نصر المجالي: هي ذاتها المحكمة العليا في باكستان التي قررت عدم أهليته لمنصب رئيس الوزراء 2017، من كانت قررت العام 2007 عودة نواز شريف من منفاه "السعودي ـ البريطاني" إلى البلاد ليخوض المعترك السياسي من جديد، ويصبح مجددًا رئيسًا للوزراء.
قرار المحكمة العليا الباكستانية، اليوم الجمعة، قضى على آخر آمال نواز شريف في العمل السياسي الذي صار محظورًا عليه ممارسته مدى الحياة بسبب تورطه في قضية فساد، حيث اصدرت قرارًا بـ"إسقاط الأهلية" عنه كرئيس للوزراء وعضو في البرلمان.
وأعلنت المحكمة أن شريف "لا يتمتع بالأهلية"، وذلك على خلفية قضية فساد متعلقة بتسريبات تم الكشف عنها العام الماضي وهزت البلاد. وقال القاضي إعجاز أفضل خان أمام المحكمة المكتظة بالجمهور، "لقد فقد الأهلية كعضو في البرلمان، وبالتالي لم يعد يتولى منصب رئيس الوزراء".
كما طلبت المحكمة من هيئة مكافحة الفساد إجراء تحقيق إضافي حول الادعاءات بحق شريف بعد كشف روابط بين أسرته وشركات أوفشور العام الماضي.
ونواز شريف المولود في لاهور العام 1949، وهو الابن الأكبر لمحمد شريف أحد رجال الأعمال البارزين، في باكستان، وهو كان أتم دراسته في مدرسة سانت أنتوني الثانوية، وبعد تخرجه في كلية لاهور التحق بجامعة البنجاب وحصل على بكالوريس الحقوق.
3 ولايات
ويرأس نواز شريف حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية، وهو شغل منصب رئيس وزراء باكستان لثلاث ولايات غير متتالية: الأولى كانت من 1 نوفمبر 1990 إلى 18 يوليو 1993، والثانية من 17 فبراير 1997 إلى 12 أكتوبر 1999 والثالثة في 4 يونيو 2013، بعد نيله 244 صوتًا في البرلمان.
وكان أطيح بنواز شريف في ولايته الثانية 1999 في انقلاب عسكري أبيض قاده قائد الجيش الجنرال برويز مشرف، وتم نفيه بعد أن حكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة الخطف والإرهاب، لأنه رفض السماح لطائرة كانت تقل مشرف بالهبوط في باكستان، كما أدين بتهم تتعلق بالفساد، وحرم من كافة الأنشطة السياسية.
مناصب
وخلال حياته السياسية تولى نواز مشرف العديد من المناصب السياسية، من بينها: عضو مجلس البنجاب الإقليمي، وزير للمالية في مجلس وزراء البنجاب عام 1981، وزير الرياضة بنفس المجلس، نائب في المجلس الوطني والمجلس الإقليمي سنة 1985، كبير وزراء ولاية البنجاب في 9 أبريل 1985، وكبير وزراء بالوكالة بعد قيام الجنرال الراحل محمد ضياء الحق بحل المجلسين في 31 مايو 1988.
أطيع بحكومة نواز شريف في 12 أكتوبر 1999 في انقلاب عسكري بقيادة الرئيس الباكستاني الحالي برويز مشرف، وحكم على شريف بالسجن مدى الحياة بتهمة الخطف والإرهاب، كما أدين بتهم تتعلق بالفساد، وحرم من كافة الأنشطة السياسية.
محطات
* في يوليو 2002 أصدر الرئيس برويز مشرف مرسومًا استهدف فيه نواز شريف وبي نظير بوتو، اللذين وصلا إلى منصب رئيس الوزراء مرتين، ويمنع المرسوم رؤساء الوزراء السابقين، الذين قضوا فترتين في المنصب من الترشح لفترة ثالثة.
* في سبتمبر 2002 أعلن شريف رسميًا انسحابه من خوض الانتخابات التشريعية قبل شهر من إجرائها رغم موافقة المحكمة الابتدائية على ترشيحه، وجاء قرار شريف احتجاجًا على ما وصفه بـ"الإجراء العسكري" تجاه منافسته التقليدية بي نظير بوتو، وكان شريف قرر خوض الانتخابات رغم القوانين التي تمنعه من ذلك.
* في أغسطس 2004 انتقد نواز شريف الرئيس مشرف برسالة بعثها إلى حزبه قال فيها "إن باكستان لم تعد آمنة في الداخل ولا في الخارج".
* في مايو 2006 عقد اجتماع بين بي نظير بوتو ونواز شريف في العاصمة البريطانية لندن، ووقعا اتفاقًا باسم "ميثاق الديمقراطية"، وتعهدا بالعودة إلى البلاد للمشاركة في الانتخابات العامة لعام 2007 وإنهاء حكم مشرف واستعادة الديمقراطية.
* وفي مايو 2007 تحدى شريف وبوتو قرار السلطات بمنعهما من المشاركة في الانتخابات العامة، وتعهدا بالعودة إلى البلاد قبل إجرائها.
التعليقات