نشرت وزارة الخارجية الروسية، مساء السبت، بعض اللقطات، التي توثق عملية تفتيش مبنى القنصلية العامة الروسية في سان فرانسيسكو من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي.

إيلاف: انتقدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بشدة وسخرية تفتيش البعثات الدبلوماسية الروسية من قبل السلطات الأميركية، واصفة إياه بـ"عملية تهريج جهنمية وحمقاء وغير شرعية".

وكانت إدارة الرئيس دونالد ترمب أمرت بإغلاق القنصلية الروسية في سان فرانسيسكو وأبنية في واشنطن ونيويورك تضم بعثات تجارية روسية، والإجراء هو أحدث خطوة في إجراءات انتقامية متبادلة بين الدولتين، أدت إلى وصول العلاقات بينهما إلى أدنى مستوى منذ الحرب الباردة.

تهريج غبي 
وكانت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية كتبت على صفحتها الشخصية على (فايسبوك)، إن مشاهدة لقطات من عمليات التفتيش من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي لأماكن البعثة الدبلوماسية الروسية، تجعلنا نفهم أن هذا هو نوع من أنواع التهريج الغبي، غير القانوني، والذي لا معنى له.

أضافت: "لماذا فعلوا ذلك؟!، ربما لإظهار جبروت المخابرات الأميركية؟. طيب، أظهروه، وأخيرًا شاهدنا كل شيء.. حتى عميل لـ"إف بي آي" تبدو عليه مظاهر الخجل مما يجري... كانوا يخططون لتحطيم الأقفال وكسر الأبواب؟. نحن أناس مؤدبون، وسنفتحها بأنفسنا، كي لا نعرّض ممتلكاتنا لخطر التخريب".

مبنى القنصلية الروسية في سان فرانسيسكو 

وأشارت زاخاروفا إلى أن الأميركيين لن ينجحوا في استفزاز الدبلوماسيين الروس، قائلة: "هل كانوا يعوّلون على جر الدبلوماسيين الروس إلى رد فعل عدواني، بعدما تعرّضوا للإساءات والمضايقات على مدى يومين، بل وخلال السنوات الأخيرة؟.. هذا ما سيطول انتظاره إلى الأبد.. لن نشارك في هذه المسرحية الرخيصة".

وأضافت "هل كنتم تريدون كسر الأقفال وفتح الأبواب؟، نحن مهذبون - سنفتح بأنفسنا، لماذا نفسد ممتلكاتنا".

طلب لجوء
وأوضحت زاخاروفا، أن من أجل صرف الأنظار عن الفوضى غير القانونية التي ارتكبتها وكالة المخابرات الأميركية بحق الدبلوماسيين الروس والممتلكات الدبلوماسية الروسية، تم إطلاق شائعة وهمية تفيد بأن موظفي القنصلية العامة الروسية في سان فرانسيسكو "طلبوا اللجوء السياسي"، وهذا ما يعرف بالحروب المعلوماتية الكلاسيكية".

وكانت صور نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الجمعة أظهرت تصاعد دخان أسود من مدخنة مبنى القنصلية في أحد أشد الأيام حرارة المسجلة في تاريخ سان فرانسيسكو. ويغذي الدخان تكهنات بأن البعثة الدبلوماسية داخل القنصلية كانت تقوم بحرق وثائق حساسة.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن الدخان المتصاعد جزء من "أعمال تطهير".

الخارجية الأميركية
إلى ذلك، اعتبرت الخارجية الأميركية أن ما قامت به الأجهزة المختصة في مباني ثلاث بعثات دبلوماسية روسية، هو "زيارات تفقدية لتأمين سلامة المباني، والتأكد من أنه تم إخلاؤها فعلًا".

وقال مسؤول في الوزارة لوكالة (نوفوستي) أمس السبت: "قام موظفون في السفارة الروسية برفقة مسؤولين في الخارجية الأميركية، بجولات في ثلاثة مبان بسان فرانسيسكو ونيويورك وواشنطن، مطلوب من الجانب الروسي إغلاقها".

وأضاف: "جرت هذه الجولات التفقدية بهدف ضمان أمن المباني وحمايتها، والتأكد من أن الحكومة الروسية أتمت إخلاءها". كما نفى المسؤول ما أعلنته موسكو عن تهديد السلطات الأميركية بكسر أبواب البعثات الروسية ودخولها عنوة.

ووفقًا للمسؤول، فإن بلاده تراعي كل أحكام اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية والقانون الأميركي والاتفاقات الثنائية، في ما يتعلق بتصرفاتها هذه، وطلبها من روسيا إخلاء هذه الممتلكات الدبلوماسية.