الرباط: تفاجأت العديد من الاسر المغربية بتعفن لحوم أضاحي العيد في ثاني ايام عيد الأضحى، لأسباب لاتزال مجهولة حتى الآن، حيث طرأ تغيّر على لون الأضاحي رغم وضعها في المجمدات من قبل العديد من المستهلكين. 

وتوجه العديد من المواطنين نحو المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، وكذا معهد الزراعة و البيطرة بالرباط، محملين بأكياس معبأة بلحوم فاسدة تفوح منها روائج كريهة، لم يعرفوا سبب تعفنها، إذ على الرغم من وضعها في المجمدات إلا أنهم تفاجأوا بتغيّر لونها إلى الأخضر و صدور روائح كريهة منها، لم تعرف أسبابها، دون أن يحظوا بإجابات شافية لما وقع. 

ولم تقتصر الظاهرة، التي أرجعها العديد من المواطنين، إلى العلف المقدم لقطعان الاغنام في الضيعات، و الذي لا يخضع لأية مراقبة من قبل الجهات المسؤولة، على منطقة دون سواها، حيث تبين حسب المعاينات التي باشرها مهتمون بالموضوع، أن الأشخاص الذين اقتنوا أضاحي العيد من نفس بائع المواشي تعرضت لحومهم لتغيّر لونها.

وكان العديد من المواطنين نشروا صورًا للحوم تغيّر لونها إلى الأخضر في اليوم الثاني من ذبح الخروف، حيث عمدوا على التخلص منها رغم أنها كانت معبأة في أكياس بلاستيكية وموضوعة بعناية في المجمد. 

وقال مسؤول بالمكتب الوطني للسلامة الصحية لـ "إيلاف المغرب " إنه من المرجح أن تكون اللحوم تعرضت للتلف، بسبب عدم مراعاة الشروط الصحية التي تصاحب عملية الذبح، والتي تفقد فيها الأضحية المناعة، مما يجعلها عرضة للبكتيريا، ناهيك من شروط حفظ اللحوم التي ينبغي أن تتم وفق شروط معينة، حيث ينبغي تجفيفها قبل وضعها في المجمد، مؤكدًا على أن المكتب سبق وأن أصدر منشورًا بأهم النصائح التي ينبغي اتباعها أثناء وبعد ذبح أضاحي العيد. 

وما زال المكتب الوطني للسلامة الصحية « ONSSA » لم يصدر أي توضيحات بخصوص هذه التعفنات، رغم مرور يومين على شكاوى المواطنين. 

من جهته، قال محمد الفراوي رئيس جمعية حماية المستهلك بمراكش، في اتصال مع" إيلاف المغرب " إنه توصل بما يفوق 43 شكوى من مواطنين في مراكش تعرضت لحوم أضاحيهم لتغيّر لونها إلى الاخضر ، 24 ساعة بعد ذبحها ووضعها في الثلاجة، و أنهم لم يعرفوا الأسباب، حيث اضطروا للتخلص منها خوفًا على صحتهم. 

وأضاف الفراوي أنه تلقى أسماء الكسابة الذين اقتنى منهم الناس أكباش العيد، وأن المتضررين توجهوا للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية من أجل وضع شكاواهم ، لكنهم فوجئوا بالمسؤولين هناك يقولون لهم"الله يعوض عليكم "، ونصحوهم بالتخلص من اللحوم الفاسدة نظرا لما تمثله من خطورة على صحتهم من دون أن يفتحوا تحقيقاً في الموضوع، علما أنهم على علم بأسماء بائعي المواشي وحتى الأسواق الممتازة التي اشترى منها المواطنون أضاحيهم. 

وقال الفراوي إنه اتصل ببعض تجار المواشي يستفسرهم عن أسباب تعفن اللحوم، و أن هؤلاء أجمعوا على أنه قد يكون راجعاً لمادة تضاف للعلف وحتى الماء الذي تشربه المواشي، و أن هذه المادة يطلق عليها « الكسابة » إسم « دردك » و أنها معروفة في أوساطهم، دون أن يحدد أي منهم مفعولها. 

وانتقد الفراوي بحدة ما أسماه بـ « الإستهتار بصحة المواطنين » ، معتبرًا أن ما وقع في مناطق عديدة من المغرب أفسد فرحة العيد، وحمل المسؤولية للمكتب الوطني للسلامة الصحية، الذي قال الفراوي إنه يفترض فيه أن يقوم بعمله وأن يراقب جودة الأضاحي في الضيعات والأسواق قبل اقتنائها من قبل المواطنين، و أنه إذا كان لا يتوفر على العدد الكافي من الموارد البشرية، يمكنه إبرام شراكات مع جهات أخرى تابعة للدولة والإستعانة بمختبراتها وتقنييها حفاظاً على سلامة المنتجات وصحة المواطنين. 

وطالب المتحدث المسؤولين بإجراء تحقيقات في الموضوع، و الكشف بكل نزاهة وشفافية عن أسباب تعفن اللحوم، حتى يتحمل من أفسد فرحة العديد من المواطنين بالعيد مسؤولياتهم كاملة.