أنقرة: عبر الرئيس التركي رجب اردوغان الاربعاء عن "انزعاج" تركيا من الدعم الاميركي ل "وحدات حماية الشعب" الكردية في سوريا التي تعتبرها انقرة "ارهابية" ، وذلك اثناء اجتماعه بوزير الدفاع الاميركي جيم ماتيس، بحسب ما افادت الرئاسة التركية.

وحضر ماتيس الاربعاء الى انقرة حيث اجرى مباحثات مع نظيره التركي نور الدين جانيكلي ثم مع اردوغان.

وبحسب مصادر في الرئاسة التركية فان اردوغان عبر عن "انزعاج" تركيا من الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة ل "وحدات حماية الشعب" اكبر تشكيلات "قوات سوريا الديمقراطية" راس الحربة في مواجهة الجهاديين المتطرفين في سوريا.

وفي ايار/مايو الماضي أعلنت وزارة الدفاع الاميركية انها بدأت تسليم اسلحة خفيفة وآليات الى هذه القوات التي تشن حاليا حملة لتحرير مدينة الرقة من مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية.

لكن تركيا العضو المهم في الحلف الاطلسي تعتبر وحدات حماية الشعب "منظمة ارهابية" ومنبثقة عن حزب العمال الكردستاني المصنف تنظيما "ارهابيا" من انقرة وحلفاءها الغربيين.

ونقلت صحيفة "حرييت" عن اردوغان قوله مساء الثلاثاء ان الالف شاحنة من المساعدات الاميركية التي نقلت عبر العراق وصلت الى المجموعات المسلحة الكردية في شمال سوريا. وتخشى تركيا ان تصل هذه الاسلحة الى حزب العمال الكردستاني وتوجه اليها.

من جهتها، اعلنت وزارة الدفاع الاميركية ان ماتيس تطرق خلال الاجتماع الى القلق الامني "المشروع" لتركيا، موضحة ان الرجلين عبرا عن نيتهما المشتركة "ليؤمن (بلداهما) الظروف من اجل منطقة اكثر استقرارا وامنا".

ممر ارهابي

تخشى انقرة اقامة دولة كردية في سوريا على حدودها وكانت شنت بين آيار/مايو 2016 وآذار/مارس 2017 تدخلا بريا في شمال سوريا بداعي التصدي للجهاديين ولمنع تواصل المناطق التي تسيطر عليها القوات الكردية.

وقال اردوغان للصحافيين على متن طائرته أثناء عودته من زيارة للاردن "لن تسمح تركيا بإقامة ممر إرهابي في شمال سوريا يصل الى البحر المتوسط". واضاف "مهما كان الثمن، سنقوم بالتدخل الذي تمليه الضرورة". 

وهددت تركيا مرارا في الاسابيع الاخيرة بالتدخل عسكريا خصوصا في منطقة عفرين الكردية في شمال غرب سوريا.

وقال اردوغان لحرييت "ان تصميمنا بشأن عفرين لم يتغير. وخططنا مستمرة كما هو مقرر".

كما لمح الى عملية محتملة في محافظة ادلب شمال غرب سوريا الخاضعة حاليا لسيطرة مسلحين جهاديين، دون تقديم تفاصيل.

كردستان العراق

وجدد اردوغان وماتيس معارضتهما لاستفتاء بشأن استقلال كردستان العراق من المقرر تنظيمه في 25 ايلول/سبتمبر، بحسب الرئاسة التركية.

والتقى ماتيس الثلاثاء برئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني في اربيل للتعبير عن معارضة الولايات المتحدة للاستفتاء.

من جهته، أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو الذي زار بغداد الأربعاء للقاء رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وغيره من المسؤولين العراقيين، على معارضة أنقرة للاستفتاء. 

وقال تشاوش أوغلو "لقد أبلغناهم بأن قرارهم خاطئ (...) ما نتوقعه واضح وبسيط: يجب إلغاء الاستفتاء".

وكان اعتبر الاسبوع الماضي ان هذا الاستفتاء يمكن "ان يؤدي الى حرب اهلية" في العراق.

واورد البنتاغون ان ماتيس وجانيكلي اعربا عن "قلقهما حيال التاثير الضار لايران في المنطقة" من دون تفاصيل اضافية.

والولايات المتحدة قلقة كذلك من تحسن العلاقات بين ايران وتركيا بعد زيارة قائد القوات المسلحة الايرانية الجنرال محمد حسين باقري تركيا الاسبوع الماضي حيث اتفق الطرفان على تعزيز الأمن في المنطقة ومعارضة الاستفتاء الكردي.

وقال اردوغان الاثنين ان عملية مشتركة مع ايران ضد مجموعات كردية تتخذ من العراق مقرا لها أمر "مطروح على الدوام". ولكن الحرس الثوري الايراني نفى وجود مثل هذه المخططات.