كابول: قتل خمسة اشخاص وجرح آخرون عندما فجر انتحاري نفسه امام مصرف في العاصمة الافغانية الثلاثاء في هجوم يأتي قبل بضعة ايام على عطلة عيد الاضحى وأعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عنه.
ويأتي هذا التفجير بعد سلسلة من الهجمات الدامية في كابول وبعد نحو ثلاثة أشهر على انفجار عنيف لشاحنة مفخخة في نفس المنطقة اوقع نحو 150 قتيلا.
ووقع الانفجار امام بنك كابول الذي غالبا ما يدفع رواتب عناصر الامن والموظفين الحكوميين.
وقال نجيب دانيش المتحدث باسم وزارة الداخلية الافغانية ان "التقرير الاخير يشير الى أن خمسة اشخاص بينهم حارس، قتلوا وثمانية مدنيين جرحوا في الهجوم الارهابي اليوم".
وأعلنت طالبان في وقت لاحق على وسائل التواصل الاجتماعي مسؤوليتها عن الهجوم.
ووقع التفجير صباح الثلاثاء في وقت يتوقع فيه ان يتوجه عدد كبير من المسؤولين الى المصارف لقبض مرتباتهم قبيل عيد الاضحى.
ودمرت واجهة المصرف وتناثرت قطع الزجاج في الشارع الذي غطته ايضا بقع الدم.
وقال احد شهود العيان لوكالة فرانس برس "كنت اقود سيارتي عندما سمعت دويا هائلا. كان العصف قويا لدرجة انه حطم زجاج سيارتي. رئيت اشخاصا يصرخون ويبكون بالقرب من المصرف".
وقع الانفجار في شارع يضم مصارف ومتاجر ويؤدي الى ساحة مسعود قرب السفارة الاميركية والحي الدبلوماسي في كابول. ومتمردو طالبان هم حاليا في أوج عملياتهم الصيفية. وقد شنوا عدة هجمات دامية في أنحاء البلاد في الاسابيع القليلة الماضية.
يذكّر هذا الهجوم بهجوم طالبان في حزيران/يونيو الماضي خلال شهر رمضان، عندما استهدف انفجار سيارة مفخخة مدنيين وموظفين حكوميين كانوا يصطفون امام فرع لبنك كابول لقبض مرتباتهم في لشكركاه في ولاية هلمند. وقتل في ذلك التفجير 29 شخصا وجرح اكثر من 60 آخرين.
ومنذ انهاء قوات حلف شمال الاطلسي مهمة استمرت اكثر من عشر سنوات في افغانستان اواخر 2014، يسعى الجيش الافغاني والشرطة لوقف تمرد جديد لطالبان ويواجهان في نفس الوقت تهديدا متزايدا من تنظيم الدولة الاسلامية.
هجمات دامية
يأتي تفجير الثلاثاء بعد اسبوع على اعلان الرئيس دونالد ترامب عزمه نشر جنود اميركيين في افغانستان لفترة غير محددة.
في الثالث من مايو الماضي استهدف انفجار قوي قافلة للقوات الاجنبية قرب السفارة الاميركية ومقر الحلف الاطلسي في ساعة الذروة الصباحية مما ادى الى مقتل ثمانية اشخاص وجرح 28 آخرين.
وفي الشهر نفسه وقع انفجار عنيف ناجم عن شاحنة مفخخة في الحي الدبلوماسي في كابول، حيث يقع القصر الرئاسي وعدد من السفارات الاجنبية، مما أدى مقتل 150 شخصا وجرح نحو 400 آخرين غالبيتهم من المدنيين.
وفي الثالث من يونيو الماضي قتل سبعة أشخاص عندما استهدف انتحاريون جنازة شخص قتل قبل يوم خلال تظاهرة احتجاج على انعدام الامن في كابول.
وبعد ان مهد ترامب الطريق امام ارسال المزيد من القوات الاميركية الى افغانستان، توعدت طالبان التي حكمت هذه الدولة بين 1996-2001، على تحويلها "مقبرة" للقوات الاجنبية.
وفيما رحبت السلطات الافغانية بقرار ترامب، رفض مسؤولون في باكستان اتهام ترامب لاسلام اباد بأنها لا تزال تؤمن ملاذا للمسلحين.
وفي وقت سابق هذا الاسبوع أرجأت باكستان زيارة لدبلوماسية اميركية كان يفترض ان تصل الاثنين. واعلنت فيما بعد محادثات مع موفد الصين لشؤون افغانستان، رحب فيها المسؤول الصيني "باسهامات باكستان وتضحياتها في الحرب ضد الارهاب" بحسب بيان.
وشن مسلحو تنظيم الدولة الاسلامية عددا من الهجمات الدامية في كابول مؤخرا. فالجمعة اعلنوا مسؤوليتهم عن تفجير انتحاري وهجوم بالرشاشات على مسجد شيعي مما ادى الى مقتل 28 من المصلين.
كما قتلوا شخصين في هجوم على السفارة العراقية في وقت سابق هذا الشهر.
التعليقات