إيلاف من نيويورك: في غضون ستة أشهر فقط، نجح مستشار الأمن القومي في الولايات المتحدة الأميركية، الجنرال هيربرت ماكماستر في إنهاء إرث سلفه مايكل فلين الذي شغل المنصب لأقل من شهر قبل ان يضطر لتقديم استقالته تحت وطأة الضغوطات.
وتتجلى المفارقات العجيبة هذه الأيام، في خروج جميع رجال الجنرال فلين من مجلس الأمن القومي، في الوقت الذي لا يزال القسم الأكبر من الموظفين الذين عيّنوا بعهد الرئيس الأسبق، باراك اوباما، على رأس عملهم.
طرد آخر رجالات فلين
إيزرا كوهين واتنيك، كبير مديري المخابرات فى مجلس الامن القومي، كان إلى يوم أمس يعد آخر رجالات فلين في المجلس، الجنرال ماكماستر حاول ابعاده منذ فترة لكنه فشل بفعل وقوف ستيف بانون وجاريد كوشنر بوجه إقرار الطرد، ولكنه اعاد الكرة يوم امس لتنتهي الأمور بعزل الرجل، وكما درجت العادة في الاونة الأخيرة مع المطرودين، اصدر مستشار الأمن القومي بيانا نوّه فيه بمزايا واتنيك متمنيا له النجاح في الايام القادمة.
وفي غضون الأيام الأخيرة فقط، نجح ماكماستر في ابعاد العقيد المتقاعد ديريك هارفي، منسّق شؤون الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي، وريتش هيغينز مدير التخطيط الاستراتيجي في مجلس الامن، وأخيرا واتنيك.
أبرز مناوئي إيران
ويعد إيزرا البالغ من العمر 31 عاما، من ابرز الصقور المناوئين لإيران في مجلس الأمن القومي، وأعلن أكثر من مرة رغبته في تجديد جهود مكافحة ايران فى الشرق الاوسط، والسعي الى اصلاح مجمع الاستخبارات لكبح جماح البيروقراطيين.
صراع العقائديين والبراغماتيين
ويضع مراقبون ما يجري في اروقة مجلس الامن القومي في خانة الصراع بين ماكماستر وكبير مساعدي الرئيس للشؤون الاستراتيجية ستيف بانون، علما بأن الرجلين ينتميان إلى معسكرين مختلفين، فبانون ومعه فلين ومساعديه المطرودين يمثلون الفريق العقائدي، بينما تخيم البراغماتية على الجناح الذي يتواجد فيه ماكماستر، ووزير الدفاع جيمس ماتيس، وآخرون.
رجال أوباما على رأس عملهم
ولعل من المفاجيء ان ينتهي المطاف بالموظفين الذين استقدمهم فلين إلى الطرد، في الوقت الذي رفض فيه ماكماستر التعرض لزملاء لهم تم تعيينهم في فترة حكم الرئيس اوباما، وفي المعلومات فإن رفض مستشار الأمن القومي الحالي طرد هؤلاء، دفع بالعقيد المتقاعد ديريك هارفي –قبل اقالته- إلى اعداد لائحة بأسماء الموظفين الموالين لأوباما وأوصلها مباشرة إلى الرئيس دونالد ترمب الذي طلب بدوره من ماكماستر متابعة التوصيات التي تقدم بها هارفي، ولكن المستشار الحالي رفض بشكل صريح هذا الأمر.
حركة تعيينات
حركة التعيينات الأخيرة في الادارة تضمنت إستعانة جايسون غرينبلات، المبعوث الخاص لترمب لعملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية، بخدمات فيكتوريا كوتس التي تشغل منصبا في مجلس الأمن القومي، وسبق لها ان عملت مع تيد كروز، ويحاول المبعوث الخاص تعزيز فريقه بخبراء من وزارة الخارجية الأميركية.
كما ذكرت مصادر اعلامية، ان العقيد المتقاعد، مايك بيل سيخلف ديريك هارفي في مجلس الأمن القومي، وجدير بالذكر ان بيل وهارفي يتشاركان بعلاقة وثيقة مع الجنرال ديفيد بترايوس، المدير السابق للاستخبارات المركزية
التعليقات