أعلن الجيش العراقي أن قواته تمكنت من استعادة السيطرة على عدد من القرى على مشارف مدينة تلعفر، أحد المعاقل الأخيرة لتنظيم الدولة الإسلامية في البلاد.
وكان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أعلن الأحد بدء العملية العسكرية لاستعادة السيطرة على المدينة الواقعة شمالي العراق.
وكانت الأمم المتحدة قد حذرت من أن الآلاف الذين فروا من المنطقة يواجهون أوضاعا خطيرة، خاصة أنهم يقطعون مسافات لساعات طويلة وسط حرارة الشمس الشديدة.
وبعد سقوط مدينة الموصل في يوليو/تموز الماضي، أصبحت تل عفر آخر مركز عمراني رئيسي يخضع لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في الشمال.
وتمثل المدينة، التي تقطنها أغلبية شيعية، وتخضع لسيطرة تنظيم الدولة منذ عام 2014، أهمية استراتيجية إذ إنها تقع على طريق كان في السابق قناة إمداد رئيسية للعناصر المسلحة بين الموصل والحدود مع سوريا.
وقال الفريق عبد الأمير رشيد يارالله، الذي يقود عملية تل عفر، إن الجيش "حرر" خمس قرى شرقي المدينة، بينما تقدمت قوات مكافحة الإرهاب عبر قريتين أخريين في جنوب غربي المدينة.
وساعد مقاتلو الحشد الشعبي في استعادة السيطرة على قرية أخرى شرقي تل عفر، بالإضافة إلى الجزء الجنوبي من سلسلة جبال "زمبار" وقريتين في شمال غربي المدينة.
وقال الفريق رائد جودت قائد الشرطة الاتحادية العراقية إن قواته، مدعومة بمقاتلات من طراز "بي إم"، استعادت السيطرة على قريتين أخريين وقتلت 20 من مسلحي تنظيم الدولة.
وتؤدي المقاتلات بي إم، التي كان لها دور في استعادة الموصل ذات الأغلبية السنية، دورا أكثر نشاطا في العمليات الجارية لاستعادة السيطرة على تل عفر.
وتقدم طائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة المساعدة للقوات الحكومية وكذلك قوات البشمركة الكردية في شمال تل عفر.
وأعلنت وكالة أنباء "أعماق" التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية أن مسلحي التنظيم قتلوا 114 من قوات الجيش العراقي وعناصر "إحدى الميليشيات المتحالفة" مع القوات العراقية في أول يوم من العملية.
وأوضحت أن المسلحين دمروا نحو 40 آلية عسكرية من بينها دبابتان "لقوات العدو" في ثلاث هجمات انتحارية.
اقرأ أيضا: القوات العراقية تزحف نحو تلعفر
اقرأ أيضا: صحف عربية تناقش مستقبل العراق بعد تنظيم الدولة
"نفاد الطعام والشراب"
وحذرت ليز غراند منسقة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، الأحد من أن آلاف المدنيين الفارين من تعلفر بحثا عن الأمان يواجهون أوضاعا قاسية في ظل تقارير عن ظروف صعبة داخل المدينة.
وقالت "العائلات تقطع مسافات طويلة لما بين 10 إلى 20 ساعة وسط درجات حرارة مرتفعة للوصول إلى نقاط التجميع (مراكز النازحين)، التي يصلون إليها منهكين ويعانون من جفاف شديد."
وأوضحت غراند أن أكثر من 30 ألف شخص فروا بالفعل من المنطقة، وبدأت الأمم المتحدة استعدادات لوصول آلاف آخرين في الأيام والأسابيع القادمة.
وتحدثت منسقة الأمم المتحدة عن الأوضاع داخل المدينة، قائلة إن "الطعام والشراب ينفد، ويفتقد الناس للضروريات الأساسية للبقاء".
ووفقا لتقديرات قوات التحالف، فإنه لا يزال يوجد ما بين 50 ألف إلى 100 ألف مدني في مدينة تل عفر وحولها.
وأسقطت طائرات عراقية منشورات على سكان تل عفر تحذر فيها الناس بضرورة "الاستعداد" لهذا الهجوم الأحدث على المدينة.
تحذير للمتشددين
وخلال إعلانه انطلاق العملية العسكرية لاستعادة مدينة تل عفر يوم الأحد، قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن "المسلحين مخيرون بين الاستسلام أو الموت"، وتعهد العبادي في حديثه للعراقيين "بمواصلة عملية التحرير وبالانتصار في جميع المعارك على تنظيم الدولة الإسلامية".
وأشار القائد العسكري البارز اللواء نجم الجبوري، وهو عمدة سابق لمدينة تل عفر، إلى أن هناك ما بين 1500 إلى 2000 من عناصر التنظيم يتحصنون وعلائلاتهم في المدينة.
وقال الجبوري لوكالة أنباء رويترز إن المسلحين منهكون وبمعنويات متدنية وإنه لا يتوقع أن تدور معارك شديدة في المدينة.
وبالإضافة إلى تلعفر يسيطر تنظيم الدولة على مناطق بالقرب من الحويجة ومن عانة إلى القائم في منطقة حوض الفرات التي تبعد 220 كيلومترا إلى الجنوب من المدينة.
التعليقات