات المدعاة من غضب قد يمثل تهديدا كبيرا محتملا للاستقرار في المنطقة التي استعادت الحكومة السيطرة عليها.
وجاء في بيان أصدرته هيومن رايتس ووتش أن الوحدة المذكورة نفذت الإعدام في الجزء الغربي من الموصل.
وأضاف أن "مراقبين دوليين ذكرا بالتفصيل إعدام أربعة أشخاص على يد الوحدة 16 في منتصف يوليو/تموز 2017، وشاهدا دليلا على أن الوحدة أعدمت آخرين، من بينهم صبي".
وقد أمد التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وحدات مختلفة في الجيش العراقي بالتدريب، والاستشارة، ومساعدات أخرى.
وقالت سارة ليا ويتسون، مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش، في البيان إن على "حكومة الولايات المتحدة أن تتأكد من عدم الاستمرار في مد الوحدة، المسؤولة عن موجة الإعدام بأي مساعدة".
وكانت المنظمة قد عثرت على عدد من لقطات الفيديو في أوائل يوليو/تموز منشورة على الإنترنت يبدو أنها تظهر انتهاكات أخرى ارتكبتها قوات عراقية في منطقة الموصل.
وظهر في لقطة أفراد يرتدون زي الجيش العراقي وهم يضربون معتقلا ملتحيا، ويجرجرونه إلى حافة جرف، ثم يلقون به من عل، ويطلقون عليه النار، هو وجثة أخرى في القاع.
وتظهر ثلاث لقطات فيديو أخرى رجالا في زي الجيش والشرطة العراقيين وهم يضربون معتقلين.
وقد أفاد صحفي عراقي كان يرافق وحدة الرد السريع في وقت سابق من عملية الموصل، بأن أفرادا في الوحدة عذبوا واغتصبوا وقتلوا معتقلين.
ووثق الصحفي، الذي ترك العراق، بعض تلك الانتهاكات في فيلم.
وقد سيطر مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية على الموصل وعلى مساحات كبيرة من الأراضي في العراق في صيف 2014، لكن القوات العراقية - التي تدعمها غارات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة تمكنت من استعادة السيطرة على معظم تلك الأراضي.
وساعد الغضب الذي كان منتشرا بين العراقيين السنة - نتيجة قضايا الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الأمن العراقية - تمرد المتشددين المسلحين الذي بلغ ذروته في الهجوم الذي شنوه في 2014.
وتأتي الانتهاكات التي تتهم بارتكابها قوات الأمن العراقية في وقت يزداد فيه لجوء مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية إلى التفجيرات، والهجمات الخاطفة، مع تهاوي مشروع خلافتهم شيئا فشيئا.
التعليقات