تناولت الصحف العربية بنسختيها الورقية والالكترونية عددا من القضايا، منها الجدل الدائر حول استفتاء إقليم كردستان المقرر في سبتمبر/أيلول المقبل وزيارات رجل الدين الشيعي الأخيرة لعدد من الدول العربية.
وأبرز عدد من الكتاب الدور الإقليمي والدولي في قضية استفتاء إقليم كردستان.
كذلك أشار بعض الكتاب إلي الدور الذي يلعبه مقتدى الصدر لقيادة تقارب عراقي-سعودي بهدف إفشال خطط إيران في المنطقة.
استفتاء كردستان
يقول كرم سعيد في الحياة اللندنية إن "سعي حكومة كردستان لاستثمار دور البيشمركة، في محاربة داعش، ومحاولة ترجمة ذلك في استكمال مسار الاستقلال عن الدولة العراقية، قد لا يحققان المرجو منهما، لا سيما أن سياقات التفاعلات الدولية والإقليمية تشير إلى حالة عامة من التريث الدولي والرفض الإقليمي القاطع تجاه التطلعات الكردية".
يشير الكاتب إلي أن "الموقف الخارجي من استفتاء إقليم كردستان أصبح مرتبطاً بتقاطعات مصالح الدول الإقليمية والحسابات الشائكة للقوى الدولية في المنطقة".
ويقول عمر قدور في الحياة اللندنية أيضا: "لن يكون مستغرباً اجتماع القوى الرافضة للتغيير في المنطقة على الوقوف ضد استقلال الإقليم، ومن المؤكد أن يجد قسم من الأكراد ذلك مناسبة أخرى لتعزيز المظلومية الكردية".
يعتبر الكاتب لقاء رئيسي أركان إيران وتركيا للمرة الأولى "أقوى إشارة ضد الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان العراق".
ويستطرد الكاتب قائلا: "يستقوي الطرفان بموقف أميركي معارض لاستقلال الإقليم، وبمباركة روسية للتنسيق بينهما هي امتداد للتنسيق الذي بدأ في الملف السوري ضمن مسار آستانة".
وتقول عريب الرنتاوي في الدستور الأردنية: "نقطة البدء في المشروع الاستقلالي الكردي، تبدأ من بغداد، أما الاستقواء بالخارج فرهان حبله قصير، بل وقصير للغاية، والإقليم حتى بفرض انتزاع استقلاله بالقوة، لن يستغني عن العراق، وسيظل دولة داخلية، خاصة بوجود جوار إقليمي غير صديق، تدخلي وطامع".
ويتساءلت الكاتبة: "ألم يحن الأوان، للتأسيس لمرحلة من العقلانية في العلاقة بين الجانبين، تقوم على النفع المتبادل وحسن الجوار والتطلع المشترك لمستقبل محمّل بالفرص؟"
ويرسم باسل محمد في الصباح العراقية مقاربة بين استفتاء اقليم كردستان لتقرير المصير و الانفصال عن العراق و بين انفصال أحد أبناء العائلة في محاولة للإجابة على السؤال: "متى يفكر ابن عائلة ما بأن ينفصل عنها ويتركها؟"
يقول الكاتب: "يقرر الابن، الانفصال عن عائلته و السفر أو السكن بعيدا عنها لأن لديه حلما جميلا لا يستطيع تحقيقه وهو داخل العائلة ويحيا تحت كنفها، كما أن موقف العائلة ربما يكون سلبيا من هذا الحلم".
ويعدد باسل محمد الأسباب التي تدفع لمثل هذا الانفصال، ليقول: "يترك الابن عائلته إذا كان رب العائلة مستبدا و طائشا ويتخذ القرارات الخاطئة دائما، كما أن هجر الابن لعائلته قد يعني أن العائلة وأفرادها الآخرين يصبحون بمشكلة ويمسون بمشكلة"
يضيف: "الأبناء ينفصلون عن عائلاتهم إذا مر على العائلة وقت طويل ولم تتغير وتتطور ولا تملك رؤية ذكية للمستقبل ويوجد بحث يقول بأن هذه العائلة ستذهب إلى أزمات جديدة خطيرة".
"صحوة عروبية" بقيادة الصدر
تحت عنوان "مقتدى الصدر يقود صحوة عروبية في العراق"، يرى أسعد البصري في العرب اللندنية أن رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر "هز تاريخ العراق الحديث". وترى الصحيفة أن الصدر بتحركاتاته الأخيرة "يفشل خطط إيران" في المنطقة.
يقول صبحي حديدي في القدس العربي اللندنية إن " انفتاح الصدر على السعودية شيء، وحُسن استثمار المملكة لهذا الانفتاح شيء آخر؛ إذْ لعلّ مسعى الرياض، خاصة على النحو الذي يديره محمد بن سلمان أو يتمناه أمثال ثامر السبهان، لن ينتهي إلى ما هو أشدّ مثوبة من أضغاث أحلام!"
وترى رلى موقف في القدس العربي اللندنية أن "إعادة تصويب المشهد تحتاج إلى شراكة مع الشيعة العرب في الانتماء والنهج والبعد القِيمي من أجل إستعادة العراق إلى عمقه العربي أو على الأقل إعادة نوع من التوازن إليه".
تضيف الكاتبة: "هذان نموذجان يعبّران عن سلسلة العناصر المتضاربة، والمتناقضة، التي تكتنف انفتاح الزعيم الشيعي العراقي على السعودية؛ الأمر الذي لا يطمس نموذجاً ثالثاً يخصّ اضطرار الصدر إلى سلوك دروب متعرجة في مواقفه الشخصية، هو نفسه، إزاء المملكة".
من جانبه، يرى طلال العرب في القبس الكويتية أن "إيران ترفض عودة هذا البلد العربي المحوري الى أحضان أشقائه الطبيعيين".
يقول الكاتب: "أما الحرس الثوري الإيراني، فقد دخل على الخط، فهدد الزعيم العراقي العربي الشيعي مقتدى الصدر باستبداله بأخيه مرتضى زعيماً للتيار الصدري، وهذا يدل على أن ايران تحاول مسك تلابيب القرار السياسي والديني العراقي. أما سبب غضبهم عليه، فهو لتقاربه مع السعودية، ولمطالبته بحل ميليشيا الحشد الشعبي، ولقيام أنصاره بتهديد قنوات تلفزيونية موالية لإيران".
التعليقات